Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تستمر هيمنة الدولار على الأسواق العالمية؟

العملة الخضراء تستحوذ على التداولات والتسويات في قطاعات اقتصادية رئيسة

يسيطر الدولار الأميركي على 83.7 في المئة من التعاملات الدولية العابرة للحدود مقارنة بـ4.5 في المئة لمصلحة اليوان الصيني (ا ف ب)

ملخص

سوق السندات الصينية لا تتخطى حدود الـ21 مليار دولار مقابل سوق السندات الأميركية التي تقدر بـ51.3 تريليون دولار.

أظهر أحدث تقرير لبنك التسويات الدولي الصادر في ديسمبر (كانون الأول) 2022 ارتفاع حجم تداول سوق العملات الأجنبية بنحو 14 في المئة وبلغ متوسط حجم التداول اليومي 6.6 تريليون دولار، استحوذ الدولار الأميركي على 90 في المئة من هذه التعاملات.

وأشار التقرير إلى عدد من العوامل دعمت هيمنة الدولار على سوق العملات الأجنبية، على رأسها أن الدولار هو الرافعة أو الماكينة في تداولات النقد الأجنبي، بينما السبب الثاني هو أهمية الدولار في أسواق الدين الدولية، في حين أن السبب الثالث هو المعاملات التجارية والمدفوعات الدولية، إذ قدر تقرير بنك التسويات الدولي أن 50 في المئة من التجارة الدولية تتم تسويتها بالدولار الأميركي.

أما السبب الرابع وفقاً للتقرير، فهو أن الدولار عملة احتياط عالمية وقدر تقرير البنك أن 60 في المئة من الاحتياطات الدولية للبنوك المركزية في العالم بالدولار الأميركي.

تذمر وتحركات لخفض هيمنة الدولار

التذمر من سيطرة الدولار دولياً على التجارة لم ينقطع منذ عقود، إذ تهيمن العملة الأميركية على 83.7 في المئة من التعاملات الدولية العابرة للحدود، بينما يستحوذ اليوان الصيني على 4.5 في المئة فحسب.

 إلى ذلك نقلت وسائل الإعلام البرازيلية الشهر الماضي تصريحاً عن الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا قال فيه إنني "أسأل نفسي في كل ليلة، هل كل دول العالم تعتمد الدولار الأميركي في تجارتها؟ ومن الذي قرر أن يصبح الدولار هو العملة العالمية بعد انهيار نظام معيار الذهب؟

 تساؤلات دا سيلفا فتحت باباً كبيراً للنقاش حول إمكانية ظهور عملات عالمية أخرى تنافس الدولار في التسويات التجارية الدولية، وفي السياق نفسه صرح نائب رئيس مجلس الدوما الروسي ألكسندر باباكوف بأن روسيا تقود عملية تطوير إصدار عملة جديدة بغرض التسويات التجارية بين مجموعة دول "بريكس" (روسيا والهند والصين والبرازيل وجنوب أفريقيا).

الصين تعزز من موقف عملتها عالمياً

  في مارس (آذار) الماضي، أظهرت بيانات رسمية صادرة من الصين أن اليوان الأكثر استخداماً في المعاملات العابرة للحدود للمرة الأولى متجاوزاً الدولار الأميركي، إذ ارتفع حجم المدفوعات والمقبوضات التي تمت تسويتها باليوان إلى 549.9 مليار دولار، مقارنة بـ 434.5 مليار دولار في الشهر السابق، وبحسب بيانات "سويفت" لا تزال حصة اليوان ضعيفة ولا تتجاوز الـ 4.5 في المئة من معاملات تمويل التجارة الدولية، بينما الدولار يستحوذ على 83.7 في المئة من تلك المعاملات.

وعلى رغم ذلك تعمل الصين على تعزيز نفوذها دولياً بدعم مكانة عملتها الوطنية "اليوان" حتى تكون قادرة على منافسة الدولار كعملة للاحتياطات الدولية وكذلك عملة للتسويات التجارية مستفيدة من التحولات في الاقتصاد والتجارة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في مطلع ديسمبر عام 2015، منح صندوق النقد الدولي العملة الصينية اليوان صفة عملة الاحتياط، وفي الأول من أكتوبر (تشرين الأول) عام 2016 اعتمد صندوق النقد الدولي اليوان ضمن العملات التي تدعم حقوق السحب الخاصة "SDR" لتكون إلى جانب الدولار الأميركي واليورو والين الياباني والجنيه الاسترليني. في غضون ذلك تستفيد الصين من بعض التقاطعات الدولية مثلاً العقوبات الغربية على روسيا التي جعلت من الصين الرئة التي تتنفس بها موسكو فوسعت من استخدامها لليوان كنتيجة مباشرة للعقوبات التي صعبت وصولها إلى الدولار في الأسواق الدولية، كما وقعت شركة "غازبروم" الروسية اتفاقاً مع مؤسسة البترول الوطنية الصينية لإمداد الصين بالغاز الروسي، على أن تتم التسوية بينهما بالروبل واليوان، وارتفعت الصادرات الصينية إلى روسيا بمقدار 153 في المئة في أبريل (نيسان) الماضي.

على النهج نفسه صرح وزير المالية الأرجنتيني سيرجيو ماسا بأن بلاده فعلت البروتوكول التجاري مع بكين معتمدة على اليوان في تسوية واردات من الصين تبلغ قيمتها 790 مليون دولار، وعلى المنوال ذاته سارت البرازيل أيضاً، إذ بدأت بزيادة الأصول المقومة بالعملة الصينية التي تمثل 5.3 في المئة من إجمالي الاحتياطات وتعد البرازيل الشريك التجاري العاشر للصين بحجم تبادل تجاري بلغ 171.5 مليار دولار.

إصلاحات مطلوبة لتعزيز مكانة اليوان عالمياً

في غضون ذلك تواصل السلطات الصينية تعزيز مكانة اليوان في الأسواق الدولية بمواجهة "هيمنة الدولار"، إلا أن تلك الخطوة بداية في طريق طويل كما يؤكد الإعلام الصيني، إذ إن عملة بكين ينقصها كثير حتى تستحوذ على حصة سوقية منافسة للدولار، فعلى سبيل المثال لا تزال سوق السندات الصينية صغيرة مقارنة بسوق الدين الأميركية التي تقدر بـ51.3 تريليون دولار، بينما لم يتخط حجم سوق السندات الصينية حدود الـ 20.9 تريليون دولار، وتحتاج الصين إلى أن تزيد من سيولة سوق السندات وإلى مزيد من الشفافية في شأن أسواقها المالية، إضافة إلى إصلاحات كبيرة لجهة سعر الصرف، ولكي يصبح اليوان عملة عالمية يجب على البنوك المركزية حول العالم إضافة اليوان ضمن الاحتياطات الدولية، إذ إن ذلك ربما يدعم العملة الصينية في منافسة العملة الأميركية عالمياً.

اقرأ المزيد