Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أمطار غزيرة تخلف 14 قتيلا في تركيا واليونان وبلغاريا

ارتفاع حصيلة ضحايا إعصار جنوب البرازيل إلى 36 والمنطقة تتأهب لمزيد من الظواهر المناخية المتطرفة

ملخص

الاحتباس الحراري وسوء الأحوال الجوية يغرقان دولاً أوروبية بأمطار غزيرة عقب خروجها من صيف شهد حرائق مدمرة

لقي 14 شخصاً على الأقل مصرعهم جراء أمطار غزيرة في تركيا وبلغاريا وكذلك اليونان التي خرجت بالكاد من صيف شهد حرائق مدمرة، بحسب ما أعلنت سلطات هذه الدول، اليوم الأربعاء.

وفي إسبانيا، البلد الذي يقع على الخط الأول في مواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري، أدى سوء الأحوال الجوية بعد أشهر من الجفاف إلى مقتل ثلاثة أشخاص وفقدان ثلاثة آخرين في الأيام الأخيرة.

حرائق وأمطار

وتفيد أحدث التقارير الآتية من تركيا أن سبعة أشخاص على الأقل قضوا، مساء الثلاثاء، بينهم اثنان في إسطنبول.

وأفادت خدمات الطوارئ عن مصرع أربعة أشخاص في محافظة قرقلرايلي، شمال غربي تركيا، حيث ما زال شخص في عداد المفقودين.

وأعلن وزير الداخلية علي يرلي كايا عن إصابة 31 شخصاً، بينهم ثمانية ما زالوا في المستشفى في إسطنبول، إذ غمرت السيول الشوارع وجرفت كل ما في طريقها.

وذكرت تقارير إعلامية أن المياه غمرت جزئياً محطة مترو وأن الأمطار استدعت إجلاء عشرات الأشخاص من مكتبة البلدية.

وتأتي هذه الأمطار بعد صيف شديد الجفاف شهد انخفاض مخزون المياه في هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها 16 مليون نسمة إلى أدنى مستوى لها منذ تسع سنوات.

 

 

أحوال جوية عنيفة

وفي بلغاريا المجاورة، حيث توقف هطول الأمطار بحلول منتصف نهار الأربعاء، لقي أربعة أشخاص على الأقل حتفهم، أول من أمس الثلاثاء، على ساحل البحر الأسود.

وتأثر آلاف السياح بالأحوال الجوية العنيفة مع سقوط ما يعادل عدة أشهر من الأمطار خلال 24 ساعة، وهو أمر لم يسمع به من قبل منذ عام 1994، وفقاً لمدير خدمة الإنقاذ ألكسندر دجارتوف.

وأعلنت بلدة تساريفو الأكثر تضرراً يوم حداد.

وغرق عامل بناء يبلغ من العمر 61 عاماً وتم انتشال جثة رجل آخر. وفي وقت لاحق، عثر على جثتي رئيسة المحكمة الإقليمية البالغة 54 عاماً وابنتها الطبيبة البالغة 30 عاماً، وكانتا تجتازان الجسر بسيارتهما عندما جرفتها مياه النهر.

وأعلنت وزيرة السياحة البلغارية زاريتسا دينكوفا التي زارت الموقع أن "نحو أربعة آلاف شخص تضرروا" جراء الأمطار الغزيرة، مشيرة إلى مواجهة صعوبات لإجلائهم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي حين أن ساحل البحر الأسود نادراً ما يتعرض للأمطار الغزيرة، فإن بلغاريا تشهد تزايد هذه الظواهر على خلفية تغير المناخ.

وحذر وزير البيئة جوليان بوبوف عبر قناة "نوفا" من الخطر الذي يشكله "سوء حالة البنية التحتية وزيادة أعداد المباني على الساحل".

مطر متواصل

وفي اليونان، المتاخمة لتركيا وبلغاريا، وحيث تهب منذ مساء الإثنين العاصفة "دانيال" لقي ثلاثة أشخاص مصرعهم. وحذرت الحماية المدنية اليونانية من أن الأمطار الغزيرة ستستمر بالهطول، الأربعاء، قبل أن تنحسر، الخميس.

وقال وزير الحماية المدنية فاسيليس كيكيلياس، الثلاثاء، "هذه هي الظاهرة الأكثر تطرفاً من حيث كمية المياه التي سقطت في غضون 24 ساعة منذ أن بدأت اليونان بتسجيل البيانات حول هذا الموضوع".

وأكد رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس خلال مقابلة، الثلاثاء، مع رئيسة الجمهورية اليونانية كاترينا ساكيلاروبولو "هذه ظاهرة متطرفة".

 

 

لا أحد يساعد

وقال خبير الأرصاد الجوية بانايوتيس يانوبولوس لقناة التلفزيون العام، الثلاثاء، إن "كمية المياه التي تساقطت خلال 24 ساعة تمثل كل الأمطار التي تهطل في المعتاد طوال فصل الخريف بأكمله".

وتضررت بسبب الأمطار الغزيرة بشكل رئيس مقاطعة مغنيسيا في وسط اليونان وعاصمتها مدينة فولوس الساحلية، على بعد 331 كيلومتراً شمال أثينا.

وقال يانيس أرتوبيوس، المتحدث باسم رجال الإطفاء، الأربعاء، إن امرأة تبلغ من العمر 87 عاماً أعلن عن فقدان أثرها، الثلاثاء، "عثر عليها ميتة الأربعاء في قرية بالتسي في مغنيسيا".

كما عثر على شخص آخر ميتاً في مقاطعة كارديتسا التي تضررت أيضاً مثل تريكالا.

والثلاثاء، عثر على رجل يبلغ من العمر 51 عاماً ميتاً بالقرب من فولوس بعد أن جرفته السيول.

وغمرت مياه الأنهار والسيول المباني والشوارع في فولوس والقرى المجاورة. وانقطعت الكهرباء عن فولوس منذ مساء الثلاثاء، وتعرض عديد من المباني والشوارع في القرى القريبة من جبل بيليو لأضرار بالغة بسبب الأمطار والانهيارات الأرضية، بحسب ما أفاد صحافي في وكالة الصحافة الفرنسية في المكان.

وقال فاسيليس تسالاموراس، أحد سكان المدينة البالغ من العمر 58 عاماً بغضب "لم يسبق لي أن رأيت مثل هذه الظاهرة. غمرت المياه آلاف المتاجر والمباني في فولوس ولا يوجد أحد لمساعدتنا".

السلطات في حالة تأهب

أصدرت الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية تحذيراً، الإثنين، وأكدت الحكومة أن "السلطات في حالة تأهب".

وبلغ معدل هطول الأمطار في فولوس 200ملم، الثلاثاء، و600ملم في قرية زاغورا المجاورة عند سفح جبل بيليو، وفق هيئة الأرصاد الجوية.

وهبت هذه العاصفة بعد حرائق مدمرة هذا الصيف في اليونان أودت بحياة ما لا يقل عن 26 شخصاً ووصفت بأنها "الأكبر على الإطلاق" في الاتحاد الأوروبي. ودمرت الحرائق التي استمرت أسبوعين في أغسطس (آب) جزءاً كبيراً من حديقة داديا الوطنية في إيفروس شمالاً.

ومع ارتفاع درجة حرارة الكوكب، يحتوي الغلاف الجوي على مزيد من بخار الماء (نحو سبعة في المئة لكل درجة إضافية)، مما يزيد من خطر هطول الأمطار الغزيرة. ومع تضافر ذلك مع عوامل حاسمة أخرى مثل التحضر والتوسع العمراني، تسهم هذه العوامل في تهيئة الظروف المناسبة لهطول الأمطار الغزيرة التي تخلف كوارث باهظة الثمن.

36 قتيلاً في إعصار البرازيل

وفي البرازيل، ارتفعت حصيلة ضحايا الإعصار الذي حمل معه أمطاراً غزيرة وفيضانات إلى 36 قتيلاً على الأقل، الأربعاء، وفق السلطات، فيما تستعد المنطقة لمزيد من الظواهر المناخية المتطرفة.

وأطلقت السلطات عملية إنقاذ واسعة النطاق مع إجبار مياه الفيضانات السكان على الصعود إلى أسطح منازلهم، حيث قال أحد المسؤولين، إن أكثر من ألف شخص لا يزالون عالقين وينتظرون المساعدة.

وتسببت العواصف التي بدأت، الإثنين، في غمر أحياء بكاملها في ولاية ريو غراندي دو سول الجنوبية بالمياه.

واجتاحت الفيضانات المفاجئة والانهيارات الأرضية مساحات شاسعة من الأراضي، مخلفة وراءها حطام المنازل المدمرة والمياه الموحلة.

وغمرت مياه الفيضانات معظم بلدة موكوم التي يبلغ عدد سكانها خمسة آلاف نسمة، حيث عثر فيها على 14 جثة بعد أن كان قد أبلغ سابقاً عن 15.

وقالت وسائل إعلام محلية، إن السلطات هناك وفي منطقة روكا سايلز المجاورة اضطرت إلى استخدام شاحنة مبرّدة لنقل جثث الضحايا.

وهذه الكارثة هي الأحدث في سلسلة من الكوارث الطبيعية المميتة التي تضرب البرازيل ويرجح خبراء أن تتفاقم بسبب التغيّر المناخي.

وقال حاكم الولاية إدواردو ليتي الذي توجه إلى المناطق المتضررة، إن آلاف الأشخاص ينتظرون إنقاذهم، مضيفاً أن "عائلات كثيرة لا تزال عالقة على أسطح منازلها".

ووصف الحاكم الذي أعلن حالة الطوارئ هذه الكارثة بأنها الأكثر عنفاً على الإطلاق التي ضربت ريو غراندي دو سول، بينما واصل مئات من عمال الإنقاذ والشرطة والمتطوعين جهودهم للوصول إلى المناطق المعزولة بسبب الفيضانات.

وأفادت السلطات أن أكثر من 5.300 شخص أجبروا على ترك منازلهم، وتأثر ما لا يقل عن 52 ألفاً و70 بلدة.

وحذر ليتي من أن الوضع قد يتفاقم مع توقع هطول مزيد من الأمطار، في وقت متأخر الأربعاء وحتى الخميس، اليوم الذي تحتفل في البرازيل باستقلالها.

وأعلن الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا أنه تحدث مع الحاكم ووعده بتقديم الدعم لولايته.

وكتب لولا على منصة "إكس" "لقد أكدت مجدداً أن الحكومة الفيدرالية تحت تصرف مواطني ريو غراندي دو سول لمواجهة هذه الأزمة".

وشهدت البرازيل في السنوات الأخيرة أحوالاً جوية سيئة لا يستبعد الخبراء أن تكون لها صلات بالتغير المناخي.

ويزيد غياب التنظيم المدني من آثار الكوارث المناخية، إذ يعيش عديد من السكان الفقراء في مساكن غير آمنة على سفوح التلال.

وقضى ما لا يقل عن 65 شخصاً في فبراير (شباط) الماضي في فيضانات وانزلاقات أرضية ناجمة عن أمطار طوفانية في ولاية ساو باولو في جنوب شرقي البلاد.

ويعيش نحو 9.5 مليون من أصل 203 ملايين من سكان البرازيل في مناطق معرضة لفيضانات وانزلاقات تربة.

اقرأ المزيد

المزيد من بيئة