Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أنا مقاتل سابق ومصارع لكن مخاوفي كثيرة

قطعت 30 ميلاً سيراً على الأقدام عبر دارتمور بكامل معداتي القتالية في سبيل نيل قبعتي الخضراء. ومع ذلك فأنا أتهيب الخروج أمام مجموعة من الأطفال في الـ15 من العمر

"كانت قصة صحتى النفسية حافلة بالاضطراب، وأنا لا أحاول تجميلها" (غيتي)

ملخص

قطعت 30 ميلاً سيراً على الأقدام عبر دارتمور بكامل معداتي القتالية في سبيل نيل قبعتي الخضراء. ومع ذلك فأنا أتهيب الخروج أمام مجموعة من الأطفال في الـ15 من العمر 

"هلُم يا رجل، أنت ويلزي كالطوبة تضرب فيه الأمثال، طولك يبلغ ست أقدام وبوصتين، ووزنك 95 كيلوغراماً." أقول لنفسي. "أنت تقاتل في قفص المصارعة للاسترخاء، لقد كنت في قوات كوماندوس البحرية الملكية لمدة سبعة أعوام. قطعت 30 ميلاً سيراً على الأقدام عبر دارتمور بكامل معداتك القتالية في سبيل نيل قبعتك الخضراء. والآن أنت خائف من أطفال بعمر 15 سنة؟ بالله عليك!"

أزفر القلق وأستنشق الهدوء، أتخيل نهاية طريق طويل وأضع خوفي في نهايته، وأبتعد أكثر فأكثر. كتفاي تلينان، أنا بخير الآن. وها أنذا أذهب إلى الفصل الدراسي لأروي قصتي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أنا هنا لأنني محارب قديم بريطاني، وقد أحضرت إلى المدارس البريطانية للتحدث إلى تلاميذ المدارس عن أهمية القدرة على الصمود في الصحة العقلية للتغلب على الشدائد وبناء عقلية منيعة وكسر المحرمات.

سيرتي الذاتية تتحدث عن نفسها: عام 2017، سرحت لأسباب طبية مع عدد لا يحصى من مشكلات الصحة النفسية، بما في ذلك الوسواس القهري وحال معقدة من اضطراب ما بعد الصدمة. أسوة بعدد من قدامى المحاربين، عانيت في "الحياة المدنية". يائس ومحطم باكتئاب عميق، انفصلت عن العلاج وعن إخواني، وأحياناً عن الواقع نفسه. كنت وحيداً، لقد دفعت الجميع بعيداً مني.

توقفت عن تناول أدويتي – مضادات الاكتئاب، مضادات الذهان، مُحسنات المزاج، المسكنات، الحبوب المنومة، المهدئات. كانت أمسياتي عبارة عن صناديق من البيرة، ووجبات المايكروويف ونوبات البكاء، ثم الذهاب إلى السرير، قبل تكرار هذا كله من جديد في اليوم التالي. كانت الحال أشبه بفيلم "يوم جرذ الأرض" Groundhog Day، وبلغت الأمور ذروتها بعد تسعة أشهر في محاولات الانتحار والمستشفى.

كانت قصة صحتى النفسية حافلة بالاضطراب، وأنا لا أحاول تجميلها، سيسمع الأطفال عن لحظات حالكة وعن تعاطي المخدرات وإيذاء النفس. أتحدث وسط صمت يصم الآذان، ثمة أمان في طلب المساعدة، أقول لهم. أما المحرمات، فلا تزال تشجع على الصمت.

الأطفال (الذين استخففت بهم) يستمعون، ثم يقابلون انفتاحي بأسئلة عميقة تخصهم، يتحدثون بصراحة أمام أقرانهم ويسعون إلى التوضيح ويفكرون في الأمر ويضعونه في سياقه. إحراز التقدم.

كيف حدث هذا؟ قبل أشهر، كنت شاركت أسبوعاً في تل أبيب حيث درجة الحرارة تبلغ 30 درجة مع العشرات من قدامى المحاربين البريطانيين والإسرائيليين المصابين في دورة ألعاب المحاربين القدامى، إذ كنت مرشداً، ولكن كان الجميع في الواقع يرشدونني، في الأقل إلى التواضع والقدرة على الصمود. كانت قصصهم تدور حول الصراعات التي تغلبوا عليها، وعن انتصار الروح البشرية التي رواها المحاربون الفاضلون وأمثولات الانضباط.

إنها مبادرة خيرية ممولة ذاتياً نظمها الفرع البريطاني لـ"بيت هالوشيم" الخيرية الإسرائيلية ("بيت المحاربين")، وتمنح المبادرة قدامى المحاربين المصابين وعائلاتهم الفرصة للقاء وتبادل الخبرات وبناء الصداقات والثقة من خلال التنافس في الرياضة مثل السباحة والرماية.

لقد عززوا ما تعلمته عن التعافي وذكروني بأنني لست وحدي، وبأنني محظوظ لوجودي هنا. محاطاً بالأصدقاء والعائلة، قدمت لي هذه التجربة طاقة أتشبث بها.

ويقوم مؤسسوها الآن بتوسيع تأثيرها من خلال الفكرة العبقرية المتمثلة في التحدث إلى الأطفال البريطانيين في الفصل الدراسي. هل أنا معهم، يسألون؟ "بالطبع، أنا معكم".

أعلم أن الأمر مُلِح، فهناك وباء من الاعتلال النفسي بين شباننا اليوم وثمة حاجة ملموسة إلى هذا المشروع، وهو فريد من نوعه على حد علمي. القول المأثور القديم "الأطفال لا يؤرقهم شيء" لم يعد وجيهاً.

فهناك اليوم وابل من المعايير غير الواقعية في الإعلان، و"الثقافة الطاحنة" (دفعهم إلى الإنهاك) و"ثقافة الآنية" (التي تقتضي بأن يكون الوصول إليهم متاحاً على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع)، على سبيل المثال لا الحصر. وهذا كله قبل أن نصل إلى وسائل التواصل الاجتماعي وآلام النمو الطبيعية أثناء انتقالهم إلى مرحلة البلوغ.

لقد أجرينا أنا وعدد قليل من المحاربين القدامى الآخرين زيارات عدة للمدارس الثانوية هذه، ويتم توسيع المخطط التجريبي. في حين أن للمعلمين والخبراء مكانهم، آمل في أن يتمكن شخص مثلي من مساعدة هؤلاء الأطفال بطريقة لم يستطع الآخرون القيام بها. وبينما أذهب لمساعدة الأطفال، فإن المفارقة هي أنهم يساعدونني ويشفونني. "علم مرة واحدة، وتعلم مرتين"، كما يقول المثل.

في مدرسة مرموقة في أكسفورد، ساعدني شاب في بناء "ذهنية شديدة المنعة". ومن شأن جدوله الزمني أن يضع رياضياً محترفاً في حال من الخجل: يستيقظ عند الساعة الخامسة صباحاً للتجديف، ثم الإفطار والتعلم ليوم كامل وصالة الألعاب الرياضية والأنشطة اللاصفية والكاكاو، ثم السرير. في المقابل، كنت قادراً على تقديم المشورة له في شأن الفلسفة الرواقية وحب الذات والرحمة.

في مدرسة أخرى، جاءت فتاة لا يزيد عمرها على 15 عاماً لرؤيتي في النهاية. عيونها أكبر سناً من سنواتها، كانت "التشنجات اللاإرادية" لها مماثلة لحالي، كانت تشعر بالوحدة، قالت لي. تتناول الغداء بمفردها. وقد آذت نفسها. "هل ستتغير هذه الحال أبداً؟" نعم.

تحدثت عن تجربتي الخاصة، وأشرت إلى المساعدة، وشجعتها على التحدث إلى والديها ومعلميها، لكن النقطة التي استرعت اهتمامها هي أن هذا الألم موقت، لن يدوم إلى الأبد. سوف تنجلي العاصفة، وعندما يحدث ذلك، فإن قوة تماسكك ستثبت جدواها. سيكون ذلك أعظم قواك. كيف يمكن أن تكون محطماً بالفعل ونجوت من أصعب لحظات حياتك؟

ثمة طريق للعبور، ربما لا يكون الأمر مثيراً، ممارسة الرياضة وتناول الطعام الصحي والاسترخاء وتوفر الشجاعة لطلب المساعدة – المهم أن هناك طريقاً للعبور. إذا كانت حكمة المحارب القديم التي تكتسب بشق الأنفس يمكن أن تساعد الشاب في العثور على طريقه، فسأكون سعيداً.

كريستوفر هايز هو سفير ألعاب المحاربين القدامى التي تقام هذا الأسبوع في إسرائيل وستشهد مشاركة 62 من قدامى المحاربين البريطانيين الجرحى الذين سيتنافسون في السباحة واللياقة البدنية والتصويب.

إذا كنتم تعانون مشكلات في الصحة النفسية فاتصلوا بـ Mind على 0300 123 3393 أو تفضلوا بزيارة الموقع عبر الإنترنت.

© The Independent

المزيد من تقارير