Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"تيك توك" صيني يحرك المطالب بإعادة قطع أثرية من المتحف البريطاني

أثار أحد الفيديوهات على التطبيق دعوات إلى إعادة إبريق شاي مصنوع من يشم أصلي معروض في المتحف البريطاني الذي يتولى وزير الخزانة البريطاني الأسبق جورج أوزبورن رئاسة مجلس أمنائه

يحكي الفيديو قصة إبريق شاي "يحن للعودة إلى الوطن الأم" ("الهرب من المتحف البريطاني" / "يوتيوب")

ملخص

فيديو على "تيك توك" الصيني يثير دعوات إلى إعادة إبريق شاي مصنوع من يشم أصلي معروض في المتحف البريطاني.

أدى مقطع فيديو غريب انتشر بسرعة على تطبيق "تيك توك" يصور إبريق شاي صينياً وهو يحاول الهرب من المتحف البريطاني British Museum  إلى إحياء جدل طويل الأمد بين بكين ولندن في شأن استعادة قطع أثرية تاريخية.

السلسلة المؤلفة من ثلاثة أجزاء وتحمل عنوان "الهرب من المتحف البريطاني" Escape from the British Museum، حظيت بأكثر من 310 ملايين مشاهدة منذ تاريخ نشرها في أواخر أغسطس (آب) الماضي على المنصة الصينية لتطبيق "تيك توك".

وقد أثارت شعبية هذه السلسلة من الفيديوهات مطالبات صينية بإعادة إبريق الشاي المصنوع من يشم أصلي ابتكر عام 2011 ومعروض الآن في المتحف البريطاني الذي يتولى وزير الخزانة الأسبق جورج أوزبورن منصب رئيس مجلس أمنائه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقد دافع أوزبورن بحماسة خلال توليه منصبه عن تعزيز العلاقات بين بريطانيا والصين، وفي لفتة مهمة دعا خلال زيارة قام بها لمدينة شنغهاي الصينية عام 2015 إلى إرساء "عقد زمني ذهبي من العلاقات بين المملكة المتحدة والصين".

وقال أوزبورن خلال الزيارة، "دعونا نتكاتف من أجل تنمية اقتصادينا ونتعاون معاً لجعل بريطانيا أفضل شريك للصين في الغرب، فلنتكاتف معاً وننشئ عقداً زمنياً ذهبياً لكلا البلدين، وأقول، بريطانيا والصين: سنبقى معاً".

لكن على رغم ذلك واصلت الحكومة الصينية ووسائل إعلام تسيطر عليها الدولة المطالبة باستعادة قطع أثرية ثمينة، متجاهلة تصريحات أوزبورن.

وفي عودة لمحتوى سلسلة الفيديوهات التي تستخدم الوسائط الحية على تطبيق "تيك توك"، فإن إبريق الشاي يخضع إلى تحول مذهل ليصبح امرأة قبل أن يلتقي بصحافية صينية في أحد الشوارع المزدحمة من العاصمة البريطانية لندن، لتصبح حليفتها وتمد لها يد العون في سعيها من أجل الحصول على الحرية.

وحققت السلسلة نجاحاً كبيراً إلى درجة أن منتجيها الذين يزعمون أنهم صانعو أفلام مستقلون عن أية انتماءات حكومية، تمكنوا من زيادة عدد متابعيهم إلى أكثر من 5 ملايين متابع جديد خلال أسبوع واحد فقط.

وكما هو معلوم فإن المتحف البريطاني يحوي أكبر مجموعة من القطع الأثرية الصينية، جُمعت من كل حدب وصوب في العالم الغربي، ويبلغ عددها الإجمالي نحو 23 ألف قطعة كما يؤكد الموقع الإلكتروني للمتحف، وتمتد من العصر الحجري الحديث إلى أيامنا هذه.

وكانت صحيفة "غلوبال تايمز" Global Times المعروفة في الصين والتي تتولى إدارتها الدولة، نشرت الشهر الماضي مقالة افتتاحية عشية زيارة وزير خارجية المملكة المتحدة جيمس كليفرلي إلى بكين، طالبت فيه المتحف البريطاني بإعادة ما تعتبرها قطعاً أثرية "مسروقة".

ونشرت المقالة الافتتاحية قبيل وصول كليفرلي المقرر إلى بكين، وهي أول زيارة يقوم بها وزير خارجية بريطاني للعاصمة الصينية منذ خمسة أعوام، وطالبت صحيفة "غلوبال تايمز" المتحف البريطاني بإعادة جميع الآثار الثقافية الصينية "التي تم الاستحواذ عليها عبر قنوات غير مناسبة، إلى الصين، مجاناً"، على حد تعبيرها.

وسلطت مقالة الصحيفة الضوء على الرفض البريطاني "منذ أعوام طويلة" لإعادة القطع الأثرية لدول أخرى، متهمة المتحف بـ "تبني موقف غير متعاون، ومطول، وانتهاج نمط روتيني" في هذا الصدد.

وفي المقابل أيدت وسائل إعلام حكومية صينية سلسلة فيديوهات "الهرب من المتحف البريطاني"، وعلقت "محطة تلفزيون الصين المركزية" China Central Television (CCTV)  عليها قائلة "يسرنا للغاية أن نشهد حماسة الشباب الصيني لتاريخهم وتقاليدهم، ونتطلع بصبر نافد إلى أن تعود القطع الأثرية الصينية التي جرى نقلها إلى الخارج في وقت قريب".

وفي وقت سابق من العام الحالي ومع حلول "السنة القمرية الصينية الجديدة"، اكتسب مقطع فيديو يظهر أحد المؤثرين الصينيين وهو يزور المتحف البريطاني اهتماماً واسع النطاق على منصة "دويين" Douyin الصينية (موقع مشاركة الفيديوهات الأكثر تنزيلاً في الصين ويقدم يومياً محتوى إبداعياً يقوم بنشره مؤثرون لنحو 400 مليون متابع).

وفي الفيديو يلفت المؤثر بفكاهة إلى أن الكنوز الموجودة في المتحف لا بد من أنها تشعر "بحنين إلى الوطن الأم"، ويُعتقد أن تعليقه هذا الذي اقترح فيه فكرة تحويل مسألة هرب هذه الكنوز إلى سلسلة من الرسوم المتحركة، شكل مصدر إلهام لسلسلة هرب إبريق الشاي.

وبعدما حظيت سلسلة الفيديوهات هذه بشعبية واضحة، بدأ مؤثرون آخرون على وسائل التواصل الاجتماعي إنشاء محتوى مماثل على صفحاتهم من خلال ارتداء ملابس تشبه شخصيات اللوحات والمنحوتات الصينية القديمة.

وبحسب شبكة "بي بي سي" البريطانية فقد جاء في أحد أهم التعليقات على السلسلة على منصة "دويين"، "ربما تكون الآثار الثقافية الصينية الموجودة في المتحف البريطاني تحن أيضاً لموطنها الأصلي الآن".

ويضيف التعليق، "قد لا يمكن وضع هذه القطع الأثرية الثمينة إلا في مقصورات مزدحمة، ولا يمكن للمرء إلا أن يتساءل عندما ترى وجوهاً صينية شاخصة إليها، ما إذا كانت تئن بصمت قائلة ’أعيدوني إلى الوطن‘".

مستخدم آخر لتطبيق اجتماعي صيني آخر هو "ويبو" Weibo، علق على تلك السلسلة الرائجة من الفيديوهات قائلاً إنه "في نهاية المطاف سيأتي يوم تعود فيه تلك القطع للوطن بكرامة".

ويشار أخيراً إلى أن المطالبات بإعادة القطع الأثرية الصينية للبلاد تزايدت، خصوصاً في ضوء صدور تقارير جديدة عن حدوث سرقة مزعومة لنحو 2000 قطعة من الكنوز من المتحف البريطاني، وفي أعقاب هذه الفضيحة استقال مدير المتحف هارتويغ فيشر من منصبه بأثر فوري.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات