Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لاجئون سوريون عالقون في جزيرة يونانية بلا مقومات حياة

يلتحفون السماء منذ أسبوعين ويتعرضون للعنف مع نفاد الطعام والشراب

ملخص

حكاية مجموعة سورية مهاجرة عالقة في جزيرة يونانية بلا مأوى أو طعام، يربطها بالعالم الخارجي هاتف نقال بطاريته تعمل بالطاقة الشمسية، فهل تسعفهم المنظمات الإنسانية قبل فوات الأوان؟

قد تكون قصة نجاة ركاب طائرة هوت في جزيرة تراجيديا حاكتها أفلام سينمائية، إلا أن نجاة لاجئين سوريين على سطح جزيرة هيلارس واقع حزين.

أسابيع مضت وعشرات المهاجرين يعيشون حالاً يرثى لها، فبعد رحلة شاقة للوصول إلى أوروبا من طريق اليونان جاء الأمر بالرفض، وحين العودة لتركيا لقوا رفضاً أيضاً، لتبدأ رحلة أخرى من التشرد في جزيرة يونانية حيث تقطعت بهم سبل العيش بأدنى مقومات الحياة.

ويروي الشاب إبراهيم، أحد أفراد المجموعة العالقة على أرض جزيرة هيلارس اليونانية، لـ "اندبندنت عربية" ظروفهم القاسية بعد نفاد آخر وجبة طعام لدى المجموعة البالغ عدد أفرادها 45، وبينهم أطفال وحوامل، مع انقضاء يوم الثامن من أغسطس (آب) الجاري.

بصيص أمل

وعجزت المجموعة المحاصرة من العبور إلى بر الأمان إلا أنها لا تزال تحتفظ بأمل يربطها بالعالم الخارجي من بقعتهم تلك، عبر هاتف نقال يشحن نفسه بالطاقة الشمسية، ويحاول الشاب إبراهيم إطلاق نداءات استغاثة "إننا على حافة الموت وباءت كل محاولاتنا للعبور إلى تركيا بالفشل وتعرضنا للضرب المبرح".

وتقضي المجموعة كل أوقاتها في العراء منذ الـ 14 من يوليو (تموز) الماضي، بلا مأوى أو طعام وشراب، وتشير إحدى السيدات بقارورة ماء دلالة انتهاء آخر قطرة فيها، بينما يعاني كبار السن الويلات إذ لم تعد تتوافر لديهم الأدوية، في حين أحال الجوع والعطش الأطفال إلى هياكل عظمية، إلى جانب الحشرات السامة والثعابين التي قد تلدغهم.

وفي المقابل يأسف أحد العالقين لما وصلت إليه أحواله وعائلته، خصوصاً أن الرجال يتخوفون من وصول المرتزقة والعصابات التي اشتبكت بشكل مباشر معهم بعد أن حاولوا مهاجمة النساء، بحسب ما قاله أحد العالقين.

وناشدت الرابطة النسوية لحقوق اللاجئين الأمين العام للأمم المتحدة واللجنة الدولية لحقوق الإنسان في المفوضية التدخل لإنقاذ العالقين بعد كل هذه المدة، كما استغربت الرابطة عبر بيان عدم إسعافهم حتى هذه اللحظة من قبل المنظمات الإنسانية.

وتحدث رئيس الرابطة السورية لحقوق اللاجئين ومقرها في تركيا مضر الأسعد عن "الوضع المزري على الحدود في الجزر اليونانية والغابات البلغارية، حيث فقد سوريون حياتهم في صربيا بعد الاعتداء عليهم والموت إما جوعاً أو عطشاً"، وطالب بالتدخل السريع للحفاظ على أرواحهم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الإجراءات التركية

ورأى أن اللاجئ السوري في تركيا أجبر على الهجرة والسفر إلى أوروبا نتيجة الإجراءات الإدارية التركية الأخيرة والتي تفرض ترحيل كل شخص يحمل (الكملك) وهي بطاقة حماية موقتة تقدمها السلطات التركية إلى الأشخاص الذين فروا هاربين من بلادهم وتوجهوا إلى تركيا بسبب الحروب، ومعظمهم لا يرغبون في العودة لسوريا لصعوبة الوضع الأمني، إضافة إلى تردي الخدمات وتدني المستوى الاقتصادي والمعيشي.

ولفت الأسعد إلى أن "الحلول تمكن في المساعدة على إعادة تأهيل البنى التحتية وبناء القرى السورية النموذجية في الشمال السوري لتكون صالحة للسكن والإقامة، والإسراع بذلك لاستقبال اللاجئين ودعم المشاريع الصناعية والزراعية والمشاريع الصغيرة لتشجيع اللاجئين على العودة".

كذلك يتعرض عابرو الحدود إلى الضرب المبرح من الجانب اليوناني مع تفاقم حالات الهجرة المستمرة، علاوة على نقص تمويل الاتحاد الأوروبي الذي سحب جزءاً من تمويله وبالتالي أوقفت اليونان خطة ممولة لدفع بدل إيجارات للاجئين.

وفيما يعيش السوريون الظروف الصعبة أطلقت تركيا عمليات الترحيل وإعادة لاجئين لديارهم أو للشمال السوري، ومعها يتوقع مراقبون زيادة ضخمة في الهجرة نحو أوروبا عبر زوارق الموت أو الغابات.

تركيا واليونان

ومن جملة الإجراءات التي تعتمدها اليونان لتعزيز إجراءات حماية حدودها من الهجرة غير الشرعية كون البلاد ممر عبور لدول الاتحاد الأوروبي، بناء سياج حديدي بدأت فيه العام الماضي بطول 37 كيلومتراً، وقال وزير حماية المواطنين تاكيس ثيدوريكاكوس إن كلفة السور تبلغ 100 مليون يورو، وسيمنع تدفق المهاجرين غير النظاميين سيراً على الأقدام من المنطقة الممتدة على طول الحدود الشمالية مع تركيا، ولا سيما نهر إيفيروس.

ويأتي ذلك وسط نفي الحكومة اليونانية انتهاكات بحق العابرين من حدودها إلى أوروبا أو صدهم بطريقة تنتهك حقوق الإنسان، إلا أن المنظمات الحقوقية تتخوف من تصدر حزب الديمقراطية الجديدة بزعامة كيرياكوس ميتسوتاكيس الانتخابات البرلمانية اليونانية بالتوازي مع صدور قانون جديد للهجرة أقره البرلمان في مارس (آذار) الماضي، ضمن محاولة إصلاح قانون الهجرة والحد منها.

وفي جهة أخرى انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الخطاب المعادي للاجئين، وذكر في حفل جماهيري قبل أيام وجود خطة حكومية تتمثل في عدم المساومة على أمن تركيا أو وضع المواطنين في مشكلات، وذلك من خلال إنتاج حلول دائمة لمشكلة الهجرة غير النظامية.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير