Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ظاهرة اقتناء الحيوانات المفترسة في الأردن بين الولع بالوحشية والتميز

هواية خطرة عقوبتها الحبس وغرامة تصل إلى 1500 دولار والأسباب إظهار الثراء وتقليد المشاهير

تجرم القوانين الأردنية اقتناء الحيوانات المفترسة في المنازل حفاظاً على سلامة المواطنين والبيئة (أ ف ب)

ملخص

16 نوعاً من الحيوانات المفترسة في الأردن تعيش في المحميات الطبيعية والحدائق، فما الذي استقدمها إلى بيوت المواطنين؟

ما بين الرغبة في إظهار الثراء والمكانة الاجتماعية والتميز تتزايد ظاهرة اقتناء الحيوانات المفترسة في الأردن منذ سنوات حتى تحولت إلى هوس مزعج يجري بعيداً من أنظار السلطات التي تحظر اقتناء مثل هذه الحيوانات الخطرة، وتؤكد أن البيئة الطبيعية لها هي المحميات وحدائق الحيوان فقط.

قبل أسابيع قضت محكمة أردنية بتغريم مواطن بعد تجريمه بمخالفة أحكام المادة 56 من قانون الزراعة المتمثلة بحيازة الحيوانات البرية، وذلك على إثر مصادرة أسد كان يمتلكه داخل منزله.

كما غرم مالك مزرعة في مدينة الطفيلة جنوب الأردن لامتلاكه حيوانات برية مفترسة من بينها ضباع وذئاب، وعلى رغم تبريره امتلاكها لأغراض الحراسة فقد أحيل إلى المحكمة بجرم مخالفة قانون الزراعة، حيث ضبطت حيوانات مفترسة ذات سلوك عدواني ولا تندرج تحت تصنيف كلاب الحراسة.

ويقوم موظفون تابعون لوزارة الزراعة الأردنية والجمعية الملكية لحماية الطبيعة بتلقي شكاوى وضبط مخالفين بين الحين والآخر يخفون حيوانات مفترسة في منازلهم أو مزارعهم، في ما يحظر القانون الأردني قتل الحيوانات البرية أو حيازتها ويعاقب المخالف بغرامة تصل قيمتها إلى 1500 دولار فضلاً عن الحبس.

هواية خطرة 

يرصد مراقبون الأسباب التي تدفع الناس إلى اقتناء الحيوانات المفترسة في الأردن، ومن بينها الرغبة في إظهار الثراء والمكانة الاجتماعية، ومحاولة تقليد المشاهير على وسائل التواصل الاجتماعي في بعض الدول، أو الرغبة في امتلاك شيء فريد ومختلف عن الآخرين.

وفقاً للطبيب البيطري محمد حمدان فهذه الحيوانات قد تتسبب بإصابات خطرة أو الموت جراء عدوانيتها، كما تحتاج الحيوانات المفترسة إلى رعاية خاصة جداً ومكلفة قد يكون من الصعب توفيرها في المنازل.

 

 

في مقابل ذلك، يطالب مواطنون بسن قوانين صارمة تجرم اقتناء الحيوانات المفترسة، وزيادة الوعي العام بمخاطر هذه الظاهرة، إضافة إلى توفير مراكز رعاية متخصصة لهذه الحيوانات التي تجري مصادرتها.

وتجرم القوانين الأردنية اقتناء الحيوانات المفترسة في المنازل حفاظاً على سلامة المواطنين والبيئة. ويعفى من العقوبة الأشخاص الذين يقتنون هذه الحيوانات لأغراض علمية أو تعليمية أو طبية بعد الحصول على ترخيص من وزارة الزراعة.

يؤكد مروض الأسود محمد الموسى أن الحيوانات المفترسة خطرة ولا يؤمن جانبها، وهي تعود لغريزتها الافتراسية في أية لحظة، حتى لو تمت تربيتها واقتناؤها في المنازل والمزارع الخاصة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويضيف أن ترويض مثل هذه الحيوانات يبدأ في عمر مبكر، كونها تكبر بسرعة ويزيد وزنها وحجمها بشكل مخيف، مؤكداً أن الجوع والعدائية هو المحرك الأساسي لها، الذي يجعلها تتصرف بشكل عشوائي وخطر، وبعضها يكون عدائياً وماكراً كالنمور، أو ذاكرته قصيرة الأجل كالأسود التي يمكن أن تنسى مروضها إذا غاب عنها.

تقول الجمعية الملكية لحماية الطبيعة إن مكان الحيوانات المفترسة هو المحميات الطبيعية، حيث تضم نحو 16 نوعاً منها تعيش داخل محميات الأردن، من بينها الضباع والذئاب والثعالب وقط الأدغال والقط الرملي والقط البري والوشق وكلب الماء.

ويلتزم الأردن اتفاقيات دولية عدة لمنع الحيازة أو التجارة بأنواع الحيوانات البرية كالاتفاقية الدولية لمنع التجارة بالأنواع الحيوانية والنباتية.

 وتنفي الجمعية الملكية أن يكون الأردن موطناً للحيوانات المفترسة كالأسود والنمور، ويعتقد أن دخولها إلى الأردن يجري من طريق التهريب، بخاصة أن هذه الحيوانات تحتاج يومياً إلى ما لايقل عن 10 كيلوغرامات من اللحوم، وفي السنوات الأخيرة بسبب ظروف الحرب في دول مجاورة كالعراق وسوريا وغزة، جاءت حيوانات مفترسة عدة كالأسود الأفريقية والنمور والدببة إلى الأردن لتستقر في "محمية المأوى" القريبة من العاصمة عمان، بعد إنقاذها ورعايتها من قبل منظمة نمساوية تعنى بالحيوانات.

صيادو الضباع

لدى حسين الخزاعي أستاذ علم الاجتماع تفسيرات اقتصادية واجتماعية ونفسية لهذه الظاهرة، ويرى أن من يقومون باقتناء هذه الحيوانات في الغالب هم من الطبقة الغنية، لأن هذه الحيوانات تكون ذات أثمان عالية وبحاجة إلى رعاية مكلفة جداً.

 

 

من الناحية النفسية، يعتقد الخزاعي أن من يختار الحيوانات الأليفة والكلاب أكثر ميلاً نحو الهدوء، أما من يقتني الحيوانات المفترسة فهم من يفتقدون الشخصية القوية ويحاولون تعويضها، فضلاً عن التفاخر وحب المغالاة والترف الاجتماعي والتقليد.

في السنوات الأخيرة برزت ظاهرة صيد الحيوانات المفترسة، ومن بين هؤلاء صائدة الضباع هيام عوض التي تعرضت للملاحقة القضائية بسبب هوايتها.

ظهرت هيام في أكثر من فيديو مصور وهي تصطاد الضباع من جحورها بلا خوف في منطقة وادي الأسود ببلدة ذيبان جنوب الأردن. وبينما تؤكد الجمعية الملكية لحماية البيئة أن هذه الحيوانات نادرة ولا يجوز اصطيادها أو اقتناؤها، تقول هيام إنها تصطادها بسبب خطرها على المواشي والرعاة والمواطنين.

أما المواطن الأردني راضي العوضي فيهوى تربية صغار الضباع في منزله، ويصطاد كبارها في مدينة عجلون الشمالية، ويقوم بإطعام هذه الحيوانات وترويضها مع أطفاله لحين إطلاقها لاحقاً.

المزيد من منوعات