خاض الممثل اللبناني نيكولا معوض أولى تجاربه السينمائية في هوليوود، بدور النبي إبراهيم في فيلم "His Only Son"، الذي قد يفتح أمامه أبواب العالمية على مصراعيه، في حال حقق ما هو متوقع منه.
اختبار "أونلاين"
عن هذه التجربة، يقول معوض "بدأت التحضيرات للفيلم قبل عامين، وكان صنّاعه قد اختاروا كل الممثلين للأدوار كافة، ما عدا دور النبي ابراهيم. في البداية أجروا "كاستينغ" في أميركا ومن ثم قرروا البحث عن الممثل المناسب للدور خارجها، واستعانوا بالـ "Artquest"الذي يضع فيه الممثل عادة معلومات عنه وعن أعماله وأدواره وصوره. ثم أرسلوا لي رسالة عبر "المايل" على هذا الحساب في أواخر شهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2018، وسألوني عن إمكانية قبولي القيام باختبار للدور "أونلاين"، ثم أرفقوا لي نسخة عن "السكريبت" (النص). وبعدما تحدثتُ مع المخرج، وافقتُ على العرض، فأرسلوا لي مشهداً من الفيلم وصورته وأرسلته إليهم. بعد ثلاثة أيام، عاودوا التواصل معي مجدداً، وأخبروني أنهم أحبوا أدائي وطلبوا مني السفر إلى أميركا للخضوع إلى اختبار ثانٍ في موقع التصوير، بالملابس والماكياج الخاصَيْن بالشخصية. لكني لم أكن أملك الفيزا الأميركية، فاتصلوا بالسفارة الأميركية في لبنان، وحصلت عليها في اليوم التالي. وسافرت وخضعت هناك إلى الاختبار الثاني وأخبروني أنهم يريدوني للدور، ولكن المشكلة أنني لم أكن أملك فيزا عمل لكي أباشر التصوير، فقالوا إنهم سيؤمنون لي واحدة، ولكنهم لن يوقعوا معي على الفيلم إلاّ بعد حصولي عليها. وتحقق هذا الأمر بعد أربعة أشهر، ومن بعدها وقّعنا العقد وباشرت بالتصوير".
قلق وانتظار
بين الشعور بالقلق والخوف من التخلي عن الدور والشعور بالتمسك به، كيف عاش فترة الانتظار؟
يجيب معوّض "هم أرجأوا التصوير من أجلي، وكان من المفترض أن يباشروا به بداية العام. لا أنكر أنني شعرت ببعض القلق، وقلت إنهم ربما يتراجعون عن الفكرة ولن ينهمكوا بتأمين إجازة عمل لي، لأن خيار التعاون مع ممثل عربي لم يكن وارداً عندهم في البداية".
وفي المقارنة بين أجواء التصوير في أميركا ولبنان، قال معوّض "الفرق كبير جداً، عندهم الدراما صُنعت منذ سنوات بعيدة، وكل شيء كان على الأصول وهذا ما جعلني أشعر بالارتياح. كل شخص مشارك في الفيلم كان يعرف المطلوب منه ويتقن عمله جيداً، عدا عن أنهم يملكون كل الإمكانات لتقديم أعمال بأفضل مستوى وهذا ما نفتقده في لبنان".
وعما إذا كان عمله في هوليوود جعل طموحه كبيراً إلى حد أنه أصبح يجد صعوبة في العمل في الدول العربية، قال "لست من الأشخاص الذين يحلمون كثيراً، بل أنا واقعي جداً، ونسيتُ أنني صورت فيلماً في هوليوود بانتظار عرضه في صالات السينما، ولا أعرف ما هي العروض التي يمكن أن تأتيني من بعده. في الوقت الحالي، أنا سعيد وراضٍ عن الأعمال التي أشارك فيها، سواء في مصر أو لبنان. مثلاً، أنا مرتبط حالياً بتصوير مسلسل "بلا دليل" ودوري فيه صعب جداً، وبمشاركة أشخاص كنت أحب العمل إلى جانبهم، مثل الكاتبة إنجي علاء والمخرجة منال الصيفي والممثلة درة والمنتج تامر مرسي".
ابن البلد
وعن ردة فعل زملائه في الوسط الفني بعد إعلانه خبر المشاركة في فيلم هوليوود، أوضح معوّض "البعض فرح كثيراً وهنأني من قلبه، والبعض الآخر تجاهل الأمر وكأن ليست لديه فكرة عن الموضوع، ولكنني لا أتأثر ومناعتي كبيرة، وهذا الأمر حصل معي أيضاً عندما عملتُ في مصر. أنا أتفهم هذا الأمر جيداً، ولكني أحب أن يبادر الزملاء بتهنئتي، لأنني أفرح كثيراً لغيري عندما يرتبطون بأعمال جديدة. للأسف، تعلمتُ في مصر أكثر مما تعلمتُ في لبنان. المصريون يتحلّون بثقافة تهنئة الآخر، وهذه الثقافة مفقودة إلى حد ما في لبنان، وإن كان البعض قد تحمّس من أجلي أكثر من حماسي لنفسي".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كما تحدث معوّض عن سحر العلاقة التي تجمعه بالإعلام والجمهور المصريَّيْن وكأنه "ابن البلد"، قائلاً "هذا الأمر تحقق منذ أن شاركت في أول أعمالي "ونوس"، على الرغم من أن البعض حاول إخافتي من الأصداء لكونها تجربتي الأولى ولأني أعمل في بلد غريب، ولكني لم أشعر أنني أعمل في بلد غريب، بل كنت أفكر أنني أشارك في عمل أعتبره الأفضل في حياتي مع الفنان الكبير يحيى الفخراني والمخرج شادي الفخراني، ولذلك أعطيته من قلبي، والحمد لله فإن الجمهور والصحافة لمسا هذا الأمر بشكل جميل. وبعد عرض أولى حلقاته، شعرت بمحبة الناس وترحيبهم بي بشكل كبير، وهذا ما حمسني أكثر على العمل في مصر. أملكُ بيتاً في مصر والحياة اليومية التي أعيشها فيها تضيف إلى الشخصيات التي أؤديها. عندما أحظى بالترحيب من الأصدقاء أو الجمهور أو المخرجين أو المنتجين أو الزملاء الممثلين، فإنني أشعر بالفرح".
وعما إذا كان يفكر بالانتقال للعيش في الخارج، كما معظم النجوم العرب الذين برزوا عالمياً، في حال كُتِب النجاح لفيلمه العالمي؟
أوضح معوّض "الفيلم سيُعرض في شهر مارس (آذار) أو أبريل (نيسان) عام 2020، ولا أعرف ماذا يمكن أن يحصل بعدها. وفي حال تلقيتُ عروضاً جيدة، ربما أنتقل إلى العيش في الخارج. عندما أمثل أدواراً معينة في بلد ما، لن أقتنع بنجاحي في تأدية الدور إذا لم أعش فيه. حالياً، أنا أمضي معظم أيام السنة في مصر، لأن الأدوار التي أشارك فيها أكثر من تلك التي ألعبها في لبنان. الأمر لا يتوقف على إتقان اللهجة وحسب، فلكي يصدّق الجمهور أنني مصري، يجب أن أتقن أيضاً طريقة كلام المصريين، كيف يتصرفون ويتحركون، ومثل هذه الأمور لا يمكن أن تتحقق وأنا جالس في بيتي، بل بوجودي بين الناس، ولهذا السبب يصدقني المصريون كثيراً".
وأشار معوّض إلى أن عمله المصري الجديد سُيعرض في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، ولكنه لا يعرف ما إذا كان سيشارك في الجزء الجديد من "الباشا"، قائلاً "أنا أتناقش مع المنتج مروان حداد في مشاريع أخرى، ولكن لا شيء مؤكد. سُعدت كثيراً في التجربة مع "مروى غروب" سواء على مستوى التصوير والتعامل معي أو على مستوى النتيجة التي حققها المسلسل".
مشروع الزواج
إلى ذلك، كشف معوّض عن تلقيه الكثير من العروض السينمائية في مصر بعد تجربة فيلم هوليوود، وهي قيد الدرس، من بينها فيلم وقّع رسمياً على المشاركة فيه، ولكنه لا يستطيع الإعلان عن تفاصيله، موضحاً أنه جديد من نوعه على مستوى مصر والوطن العربي، وسيُعلن عنه بعد عيد الأضحى المبارك.
كما أكد معوّض ألاّ مشكلة بالنسبة إليه في العمل في أي بلد، لأن أكثر ما يهمه هو الدور الجيد، وتابع "كثيرون يستغربون كيف يمكن أن أشارك في مسلسل في مصر وآخر في لبنان. أنا لا أفكر من الناحية التسويقية، بل بالدور الذي يعجبني. ربما لا أشارك في أي دور في لبنان في سنة معينة، مقابل مشاركتي في أربعة أدوار في مصر سنوياً لأنها أعجبتني، وربما يحصل العكس تماماً في السنة التي تليها. أنا أختار الدور الجيد الذي يضيف إلى تجربتي الفنية ويشعرني بالسعادة عند تصويره".
معوّض المرتبط حالياً، أكد أن مشروع زواجه وارد جداً، مضيفاً "كان يُفترض أن أتزوج في الصيف الحالي، ولكن بسبب مشاريعي الفنية ومشاركتي في الفيلم في هوليوود، أُرجئ الموضوع لبعض الوقت".