Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قيادات حوثية إلى السعودية ضمن حجاج صنعاء

ضم الوفد عناصر من الصف الأول للميليشيا الموالية لإيران

 غادر وفد مكون من قيادات الحوثيين مطار صنعاء متجهاً إلى السعودية لأداء مناسك الحج والعمرة (وزارة الحج والعمرة)

يؤدي وفد من قيادات الحوثيين "مناسك الحج والعمرة" في مكة الكرمة، وفق ما ذكرته وكالة "سبأ" التي تسيطر عليها الجماعة المدعومة من إيران، للمرة الأولى منذ بدء الحرب في اليمن قبل سبع سنوات. وكان الوفد غادر مطار صنعاء مساء أمس الإثنين، متجهاً إلى السعودية.

حج وحاجة

ووفقاً لمعطيات الواقع ومستجداته تأتي الخطوة ضمن جهود التهدئة السعودية داخل الجار اليمني وبناء عوامل الثقة التي تنتهجها لتقريب وجهات النظر بين الأطراف كافة، بغية رعاية التوصل إلى حل سياسي مستدام ينهي الحرب ومأساتها الأسوأ على مستوى العالم.

وفي حين لا يعلم إن كان "حج" الوفد الحوثي سيتضمن محادثات مع الجانب السعودي، فإن من المؤكد أنه خطوة على طريق التقارب والتفاهم الذي تنتهجه المملكة مع مختلف قضايا ومشكلات المنطقة، ومحاولة للتوصل إلى كلمة سواء تضمن إنهاء الصراع وحث الجماعة الراديكالية على الدخول في محادثات جادة مع الحكومة الشرعية تضمن يمناً مستقراً، خصوصاً والوفد يضم قادة من الصف الأول للميليشيا.

للمرة الأولى

وهذه هي المرة الأولى التي يغادر فيها قادة حوثيون لأداء مناسك الحج منذ انقلابهم الدامي في عام 2014، إذ تضم بعثتهم كلاً من نائب وزير الإرشاد وشؤون الحج والعمرة فؤاد ناجي، ووكيل قطاع الحج والعمرة بوزارة الإرشاد عبدالرحمن النعمي، التابعة للميليشيا.

ويضم الوفد كذلك "اللواء الركن يحيى عبدالله الرزامي (أحد أبرز أعضاء الفريق الحوثي بالمفاوضات مع الحكومة)، والمدير العام للحج والعمرة بوزارة الإرشاد علي جعيل، وعدد من العلماء والشخصيات الاجتماعية والقبلية" بحسب الوكالة التي تسيطر عليها الجماعة.

انفتاح متلاحق

وسبق هذه الخطوة وصول أول رحلة جوية من مطار صنعاء الخاضع لسيطرة الميليشيا، إلى مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة السبت الماضي تحمل على متنها 270 راكباً من الحجاج اليمنيين القادمين لأداء فريضة الحج، وهو الإجراء الذي يقرأ في إطار خطوات التقارب الحاصل لبناء الثقة بين الحوثيين من جهة، والحكومة الشرعية والتحالف العربي بقيادة المملكة من جهة أخرى، على طريق إنهاء الحرب والدخول في مشاورات تؤسس لسلام مستدام في اليمن.

تسهيلات

هذا الإجراء الذي جاء للتخفيف على الحجاج بدلاً من السفر البري المرهق الذي كان معمولاً به بعد سنوات من تحويل الحوثيين مطار صنعاء لثكنة عسكرية يديرها الخبراء الإيرانيون، قوبل بارتياح شعبي ورسمي يمني ودولي، إذ أعرب الحجاج عن شكرهم وتقديرهم للحكومة السعودية على التسهيلات التي قدمتها لليمنيين الراغبين في أداء فريضة الحج هذا العام، منوهين بحفاوة الاستقبال الذي وجدوه بالمطار من المسؤولين كافة.

ولهذا أشار السفير السعودي لدى اليمن محمد بن سعيد آل جابر في تدوينة له على موقع "تويتر" إلى أن "هذه الإجراءات تأتي تنفيذاً لتوجيهات قيادة المملكة الهادفة إلى التسهيل على القادمين من مختلف محافظات الجمهورية اليمنية لأداء مناسك الحج لهذا العام 1444هـ، وامتداداً لدعم الشعب اليمني الشقيق والرفع من معاناته وتحقيق آماله وتطلعاته في السلام والتنمية والازدهار".

ومنذ أغسطس (آب) 2016 يفرض التحالف الذي يدعم الحكومة اليمنية الشرعية في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران، قيوداً على حركة المطار ويسمح لطائرات المساعدات وتلك التابعة للأمم المتحدة بالهبوط في المطار.

إشادة أممية

وتجاوز الترحيب الداخلي إلى الدولي، إذ أعرب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ اليوم الأحد عن شكره للسعودية، مرحباً بهذه الخطوة المهمة.

وقال غروندبرغ في تغريدات على حسابه في "تويتر"، "أتمنى أن تشجع هذه الخطوة الإيجابية وأجواء السلام في موسم الحج الأطراف على اتخاذ مزيد من الخطوات لتخفيف ورفع القيود المفروضة على حرية الحركة للمدنيين داخل اليمن وخارجه، والتوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار، واستئناف العملية السياسية تحت رعاية الأمم المتحدة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبلغ عدد الحجاج اليمنيين الواصلين إلى مكة نحو 19466 حاجاً منذ بداية التفويج، وبحسب وكيل وزارة الأوقاف والإرشاد لقطاع الحج والعمرة اليمني مختار الرباش فإن آخر أيام التفويج سيكون في الـ29 من ذي القعدة، مؤكداً أن التفويج يسير بكل يسر وسهولة.

ونوهت الولايات المتحدة بتسهيل السعودية لرحلات جوية من مطار صنعاء إلى جدة بهدف تمكين اليمنيين من أداء مناسك الحج، وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي آدم هودج إن البيت الأبيض يرحب برحلات الحج بين اليمن والسعودية "لتمكين اليمنيين من أداء واجباتهم الدينية".

وأضاف هودج في بيان أن الولايات المتحدة لا تزال منخرطة مع جميع الأطراف لتعزيز فوائد الهدنة وإنهاء الحرب في اليمن من خلال عملية سياسية يقودها اليمنيون، متطرقاً للجهود الجارية على الصعيد الدبلوماسي الهادفة لإنهاء الحرب، وقال "نشيد بجهود السعودية الداعمة للهدنة على مدى الأشهر الأخيرة، بما في ذلك تسيير رحلات الحج التاريخية التي تمكن اليمنيين من أداء واجباتهم الدينية ورحلات أخرى ستتبعها قريباً".

فتح مطار صنعاء أمام الحجاج قوبل بإشادة حوثية جاءت على لسان القيادي في الميليشيا المدعومة من إيران محمد علي الحوثي الذي اعتبر أن "هذه الخطوة إيجابية وجيدة".

وفي أبريل (نيسان) زار وفد سعودي صنعاء لإجراء مباحثات مع الحوثيين، في وقت جرت عملية تبادل سجناء كبرى شملت نحو 900 أسير.

وانتهت اجتماعات صنعاء من دون التوصل إلى هدنة جديدة، على رغم أن السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر قال لـ"فرانس برس" إنه يعتقد أن جميع أطراف الحرب "جديون" بشأن الرغبة في السلام، وذلك في أعقاب اتفاق بين السعودية وإيران الداعمة لجماعة الحوثي، تعلق عليه مختلف الأطراف آمالاً بأن ينعكس إيجاباً في الحد من الصراع بين الأطراف اليمنية.

 

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي