توفي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو، عن 72 سنة، في وقت كان يستعدّ لترك منصبه بسبب مرض لم يُحدّد.
وأوردت أمانة الوكالة، في إشعار وجّهته إلى موظّفيها الاثنين 22 يوليو (تموز)، "يؤسف الأمانة العامة للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن تبلغكم بشديد الأسى وفاة مديرها العام يوكيا أمانو"، من دون أن تورد أية تفاصيل حول ظروف وفاته.
10 سنوات في رئاسة المنظمة
تولّى أمانو منصب المدير العام للوكالة منذ عام 2009، خلفاً للمصري محمد البرادعي، وقاد المنظمة التابعة للأمم المتحدة خلال فترة شهدت جهوداً دبلوماسية مكثفة متعلقة بالبرنامج النووي الإيراني. وكان يستعدّ لترك منصبه في مارس (آذار) المقبل، قبل فترة طويلة من موعد انتهاء ولايته الثالثة، المؤلفة من أربع سنوات، والتي كان من المفترض أن تنتهي يوم 30 نوفمبر (تشرين الثاني) 2021.
وفي رسالة كان مقرّراً أن يرسلها إلى ممثلي الوكالة هذا الأسبوع، لإعلان تخلّيه عن منصبه، رحّب الدبلوماسي الياباني "بالنتائج الملموسة" التي تحققت خلال ولايته في سبيل "تحقيق هدف الذرة للسلام والتنمية"، وأكّد "فخره بإنجازات" الوكالة.
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أعلنت، في سبتمبر (أيلول) الماضي، خضوع أمانو إلى إجراء طبي لم تحدّده. وقال دبلوماسيون إن طبيعة مرضه ظلت أمراً يحظر الحديث عنه داخل الوكالة، لكنه كان يبدو أكثر وهناً مع كل ظهور على الملأ.
انطلاق المنافسة على الرئاسة
لم يحدّد إشعار الوكالة، التي سيكون عليها اختيار رئيس جديد وسط توتر متصاعد حول الملف النووي الإيراني، إطاراً زمنياً لاختيار خلف أمانو. لكنّ ملامح السباق على المنصب بدأت تتشكّل منذ الأسبوع الماضي، حين اتضح أمر تنحّي الرئيس المبكر. إذ يسعى مندوب الأرجنتين لدى الوكالة رفائيل جروسي لتولي المنصب، ويرجّح دبلوماسيون أن يخوض كورنيل فيروتا، كبير منسقي الوكالة ومندوب رومانيا، الذي يعدّ فعلياً مديراً لمكتب أمانو، سباق رئاسة الوكالة.
وُلد أمانو عام 1947 وتخرّج من جامعة طوكيو، وعمل في مناصب تتعلّق بنزع السلاح المتعدّد الأطراف ومنع الانتشار النووي والمفاوضات، خلال أكثر من ثلاثة عقود في وزارة الخارجية اليابانية. تولّى أيضاً رئاسة مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بين عامي 2005 و2006، عندما فازت الوكالة ورئيسها حينها البرادعي مناصفةً بجائزة نوبل للسلام، وتسلّم أمانو الجائزة نيابة عن الوكالة.
وكالة أساسية لمكافحة انتشار السلاح النووي
وتلعب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تضمّ 171 دولةً، دوراً رئيساً في مكافحة انتشار الأسلحة النووية، إذ تتأكّد من احترام الدول الأعضاء في اتفاقية عدم الانتشار النووي التزاماتها في هذا الإطار، ومن هنا كُلّفت متابعة مدى التزام إيران الاتفاق النووي المبرم عام 2015.
وينتخب مدير الوكالة الدولُ الـ 35 الأعضاء في مجلس محافظي الوكالة، الذي يضمّ الدول الأكثر تطوراً في مجال التكنولوجيا النووية. وستجري الانتخابات الجديدة بالتزامن مع التوتّر المتصاعد بشأن الملف النووي الإيراني.
ورداً على الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي، بدأت طهران مطلع يوليو بالتخلي عن بعض التزاماتها بموجب الاتفاق. وفي هذا الصدد، أكّدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تجاوز طهران الحدود القصوى المسموح لها بها، لجهة تخزين الماء الثقيلة واليورانيوم، ودرجة تخصيب المادة الأخيرة.