فاجأت النجمة اللبنانية إليسا جمهورها والوسط الفني بإعلانها أن الألبوم الذي تحضّر له حاليا سيكون الأخير في مسيرتها الفنية.
وقالت إليسا، في تغريدة على صفحتها الرسمية على تويتر "أنا بحضّر ألبومي الأخير بكل حب وشغف، وده هيكون آخر ألبوم في مسيرتي الفنية، وأعلن ذلك بقلب مكسور، ولكن ذلك القرار عن قناعة لأنني لا أستطيع العمل في (مجال يشبه المافيا)، ولا أستطيع تقديم أكثر من ذلك ولا إنتاج ألبومات".
كلمات إليسا المقتضبة أثارت حزنا كبيرا لدى جمهورها، كما أثير جدل واسع، وكل فئة اجتهدت لتفسير القرار بشكل مختلف، فمنهم من وصف ما يحدث بأنه طريقة جديدة للترويج لألبومها الجديد، حيث "تعمّدت النجمة إعلان اعتزالها في هذا التوقيت لمزيد من الضغط العاطفي على الجمهور". ومنهم من رأى اعتزال إليسا خسارة كبيرة للوسط الغنائي العربي، بخاصة وأنها قررت الخروج من الوسط في قمة نجوميتها وتألقها.
فريق ثالث ذهب إلى أن اعتزال إليسا مجرد ورقة ضغط جديدة على شركة "روتانا"، المنتجة لألبوماتها، بسبب حقوق "الديجيتال" التي منعت "روتانا" نجومها منها أخيرا وفق اتفاقية عالمية مع شركة كبرى، حيث ستطرح الأغنيات من خلال منصة رقمية حصريا، مما أزعج إليسا، بخاصة أن مكاسب خرافية تتحقق لها ماديا وفنيا من خلال طرح الأغنيات عبر وسائط رقمية تخصّ إليسا، مثل قناتها على الـ"يوتيوب".
وصرح بعض المقربين من إليسا بأنها "تتعرض منذ فترة لظروف قاسية في المجال الفني وأنها لم تعد تحتمل تلك الضغوط مع تأثر حالتها الصحية منذ إصابتها بسرطان الثدي العام الماضي، وهذا هو السبب في قرارها بالابتعاد وربما سيكون ابتعادا مؤقتا وتعود مرة أخرى حين تتحسن حالتها النفسية".
يحاول أصدقاء إليسا إثناءها عن القرار، لكنها مصرة عليه حتى كتابة هذه السطور.
حاولت "اندبندنت عربية" التواصل مع "روتانا" لاستجلاء حقيقة غضب إليسا من الشركة بسبب حرمانها من حقوق الديجيتال، بخاصة أنه تردد أنها أعلنت منذ فترة للمقربين منها أن ألبومها الجديد سيكون آخر ألبوم لها مع "روتانا"، وأن التلميح بأنها لا تستطيع العمل في (مجال يشبه المافيا) هو إسقاط على علاقتها بـ"روتانا"، حيث إنها الشركة الوحيدة المنتجة لألبوماتها منذ سنوات.
وقال سعيد إمام، المدير الفني لشركة "روتانا" في مصر، إن "تغريدة إليسا ليس لها علاقة بـ(روتانا) على الإطلاق، وإلا كانت أوضحت من دون التفاف، فهي نجمة واضحة جدا، وبالتأكيد (روتانا) شركة كبيرة ولها تاريخ كبير وعظيم مع كل النجوم، وأكبر منصة إعلامية فنية عربية، وليس مقبولا حتى أن يلمح البعض بأن كلمة (مجال يشبه المافيا) مقصود بها (روتانا)".
وأضاف إمام أن "إليسا هي الوحيدة التي تستطيع تفسير هذه العبارة وأعتقد أنها تقصد المجال الفني عموما بكلمة (مافيا)، ويتفرع هذا المجال إلى الكثير من الأشياء وليست شركة الإنتاج فقط، فهناك حفلات وإعلانات وفيديو كليبات والكثير من المجالات تحت بند (المجال الفني)، وربما تمر إليسا بحالة خاصة بها أو ظروف معينة جعلتها تتخذ هذا القرار مثلما حدث من قبل مع الفنانة شيرين التي قررت الاعتزال ولا يعرف أحد حتى الآن السبب، ثم عادت مرة أخرى لمواصلة فنها".
ورداً على ما يقال عن غضب إليسا من حرمانها من حقوق الديجيتال والضغط على "روتانا" بالتلويح بالاعتزال، قال إمام "هذه المشكلة تم حلها منذ فترة وكان هناك سوء تفاهم، حيث تخيّل النجوم أن طرح (روتانا) لأعمالهم على منصة إلكترونية سيكون حصريا وسيحرمون من عرض أغانيهم على الـ(يوتيوب)، ولكن انتهت الأزمة بأنه سيكون من حقهم استغلال أعمالهم على الـ(يوتيوب) أيضا، وهذا أنهى الخلاف تماما ومنذ فترة، وهذا ليس سببا على الإطلاق في أي توجه لدى الفنانين".
وأنهى إمام تصريحاته بقوله إن "علاقة إليسا و(روتانا) على أفضل وجه، وهي نجمة معزّزة مكرمة معنا، ولها كل الاحترام والتقدير، و(روتانا) لا يمكن أن تكون سببا من قريب أو بعيد في قرار إليسا الأخير، الذي يتمنى كل جمهورها أن تعدل عنه ويكون مجرد رد فعل عابر ويذهب إلى حال سبيله".
وقد ساند الجمهور وعدد كبير من النجوم إليسا ودعموها واحتلت مواقع التواصل الاجتماعي وصارت "تريند"، ودشن المغردون على "تويتر" وسما بعنوان "كلنا إليسا" لإثنائها عن قرارها. ومن النجوم الذين دعموا إليسا الفنان علاء زلزلي، الذي غرّد قائلا "إليسا كل شي قلتيه عن مافيا الفن معك حق فيه، وأنا عشتو وعم عيشو بس أنتي بفنك وجمهورك أقوى من كل المافيات، وبعرف إنك تحديتي الأخطر من مافيا وانتصرت فنك وجمهورك يستاهلوا تكملي".
وغردت سيرين عبد النور مدعمة إليسا بقولها "إليسا حبيبة قلبي وقلب الملايين، كل فنان بيقطع بمرحلة صعبة بحياته الفنية الله بيسمح فيها لسبب، بس ولا مرة تنسي من الله معه فمن عليه!!! نقي أغانيكِ بكل حب بس نقيهن لأكتر من ألبوم لأن أبداً ما رح يكون الأخير".
وناشدت أصالة النجمة إليسا بكلمات مؤثرة على تويتر قالت فيها "نعم هي معركة، فيها ما يؤلم وما لا نستطيع تحمّله في الكثير من الأحيان، خصوصاً لمن هو مثلك لا يريد أن تستعبده هذه المهنة، ولكنّكِ مُهمّة ومؤثّرة وصانعة ومحبوبة من ملايين النّاس، صوتكِ أصبح جزءا من ذكريات كثيرين، وعلى أغنياتك أحبّة كثر اجتمعوا، ونحتاجك بيننا".
وانزعجت هيفاء وهبي من خبر اعتزال إليسا، ووجهت لها رسالة على تويتر قالت فيها "انتصرتي على ظروف أصعب يا إليسا، لا نحن ولا جمهورك ولا ناسك منرضى بهيك قرار! بدك تضلك تغني وتنوري المسارح واللي مش عاجبه هو اللي ينقبر يمشي !".
وتوالت التعليقات على التغريدة، وفاجأت هيفاء الجمهور الذي طالبها بمحاولات لإثناء إليسا عن موقفها بردها قائلة إنها تواصلت معها بالفعل، وصدمت الجميع بقولها "إليسا قالت لي كلام بيوجع القلب"، لتترك الجمهور في حالة دهشة حول السبب الموجع للقلب الذي دفعها للاعتزال.
ومن مصر دعمت الفنانة ياسمين صبري والفنانة رانيا يوسف إليسا، وغردت رانيا قائلة "من الصعب أن يقرر شخص محب للفن أن يتخلى عنه، إليسا أعلم أنكِ تواجهين محنة كبيرة، ولكن خليكي واثقة إن جمهورك الكبير وراكِ دائما وبيدعمك، قرار اعتزال الفن مش سهل علينا كلنا، غناؤك وإحساسك الرائع لا يمكن الاستغناء عنه".
آخر ألبومات إليسا كان يحمل عنوان "إلى كل اللي بيحبوني"، وفجّرت معه خبر إصابتها بسرطان الثدي ثم تعافيها منه، لتثير حالة جدل عارم بين الجمهور الذي صدمه الخبر، وآخر كليبات إليسا فيديو كليب أغنية "كرهني"، وهي إحدى أغنيات ألبومها الأخير، والأغنية من كلمات علي المولى، وألحان فضل سليمان، والفيديو كليب من إخراج إنجي جمال.
وفي مصر قدمت إليسا أخيرا بصوتها أغنية لصالح إحدى شركات الاتصالات الكبرى، والأغنية بعنوان "قبل أي حد"، وقامت ببطولة الإعلان النجمة المصرية روبي، والأغنية من كلمات تامر حبيب، وألحان إيهاب عبد الواحد.