Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لافروف: مقترحات غوتيريش لإحياء اتفاق الحبوب "غير واقعية"

أعلن وزير الخارجية الروسي أن الغرب "إمبراطورية أكاذيب" وبابا الفاتيكان يطالب بعدم التلاعب بأوكرانيا في شأن مساعدات الأسلحة

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يتحدث خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي في شأن أوكرانيا (أ ف ب)

ملخص

وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف القوى الغربية بأنها "إمبراطورية أكاذيب" وقال إن أحدث مقترحات الأمم المتحدة لإحياء مبادرة حبوب البحر الأسود لن تجدي نفعاً

وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف القوى الغربية بأنها "إمبراطورية أكاذيب"، وقال إن أحدث مقترحات الأمم المتحدة لإحياء مبادرة حبوب البحر الأسود لن تجدي نفعاً لأنها لا تفي بالوعود التي تلقتها موسكو.

وجاءت تصريحات لافروف بعد جهود دبلوماسية عالمية مكثفة استمرت أسبوعاً بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، حيث سعت أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون إلى حشد الدعم لكييف في حربها ضد الهجوم العسكري الروسي.

وفي رسالة إلى لافروف الشهر الماضي، حدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أربعة إجراءات يمكن للمنظمة الدولية تسهيلها لزيادة صادرات روسيا من الحبوب والأسمدة في محاولة لإقناع موسكو بالعودة إلى اتفاق البحر الأسود. وسمح الاتفاق لأوكرانيا بتصدير الحبوب عبر البحر الأسود، وهو ما ساعد على مواجهة نقص غذائي عالمي.

وقال لافروف "لقد شرحنا للأمين العام لماذا لن تجدي مقترحاته نفعاً. نحن لا نرفضها. إنها ببساطة غير واقعية. لا يمكن تنفيذها". وأضاف أن خطة السلام المكونة من 10 نقاط التي روجت لها كييف "غير عملية على الإطلاق"، وأن حل الصراع سيكون في ساحة المعركة إذا تمسكت أوكرانيا والغرب بها. وأشار إلى أن موسكو انسحبت من مبادرة حبوب البحر الأسود بسبب عدم الوفاء بالوعود التي تلقتها روسيا، ومنها رفع العقوبات عن بنك روسي وإعادة ربطه بنظام "سويفت" العالمي.

إمبراطورية أكاذيب

انسحبت روسيا من الاتفاق في يوليو (تموز) بعد عام من إبرامه بوساطة من الأمم المتحدة وتركيا لمواجهة أزمة الغذاء العالمية التي قالت المنظمة الدولية إنها تفاقمت بسبب الهجوم الروسي على أوكرانيا. وروسيا وأوكرانيا من كبار الدول المصدرة للحبوب على مستوى العالم.

وصدرت أوكرانيا ما يقرب من 33 مليون طن متري من الحبوب بموجب الاتفاق، الذي قالت الأمم المتحدة إن الدول الفقيرة استفادت منه من خلال المساعدة في خفض أسعار المواد الغذائية بأكثر من 20 في المئة على مستوى العالم.

ورداً على سؤال عما إذا كانت روسيا سترسل مزيداً من قوات حفظ السلام إلى قرة باغ، الجيب الأرمني الانفصالي داخل أذربيجان، قال لافروف إن ذلك سيتقرر على الأرض. كما ذكر لافروف أنه سيزور بيونغيانغ الشهر المقبل لمواصلة المفاوضات مع نظيرته هناك على خلفية الاتفاقات الأخيرة التي أبرمها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في موسكو.

واتهم لافروف الغرب بانتهاج عقلية استعمارية جديدة في مبادراته تجاه الدول الواقعة في جنوب العالم لكسب الدعم لأوكرانيا في الحرب. وتحدث عن "الغالبية العالمية" التي يزعمها الغرب، واصفاً القوى الغربية بأنها "إمبراطورية أكاذيب".

 

"لا تتلاعبوا بأوكرانيا"

في السياق، أشار البابا فرنسيس بابا الفاتيكان إلى أن بعض الدول "تتلاعب" بأوكرانيا من خلال تقديم الأسلحة أولاً ثم دراسة التراجع عن التزاماتها.

وأدلى فرنسيس بتصريحاته على متن الطائرة التي أقلته عائداً من رحلة إلى مدينة مارسيليا الساحلية الفرنسية. وكان يرد على سؤال لأحد الصحافيين حول ما إذا كان يشعر بالإحباط لعدم نجاح جهوده لإحلال السلام. وكان قد أرسل مبعوثه، الكردينال الإيطالي ماتيو زوبي، إلى كييف وموسكو وواشنطن وبكين للقاء القادة هناك. وقال إنه شعر "ببعض الإحباط" ثم بدأ يتحدث بشكل عرضي عن صناعة الأسلحة والحرب. وأضاف "يبدو لي أن المصالح في هذه الحرب ليست فقط تلك المتعلقة بالمشكلة الأوكرانية - الروسية ولكن ببيع الأسلحة وتجارة الأسلحة". وتابع "يجب ألا نتلاعب باستشهاد هذا الشعب. علينا أن نساعدهم على حل الأمور. أرى الآن أن بعض الدول تتراجع، ولا ترغب في إعطاء (أوكرانيا) أسلحة". وعندما طلب منه تقديم إيضاحات، قال المتحدث باسم الفاتيكان ماتيو بروني، إن البابا لم يتخذ موقفاً في شأن ما إذا كان ينبغي للدول الاستمرار في إرسال الأسلحة إلى أوكرانيا أو التوقف عن إرسالها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف "لقد كانت (تصريحاته) انعكاساً لعواقب صناعة الأسلحة: كان البابا يقول إن أولئك الذين يتاجرون بالأسلحة لا يدفعون أبداً عواقب خياراتهم، بل يتركونها ليدفعها الناس، مثل الأوكرانيين، الذين يسقطون ضحايا".

ويواجه عدد من البلدان، بما في ذلك الولايات المتحدة، ضغوطاً سياسية داخلية لوقف أو تقليص الإنفاق على الأسلحة المرسلة إلى أوكرانيا.

وناشد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المشرعين الأميركيين الخميس الماضي مواصلة الدعم وسط شكوك لدى بعض الجمهوريين حول ما إذا كان ينبغي للكونغرس الموافقة على مزيد من المساعدات.

ودان فرنسيس تجارة الأسلحة الدولية بشكل عام، لكنه قال العام الماضي إنه من المشروع أخلاقياً أن تزود الدول أوكرانيا بالأسلحة لمساعدة البلاد في الدفاع عن نفسها ضد العدوان الروسي.

تكريم متطوعين اثنين في بولندا

وعلى صعيد آخر، منح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي جائزتين رسميتين لاثنين من المتطوعين البولنديين خلال توقفه في بلدهم أمس السبت، لكنه لم يلتقِ بأي مسؤولين لتوتر العلاقات بين كييف ووارسو بسبب واردات الحبوب.

وقررت بولندا الأسبوع الماضي تمديد الحظر على واردات الحبوب الأوكرانية، مما هز علاقة كييف مع جارتها التي كانت واحدة من أقوى حلفائها منذ هجوم روسيا على أوكرانيا في فبراير (شباط) من العام الماضي.

وطلب رئيس الوزراء البولندي من زيلينسكي أمس من أول الجمعة عدم "إهانة" البولنديين، مواصلاً خطابه القاسي تجاه كييف قبل الانتخابات المقررة في 15 أكتوبر (تشرين الأول). ويتعرض حزب القانون والعدالة الحاكم لانتقادات من اليمين المتطرف الذي يتهم الحكومة بأن موقفها خاضع لأوكرانيا.

وأثار زيلينسكي غضب جيرانه عندما قال خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك إن كييف تعمل على الحفاظ على الطرق البرية لصادرات الحبوب، لكن "المسرح السياسي" فيما يتعلق بالواردات لا يساعد سوى موسكو.

 

وفي طريق عودته إلى وطنه أمس السبت، سلم زيلينسكي الجائزتين إلى بيانكا زاليفسكا، وهي صحافية ساعدت في نقل الأطفال الجرحى إلى مستشفيات بولندية، وداميان دودا، الذي جمع فريقاً طبياً لمساعدة الجنود الجرحى بالقرب من خط المواجهة.

وشكر زيلينسكي جميع البولنديين الذين "فتحوا منذ أيام (الحرب) الأولى أسرهم ومنازلهم وانفتحوا على تقديم يد العون". وقال "أعتقد أن أي تحديات في طريقنا المشترك لا تقارن بحقيقة وجود مثل هذه الرابطة القوية بين شعبينا".

وقال دودا لـ"رويترز" إن زيلينسكي لم يكن يتصرف بطريقة رسمية بالمرة خلال اللقاء وبدا مثل صديق قديم. وأضاف دودا "بالنسبة لنا، السياسة ليست مهمة، المهم لنا هو تقدم المساعدة لمن يحتاجون إليها".

وقال مارتشين بشيداتش رئيس مكتب السياسة الدولية التابع للرئيس البولندي لموقع (أونيت دوت بي أل) الإلكتروني إن مكتبه لم يتلق أي مقترح لعقد اجتماع خلال فترة وجود زيلينسكي في بولندا.

المزيد من دوليات