Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"الأرضية" تشعل صراع السيطرة على مطار عدن وتنذر بتوقفه

يشكو المسافرون من سوء الخدمات المقدمة على الرغم من أنه المنفذ الرئيسي لليمنيين

يستقبل مطار عدن الدولي الرحلات الجوية للخطوط الجوية اليمنية إلى مطارات القاهرة وجدة والأردن والهند (أ.ف.ب)

تشهد أروقة مطار عدن الدولي (جنوب البلاد) بروز موجة صراع نفوذ للاستحواذ على خدماته الأرضية، ما دفع مئات الآلاف من المسافرين، جُلّهم من المرضى والطلاب، للشكوى من سوء الخدمات التي كان يفترض تقديمها لهم.

وعلاوة على المشاكل الجمّة التي ترافق المسافرين اليمنيين جراء إغلاق معظم المطارات في البلاد وغلاء أسعار التذاكر، فإن السباق على الخدمات الأرضية يهدد المطار الدولي والمنفذ الرئيسي لليمنيين بالتوقف نهائياً، بعدما أحدث هذا الصراع موجة اضطرابات في أعماله ومنها تأخر الرحلات وإضرابات الموظفين وغيرهما.

والخميس الماضي، نظّم عمال وموظفو شركة الخطوط الجوية اليمنية (الناقل الحكومي) في مدينة عدن، التي تتخذها الحكومة اليمنية عاصمة مؤقتة للبلاد، وقفة احتجاجية للمطالبة بـ"إيقاف التجاوزات لقوانين الطيران المدني ودعم الناقل الوطني". وهو ما اعتبره مراقبون مؤشراً ينذر بإيقاف خدمات المطار الذي يعد، بالإضافة إلى مطار سيئون بمحافظة حضرموت، المنفذان الجويان الوحيدان بعدما تسببت الحرب في تعطيل معظم المطارات اليمنية.

ويستقبل المطاران بشكل يومي الرحلات الجوية للخطوط الجوية اليمنية إلى مطارات القاهرة وجدة والأردن والهند، فيما تواصل شركات الطيران الدولي الأخرى توقفها عن تسيير رحلاتها الجوية إلى داخل اليمن منذ اندلاع الحرب في البلاد قبل أربع سنوات.

الخطوط الجوية اليمنية، تعتبر العمليات التشغيلية للخدمات الأرضية في مطار عدن الدولي، حكراً عليها بناءً على المواثيق المعمول بها باعتبارها الناقل الوطني.

وفي بيانٍ لها، طالبت نقابة عمال وموظفي الخطوط الجوية اليمنية الرئيس اليمني "بالحفاظ على الناقل الوطني وإيقاف التصاريح غير القانونية والتجاوزات المخالفة لقوانين الطيران المدني في البلاد".

وعبّرت خلال وقفة احتجاجية نظمتها بجوار المطار عن "الرفض القاطع لتدمير مؤسسات الدولة لحساب شركات خاصة".

شكاوى

وشكا عدد من المسافرين من تأخر الحصول على أمتعتهم الخاصة عقب وصولهم من رحلات خارجية إلى مطار عدن.

مصدر في مطار عدن قال لـ"اندبندنت عربية"، إن إضراب العمال بالمطار تسبب في إحداث مشكلات عدة للمسافرين. وأشار إلى أن سبب الإضراب يعود إلى صدور قرار بإدخال شركة تجارية جديدة للخدمات الأرضية في المطار.

ولفت المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إلى أن "احتجاجات عمال وموظفي المطار، تصاعدت عقب وصول معدات الخدمات الأرضية الخاصة بالركاب وساحة المطار والنقل والأسطول والأمتعة والخدمات الفنية الأخرى، التابعة لإحدى الشركات الجوية المحلية التي دخلت الخدمة مؤخراً وتتبع نافذ مقرب من الرئاسة اليمنية، فيما كان يفترض أن تظل حكراً على الناقل الوطني الرسمي"، بحسب المصدر. وأكد أن هذا الإجراء "مخالف للقوانين".

خلاف ينذر بالتوقف

قال سلام جباري، مدير الإعلام في الخطوط الجوية اليمنية، إن الأخيرة تواجه مؤامرة للقضاء عليها وإدخال شركات تجارية خاصة للخدمة بدلاً عنها.

وأضاف لـ"اندبندنت عربية" أن "الحكومة اليمنية بمنحها تصريحاً لشركة تجارية بإدخال معدات الخدمات الأرضية للمطار، خالفت قوانين الاتفاق مع الناقل الوطني، وهو ما يهدد بتوقف خدمات طيران اليمنية وحرمان ملايين اليمنيين من السفر".

وأوضح أن "الخطوط اليمنية وجهت خطابات متكررة إلى الحكومة تتضمن توضيحاً للمخالفات القانونية والصعوبات المترتبة على شرعنة مثل هذا الإجراء".

قرار مخالف

يقول الباحث الاقتصادي عبد الواحد العوبلي، إن قرار منح الخدمات الأرضية لشركة تجارية خاصة، تم بناءً على نفوذ صاحبها وقربه من الدائرة المحيطة بالرئيس اليمني، بغض النظر عن المنافسة التي تخدم المسافر.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأوضح العوبلي أن "قرار هيئة الطيران اليمنية مخالف للقوانين والأنظمة الدولية التي تعطي الشركة الوطنية امتياز النقل الجوي، بالإضافة إلى الخدمات الأرضية في كل مطارات البلاد، وعليه فلا يحق لشركة طيران تجارية خاصة الاستيلاء على هذا الامتياز من الناحية القانونية".

ويرى أنه "علاوة على كون الشركات الخاصة غير قادرة مالياً وفنياً، بحكم اعتمادها الكامل على كادر أجنبي لتشغيل طائراتها، فكيف يمكن لشركة خاصة صغيرة ناشئة أن تحل محل الناقل الوطني ذو الخبرة الطويلة والإمكانات الفنية والبشرية".

وعن المآلات المترتبة على بروز هذا الصراع الذي يشهده مطار عدن، قال "السيناريو الأرجح حدوثه في حال تمكنت شركات الطيران الخاصة من الحصول على عقد احتكار الخدمات الأرضية في مطار عدن الحكومي هو قيامها بإعادة استئجار معدات الخطوط الجوية اليمنية نفسها والاعتماد على كوادر أجنبية بحكم عدم وجود كادر لديها كماً ونوعاً، الأمر الذي سيكلف نفقات كبيرة سيتجرع أعباءها مضاعفة المواطن اليمني الذي يرغب بالسفر، سواء عبر أسعار تذاكر غالية أو مستوى خدمات متدنية لا ترتقي إلى معايير النقل الجوي الدولي المعمول به".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي