Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جو النعسان وميتش المجنون ومشكلة المسنين في أميركا

يظهر الهرم على بايدن بأكثر من سنواته الـ80 فيما سجلت الكاميرا جمود الزعيم الجمهوري الأبرز ماكونيل أمامها

للمرة الثانية في أقل من شهر أصيب ميتش ماكونيل بحالة جمود استمرت 30 ثانية أثناء حديث في لقاء عام (رويترز)

ملخص

يتصدر المشهدية السياسية الأميركية شيوخ تظهر عليهم ضربات السنين كالرئيس بايدن والزعيم الجمهوري ميتش ماكونيل اللذين لا يبعد عمر ترمب عنهما إلا بسنين قليلة

"لن أستغل لأغراض سياسية شباب خصمي أو قلة خبرته".

شكلت تلك الكلمات الجملة السلبية السياسية الكبرى التي أطلقها رونالد ريغان في مناظرة الانتخابات الرئاسية عام 1984. وامتلك والتر مونديل، خصمه، اللياقة ليضحك على ما مثل جملة رائعة. آنذاك، سئل ريغان، باعتباره أكبر الرؤساء سناً في تاريخ الولايات المتحدة، عن مدى امتلاكه الطاقة والقوة للنهوض بمهمة الرئاسة. كان سؤالاً مستمراً، إذ بلغ ريغان من العمر 73 سنة في ذلك الوقت، وتوصل إلى سحق مونديل في الانتخابات العامة التي تلت ذلك الموقف.

مقارنة مع جيل اليوم من القادة السياسيين الأميركيين، ليس ريغان سوى شاب غرانق، بل مجرد مبتدئ، إذ شرع المجال السياسي الأميركي في التشابه مع غرفة مشتركة في دار للمسنين. وكذلك يتحول إلى تعبير رهيب عن الديمقراطية الأميركية.

على مدى نحو ثماني سنوات عشتها في واشنطن، يمكن القول إن ميتش ماكونيل، زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، هو أقوى جمهوري بعد الرئيس السابق دونالد ترمب، ومع سيطرة الديمقراطيين على مجلس الشيوخ الآن، يترأس ماكونيل الأقلية الجمهورية فيه، لقد بدا ماكراً ومخططاً ومذهلاً، بل يتوجب القول أيضاً إنه غير مبدئي.

لا يزال ماكونيل يتمتع بطاقة ضخمة، لكن في سن الـ81، من الواضح أنه متوعك، الأربعاء كان في مسقط رأسه، ولاية كنتاكي، وفي مؤتمر صحافي، مرّ بانهيار كامل، في الواقع، مرّ بجمود كامل، ولا تحتمل مشاهدة مقطع الفيديو الممتد لـ30 ثانية الذي يصوره غير قادر على الحركة.

في ذلك الفيديو، يسأل ماكونيل عن أفكاره في شأن الترشح لولاية جديدة عام 2026، يبدأ بالسؤال عن إيضاحات قائلاً بصوت رتيب "أفكاري عن ماذا"، يكرر الصحافي السؤال، وتعلو وجه ماكونيل نظرة جامدة، تتدخل مساعدته الشابة وتسأله عن سماعه للسؤال، لا يبدي أي استجابة، تقوده الشابة بعيداً قائلة، "سنحتاج إلى دقيقة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

على الجانب الآخر من مجلس الشيوخ، هناك عضوة مجلس الشيوخ الديمقراطية دايان فينشتاين، تبلغ من العمر 90 سنة ولا تزال تصوت، على الرغم من الكشف، أخيراً، عن أن ابنتها تملك الآن توكيلاً رسمياً لإدارة شؤونها [يعني ذلك التوكيل أن قدرات فينشتاين العقلية متآكلة]. ولقد أثيرت كثير من المخاوف في شأن ذاكرتها بعد إدلائها بسلسلة من التصريحات المشوشة التي بدت فيها كأنها لا تعي تماماً ما تتفوه به، ويتألف مجلس الشيوخ من 100 عضو، ومن الواضح أن اثنين من أبرز هؤلاء الأعضاء [ماكونيل وفينشتاين] فاقدان للأهلية.

لم تفقد نانسي بيلوسي مطرقة رئاسة مجلس النواب إلا بداية هذا العام، عمرها 83 سنة، الآن، في حالة السيدة بيلوسي الرائعة، لا أدلي بأي تعليق حول قدرتها على النهوض بمهامها، بالتالي، من المستطاع تصنيفها كواحدة من أعظم رؤساء مجلس النواب في التاريخ بفضل مهارتها السياسية.

ولم أصل حتى إلى الانتخابات الرئاسية لعام 2024، التي تشير الأدلة كلها إلى أنها ستكون إعادة لانتخابات عام 2020، حالياً، يبلغ جو بايدن من العمر 80 سنة، وترمب 77 سنة.

وفي الوضعية الحالية، يبدو أن وقفهما غير ممكن، في بلد يبلغ عدد سكانه 350 مليون نسمة، بلد معروف بديناميكيته وطاقته التي لا تهدأ، بلاد شابة ومملؤة بالطموح، هل هذا هو الخيار؟

انظروا إلى أكبر تحد تكنولوجي أمامنا جميعاً، أي مخاطر الذكاء الاصطناعي ومكاسبه، والمزالق المحتملة لتعليم الآلات، ثم تخيلوا للحظة نقاشاً جاداً بين ترمب وبايدن حول هذا الموضوع. اسمحوا لي بأن أتدخل وأشير إلى أنني لست متأكداً من أن يأتي النقاش بصورة مبهجة جداً.

سرعان ما تتحول أميركا إلى جيرونتوقراطية [دولة يحكمها مسنون] تشبه تلك الصور القديمة لمؤتمر الحزب الشيوعي الصيني، أو المكتب السياسي للاتحاد السوفياتي على منصته في عرض خلال عيد العمال.

واستطراداً، ثمة شيء لافت في ذلك قوامه أن ذلك ليس بالتأكيد ما يريده الشعب الأميركي، لقد أجرت "أسوشيتد برس" بعض الاستطلاعات، أخيراً، وحمل بحثها عنواناً رئيساً يفيد بأن الأميركيين يرون في بايدن "شخصاً عجوزاً" و"مشوشاً"، وترمب "شخصاً فاسداً" و"غير أمين"، جاءت تلك المصطلحات ضمن الكلمات الرئيسة التي يستخدمها الأميركيون حينما طُلب منهم وصف الرجلين كليهما، وأعرب ثلاثة أرباع من شملهم الاستطلاع عن اعتقادهم بأن بايدن عجوز أكثر مما ينبغي لتولي ولاية ثانية.

ومع ذلك، حينما شاهدت النقاش الجمهوري قبل أسبوعين، شعرت بأن معظم أولئك الموجودين على المنصة يمرون بامتحان كي يترشحوا لمنصب نائب الرئيس مع ترمب، ولا يجرؤ أي شخص جاد في الحزب الديمقراطي على اقتراح أن يعتزل بايدن كلياً، على الرغم من أن كثيرين يهمسون بذلك. إنه وضع استثنائي، ربما في الانتخابات كلها يبرز عنصر "من يهتم به الناخبون أقل من غيره؟" بدلاً "ممن يريدونه أكثر من غيره؟"، لكن عام 2024، يتمثل الرأي الساحق في "لا شيء مما سبق".

نقل عن أفلاطون أن "الحكم متروك للرجل الأكبر سناً، والخضوع للأصغر سناً"، ربما، لكن ليس هكذا.

* جون سوبيل، مقدم التدوين الصوتي "وكلاء الأخبار في الولايات المتحدة"

© The Independent

المزيد من آراء