Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مقهى القطط في غزة... فراء ناعم يمسح الأوجاع

مساحة صغيرة للعب مع الحيوانات الأليفة بهدف التفريغ النفسي وصاحبته "نبحث عن السعادة وسط الضغوط"

تخفيف هموم سكان غزة هو كل ما تطمح إليه صاحبة المقهى (اندبندنت عربية - مريم أبو دقة)

ملخص

تعد فكرة مقهى خاص للقطط حديثة في غزة، لكن تاريخها يعود لعام 1998 في تايوان

تحب نعيمة قطتها "بياضة" لدرجة أنها تحتفظ بها للعام العاشر على التوالي، تلعب معها وترافقها في جميع رحلاتها حتى أصبحت رفيقة دربها، ومن شدة تعلقها بالحيوانات الأليفة افتتحت مقهى خاصاً في قطاع غزة للقطط.

تجيد نعيمة تربية القطط وتتقن تدريبها على مخالطة الناس وتفهم حركاتها وأصواتها، فقد أمضت حياتها في العناية بها، وفي بيتها يعيش أكثر من 10 قطط، وتعتبر أن "هذه الحيوانات الأليفة مصدر الفرح والهدوء، وأثناء اللعب معها يتحرر الإنسان من الضغوط النفسية".

لعشاق القطط

من هذه القاعدة افتتحت المقهى الأول من نوعه للقطط في غزة بشتى أنواعها وأشكالها، وأتاحت الفرصة للهواة بمداعبتها واللعب معها.

وتقوم فكرة مقهى القطط على تأجير الحيوانات الأليفة في الأماكن المغلقة تحت الإشراف والمراقبة، وهذا ما فعلته نعيمة، إذ وفرت صالة مجهزة تضم عدداً من القطط متاحة للزوار للعب معها، وفي جانبها بار صغير تعد من خلاله مشروبات خفيفة للزوار، وتشجع الضيوف بعد شراء فنجان القهوة على التوجه مباشرة إلى ركن القطط واللعب مع ذوات الفراء.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

استلهمت نعيمة فكرة مقهى القطط من تجارب مماثلة في دول عربية وعالمية، فمشروعها هو الأول في غزة، لكنه معترف به رسمياً في دول العالم منذ عام 2015، فيما كان افتتاح أول مقهى مماثل في العالم عام 1998 في تايوان.

تستقطب نعيمة في مشروعها محبي القطط الذين لا يستطيعون تربيتها في بيوتهم، وتوفر لهم مساحة للعب مع الحيوانات الصديقة في المكان المعد بطريقة تتواءم مع هذه الحيوانات، وتتيح لهم قضاء لحظات سعيدة بعيداً من ضغوط الحياة.

مكان موائم

في زاوية القطط علقت نعيمة جسوراً خشبية مزينة بقطع من العشب الصناعي الأخضر يمكن للقطط تسلقها واللعب عليها، وأراجيح مخصصة للأطفال والقطط معاً، وألوانها الزاهية تضفي جواً من البهجة على المكان.

وقد علقت الأكسسوارات المخصصة للحيوانات الأليفة على أعناق القطط، وأرفقتها بقلادة للتعريف بأسمائها، إذ أطلقت ألقاباً مختلفة على كل واحدة بحسب شكلها، ومن بينها "دوت" القط صغير الحجم مثل النقطة، و"فينكس" الذي قالت إنه أصيب بمرض وكاد ينفق فأطلقت عليه هذا الاسم الذي يعني طائر الفينيق، حيث نجا بأعجوبة من الموت كأنه بعث من جديد.

 

 

بحسب نعيمة، فإنها كانت تفكر في تأسيس مأوى للقطط وجلب الأخرى الضالة من الشوارع ووضعها داخل الزاوية المخصصة للعب، لكنها خشيت أن تتسبب في أذى الناس، لذلك حولت الفكرة إلى إيواء قطط هادئة ولعوبة وآمنة وصحية.

ضوابط صارمة

لدى مقهى القطط ضوابط صارمة قبل بدء اللعب، من بينها تغطية أحذية الزوار بالبلاستيك، وغسل أيدي الهواة قبل احتضان القطط، بهدف الحفاظ على الصحة العامة، كما يمنع اصطحاب أية هرة من الخارج، فصاحبة المكان تخشى على حيواناتها من المرض.

تؤكد نعيمة أنها تراقب الزوار وتقدم لهم إرشادات مستمرة حول التعامل مع القطط، وطرق الإمساك الصحيحة بهذه الحيوانات، مشيرة إلى أنها تتبع معايير السلامة والصحة إذ تجري متابعة دورية لدى طبيب بيطري خاص لضمان الحفاظ على صحة الهرة.

 

 

لم يكن من السهل على نعيمة جلب موضة مقهى القطط إلى غزة بسهولة. تقول "فكرة المشروع كانت مشجعة ومخيفة بالوقت نفسه بسبب الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في غزة، كنت خائفة من الانتقاد لأن غزة تمر بظروف صعبة، لكن تشجعت لأنه يجب علينا أن نبحث عن الفرح والسعادة وسط ضغوط الحياة".

تفريغ نفسي

لم تكن هواية نعيمة هدفها الرئيس من تدشين المقهى، لكن التخفيف عن هموم الناس وتوفير مساحة راحة لهم هو كل ما تطمح له. تقول "نتعرض في غزة للضغوط طوال الوقت، وهذا يتراكم بداخلنا على شكل توتر نفسي ويتسبب في مشكلات صحية، لذلك رأيت أن اللعب مع القطط التي تحظى بشعبية كبيرة داخل المجتمع الفلسطيني تعد مصدراً للفرح والمرح والتخلص من الضغوط النفسية، وتعمل على تفريغ الشحنات السلبية، فضلاً عن تعريف الأطفال برعاية الحيوانات الأليفة ومعاملتها بلطف وإحسان ورحمة".

دهش سكان غزة من فكرة المقهى لذلك لقي اهتماماً كبيراً. يقول المتخصص في مجال الصحة العقلية والنفسية بهزاد الأخرس إن "هذا المكان يمكن اعتباره مصحة علاجية لأولئك الذين يعانون الحروب المدمرة في القطاع وغيرها من المصاعب، لأنه يوفر فرصة جيدة للتفريغ النفسي أكثر من الحديث مع أشخاص".

ويضيف الأخرس "التفاعل مع الحيوانات له تأثير نفسي قوي على الإنسان، ويمكن ملاحظة ذلك بسهولة، ففي حال لعب شخص مع القطط ترسم الابتسامة على وجهه، وعندما يفرغ من ذلك يعود إلى البيت وينشغل بالحديث عن مغامرته اللطيفة، هذا جزء بسيط من التفريغ النفسي الذي يبقى عالقاً في الذاكرة، ويمسح أوجاعاً ومتاعب".

المزيد من منوعات