شوهدت أعداد متزايدة من القروش البيضاء الكبيرة على الساحل الشرقي للولايات المتحدة الأميركية، مما أثار الهلع هناك، حسبما أشارت تقارير أخيرة.
وكانت السلطات في "كيب كود" قد وضعت إشارات تحذيرية وأغلقت الشواطئ عشرات المرات جرّاء ارتفاع عدد مشاهدات القروش بالقرب منها. هكذا أُغلقت بين شهر يوليو(تموز) الماضي والأسبوع الأول من شهر أغسطس(آب) الحالي، شواطئ مهددة 69 مرة، عند رؤية تلك الاسماك المفترسة في كيب كود و"آيلاندز" الواقعتين في جنوب شرق ولاية ماساشوسيتس، طبقاً لما ذكرته صحيفة "بوستن غْلوب"، علماً أن الاسبوع الاول من اغسطس بمفرده قد شهد إغلاق بعض الشواطئ حوالي 42 مرة.
وقال أي جَي ساليرنو، وهو أحد سكان المنطقة، لصحيفة "وول ستريت جورنال" إنه يفكر بالانتقال إلى منطقة أخرى بعدما وجد نفسه مجبرا على منع ابنه المراهق من مزاولة رياضة ركوب الأمواج. وأوضح " نحن نتعرض للتنمر من جانب القروش التي تجبرنا على الخروج من الماء".
وكانت بعض السلطات قد وضعت إشارات تحذيرية على الشواطئ جاء فيها " أُصيب أناس إصابات خطيرة وقُتلوا عندما هاجمتهم القروش البيضاء على امتداد هذا الشاطئ". من جهته، قال باحث من ولاية ماساشوسيتس يرصد القروش الكبيرة البيضاء إن يوليو(تموز) السابق كان حافلاً بالعمل أكثر من الاشهر الأخرى.
وأظهر مقطع فيديو انتشر على الانترنت الأسبوع الماضي، قرشا أبيض ضخما بطول يصل إلى 17 قدما، يسبح حول زورق أسرة قريباً من "خليج كيب كود".
وبعد يوم واحد، سارعت "محمية القرش الأبيض في الأطلسي" غير الربحية التي تعمل على تعزيز الوعي بالقروش البيضاء الكبيرة، وتدير برنامجا لإحصاء عدد أفراد هذه النوع من القروش في منطقة كيب كود، إلى بثّ شريط فيديو على الانترنت يُظهر البحر وقد اصطبغ ماؤه بلون أحمر بسبب مهاجمة قرش لفقمة.
غير أن احصائيات "الصندوق العالمي لحفظ الطبيعة" تفيد بأن عدد القروش البيضاء الكبيرة آخذ بالتناقص، وتصنّفها ضمن الانواع "المهددة" بالانقراض.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لكن هذه القروش قد اتجهت إلى كيب كود بأعداد متزايدة، وحسب منظمة "الصندوق العالمي لحفظ الطبيعة"، فإن هذا الخليج هو المكان الوحيد المعروف في شمال غربي الأطلسي الذي تتجمع القروش البيضاء فيه.
ويرى باحثون أن زيادة عدد مشاهدات هذه القروش قد تكون ناجمة عن قانون حماية الحيوانات الثديية البحرية الأميركي لعام 1972، الذي حظّر إصطياد أي من هذه الحيوانات بما فيها الفقمات، والحيتان والدلافين، مما أدى إلى ارتفاع عدد الفقمات التي تستوطن المنطقة القريبة من "كيب كود" .
وبما أن الفقمات هي الصيد المفضل للقروش البيضاء، فإن وفرتها تجتذب أسماك المحيطات المفترسة إلى مياه هذا الساحل. ففي سبتمبر(أيلول) الماضي، لقي رجل حتفه بعدما هاجمه قرش في مياه كيب كود، وكان ذلك أول هجوم لهذه الحيوانات الفتّاكة على إنسان في ولاية ماساشوسيتس منذ عام 1936. يُشار إلى ان الضحية، آرثر مديسي، 26 سنة، كان يتزلج على الماء بالقرب من "شاطئ ينوكومب هولو" عند تعرضه للهجوم.
وقال جو بوث، صياد السمك المحلي الذي يمارس رياضة ركوب الأمواج، إنه رأى الضحية يرفس شيئا وراءه وكان هناك وميض ذيل في الماء. واضاف "كنت الشخص الواقف على الشاطئ يصرخ: قرش، قرش!". وزاد "كان المشهد شبيها جدا بمشهد من فيلم " الفك المفترس". وهذا تحول إلى حقيقة في ’أميتي آيلاند’ بسرعة هنا".
تجدر الإشارة إلى أن نشاط القروش في خليج كيب كود يزداد كثيرا في الفترة الممتدة بين أغسطس وأكتوبر (تشرين الأول) من كل سنة، لكن منظمة "الصندوق العالمي لحفظ الطبيعة" تقول إن هجمات القروش على البشر نادرة.
© The Independent