ملخص
أظهرت الفنانة الأسطورية تينا تيرنر للنساء كيفية التغلب على المحن المروعة
امتلكت تينا تيرنر روحاً لا تقهر وألهمت شجاعتها وقدرتها على التحمل النساء في جميع أنحاء العالم، ولا سيما أولئك من ضحايا العنف الأسري.
أوصلت قوتها النور إلى أكثر الأماكن ظلمة، وبالتحديد إلى منزلها، حيث كانت تواجه إساءة المعاملة من زوجها آنذاك، آيك تيرنر.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كانت قوة دافعة لعالم الموسيقى، لكن شجاعتها كانت محددة لكيانها بالمقدار نفسه، تماماً مثل شخصيتها الكاريزمية وموهبتها كمغنية.
اتخذت خطوة شجاعة، عندما تحدثت للمرة الأولى عن العنف الأسري وكشفت قصتها علانية من دون أدنى خوف. قالت لأحد المحاورين في عام 1981: "كنت خائفة من ذلك الرجل حد الجنون". للمرة الأولى، كشفت الصدمة الخفية القابعة في قلب العلاقة بين الثنائي الذي حقق نجاحاً منقطع النظير، آيك وتينا تيرنر.
أماطت اللثام عن واقع مروع، مغلف بنجاح تجاري. تضمن وصف تينا اللاذع لزواجها، إجبارها على مشاهدة عرض جنسي مباشر في بيت دعارة ليلة زفافها، وتعرضها للضرب بقالب أحذية خشبي وهي حبلى – كان ذلك تحقيراً كارثياً حقاً.
تحدثت عن قيام آيك برشها بالقهوة المغلية، وضربها بوحشية بعلاقة معاطف واعترفت بأنها كانت خائفة من الحديث عن إساءة المعاملة التي تتعرض لها "بسبب ما قد أتلقاه من آيك".
حاولت الانتحار في عام 1986، لكن حمداً لله، تحلت بالشجاعة للعودة، وإيجاد نفسها وقوتها، وعدم تحمل إساءة المعاملة بعد ذلك.
لطالما أنكر آيك، الذي توفي قبل 16 عاماً، سنة 2007، إساءة معاملتها، لكن أحداً لم يشكك في حقيقة ما قالته تينا أو بشجاعتها وموهبتها.
رفضت في بداية ثمانينيات القرن الماضي أن توصم بوسم "الضحية"، واختارت عوضاً عن ذلك أن تعيد ابتكار نفسها من حيث الأسلوب، وذلك من خلال موسيقى الروك أند رول والأزياء. رفضت أيضاً فكرة أن النساء "يفقدن صلاحيتهن" حينما يتجاوزن الأربعين من العمر.
كلما التقيتها، وجدتها قوة طبيعية، سواء على خشبة المسرح أو بعيداً عنها. كانت طاقتها وحيويتها لا تقاومان. كانت إحدى أعظم المغنيات، وراقصة رائعة. أحبها كل من التقاها. حتى إنها علمت ميك [زوج الكاتبة السابق ومغني الرولينغ ستونز] الرقص، لكن إرثها الحقيقي سيبقى على الدوام أنها كانت نموذجاً تحتذي به النساء.
لا يزال صدى كلماتها يتردد – قالت للصحافي كارل أرينغتون إنها وعدت آيك بأنها "لن تتخلى عنه أبداً". قالت "شعرت بأنني مضطرة إلى الاستمرار في الزواج، وكنت خائفة... لم أرد جرح مشاعره، وبعد أن ضربني، جلست ممزقة المشاعر ومغطاة بالكدمات، وفجأة شعرت بالأسف تجاهه. لربما كنت مغسولة الدماغ"، لكن تينا هجرته أخيراً في عام 1978، بعد أن باتت غير قادرة على تحمل ما وصفته بـ"التعذيب".
مهدت شجاعتها طريق الحرية للنساء الأخريات. علمتنا أن علينا أن نمسك بزمام حياتنا، وأن بإمكاننا تجاوز معاناتنا، وأن الرحيل خيار ممكن.
لا تزال كلماتها تتردد: "كنت أعيش حياة الموت. لم أكن موجودة، لكنني نجوت من ذلك. وحينما رحلت، تابعت طريقي حقاً ولم أنظر إلى الخلف".
تلك كلمات امرأة تتحدث نيابة عن كل النساء، وتلهمهن لإظهار شجاعة هائلة بينما يواجهن السلوك المظلم والقمعي والوحشي من قبل الرجال. تلقت أسوأ معاملة يمكن تخيلها، وكانت خفية ومروعة، لكن بطولة تينا حررتها منها.
أؤمن أن أغانيها وأداءها سيتفوقان على قصتها المؤلمة - شهدنا ذلك مع فنانين في المجالات كافة - لكن في هذه اللحظة، أود أن أشير إلى ما كانت عليه حقاً: الأفضل ببساطة.
© The Independent