ملخص
بات #الذكاء_الاصطناعي التوليدي مدمجاً في وسائط متعددة بدءاً من الصور والنصوص وصولاً إلى المواد الصوتية و#مقاطع_الفيديو
عرضت شركة "غوغل" اليوم الثلاثاء أدوات جديدة للذكاء الاصطناعي التوليدي تستفيد منها الشركات والأفراد الراغبين في إسناد مهمات معينة لهذه البرامج، بدءاً من كتابة رسائل البريد الإلكتروني وصولاً إلى ابتكار حملات إعلانية.
وأكد رئيس "غوغل كلاود" (وحدة الحوسبة السحابية) توماس كوريان خلال مؤتمر صحافي عبر الإنترنت أن "غوغل وورك سبايس"، وهي حزمة الأدوات والتطبيقات المكتبية التابعة للمجموعة العملاقة، "لطالما كانت رائدة في توفير تعاون بين المستخدمين بالوقت الفعلي".
وأضاف "أما الخطوة التالية، فتتمثل في توفير أداة للذكاء الاصطناعي قادرة على التعاون والعمل مع البشر في الوقت الفعلي".
وتتنافس شركات التكنولوجيا الكبرى وأبرزها "مايكروسوفت" و"غوغل" لتحقيق تقدم في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي منذ إطلاق برنامج "تشات جي بي تي" الذي حظي باهتمام عالمي فور طرحه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
وأوضحت "غوغل" في بيان أن مستخدمي "جي مايل" و"غوغل دوكس" مثلاً سيصبح بإمكانهم "إدخال موضوع يرغبون في الكتابة عنه ليتم إنشاء مسودة لهم بصورة فورية".
وتابعت "كذلك تساعد ’وورك سبايس‘ المسؤولين عن التوظيف في كتابة الرسالة الترحيبية الأولى بالموظفين الجدد، فتوفر عليهم تالياً وقتاً ومجهوداً".
أما الشركات التي تستخدم "غوغل كلاود"، فسيكون بإمكانها إسناد مهمات أكثر تعقيداً لأدوات أدخلت إليها بيانات خاصة بالشركات المعنية.
وعرض توماس كوريان مع فريقه كيف يمكن لشركة مصنعة للأثاث أن تطلب من إحدى أدوات الذكاء الاصطناعي إنشاء تصميمات جديدة، أو استخدام روبوت محادثة مع زبائنها، أو حتى ابتكار حملات إعلانية تضم مواد مختلفة من الرسائل القصيرة المناسبة لـ"تويتر" وصولاً إلى الصور الملائمة لـ"إنستغرام".
وبات الذكاء الاصطناعي التوليدي مدمجاً في وسائط متعددة، بدءاً من الصور والنصوص وصولاً إلى المواد الصوتية ومقاطع الفيديو.
وأوضح كوريان أن الميزات الجديدة ستعرض بداية أمام جهات لاختبارها.
ويأتي إعلان "غوغل كلاود" قبل يومين من مؤتمر لشركة "مايكروسوفت" عن "مستقبل العمل مع الذكاء الاصطناعي".
ذكاء اصطناعي أم سرقات؟
وتوفر شركة فرنسية متخصصة في الكشف عن السرقات الأدبية أداة من شأنها ردع الطلاب في العالم أجمع عن صياغة فروضهم المدرسية بواسطة روبوت المحادثة "تشات جي بي تي" المطور عبر الذكاء الاصطناعي.
وأثار النجاح المذهل لهذا البرنامج الذي أطلقته شركة "أوبن أي آي" الأميركية الناشئة في نوفمبر الماضي ضجة في الجامعات التي تخشى أن يسقط طلبتها في الإغراء القوي للاستعانة به في كتابة الفروض غير الخاضعة للإشراف، خصوصاً بفضل ميزات هذه البرمجية المجانية والسريعة وصاحبة المهارات اللغوية الكبيرة.
وحظرت جامعات كثيرة حول العالم استخدام "تشات جي بي تي" وبدأت المقاومة ضد هذه التقنية تنتظم تدريجاً.
واغتنمت شركة "كومبيلاسيو" الصغيرة التي تتخذ مقراً بالقرب من مدينة آنسي في جبال الألب الفرنسية، هذه الفرصة، إذ غيرت أولوياتها وبدأت تطوير برمجيات قادرة على أن تكشف بسرعة عن أي استخدام للذكاء الاصطناعي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتزود هذه الشركة التي أسست عام 2003 منذ سنوات، المدرسين ببرنامج لمكافحة السرقات الأدبية يتيح الكشف عن المقاطع المنسوخة وتباع هذه البرمجية بلغات عدة في نحو 40 دولة، وهي موجودة، بحسب الشركة، بـ98 في المئة من الجامعات الفرنسية.
ويقول مؤسس "كومبيلاسيو" ورئيسها فريديريك أنييس إنه عندما ظهر "تشات جي بي تي" قبل أشهر، "لجأ المعلمون إلينا لأنه شكل جديد من الغش ويندرج ضمن سياق السرقات الأدبية".
ويضيف "اليوم يمكن لأي طالب في أي مكان في العالم إنجاز فرض دراسي من 20 صفحة في خمس دقائق".
ويشدد أنييس على أن "كومبيلاسيو" لديها تقنية تسمح "بالكشف بلغات عدة وبدقة تزيد على 90 في المئة، في التمييز بين ما هو من إنتاج بشري وما أنجز بواسطة الذكاء الاصطناعي".
وأجرى موظف في الموقع تجربة مستعيناً بخبر من وكالة الصحافة الفرنسية، نجح على أثرها البرنامج في رصد وجود نص من صنع بشري "بنسبة موثوقية بلغت 99 في المئة".
ويعمل جزء كبير من الـ30 موظفاً في المجموعة، بينهم كثيرون يحملون درجة الدكتوراه في المعلوماتية، على البرنامج الذي لا يزال في مراحل التطوير.
وتقول رئيسة قسم المنتجات في الشركة لور شابا "في غضون شهرين، ربما نفكر في طرح النسخة الأولى" من البرنامج، مضيفة "نشعر بأن هناك خوفاً لدى العملاء. وتزويدهم بالحل يعني الحيلولة دون بحثهم عن حل في مكان آخر".
وصمم "تشات جي بي تي" لإنتاج النص الأكثر احتمالاً في سياق معين، تماماً مثل التمارين القائمة على "إكمال الجملة بالكلمات المناسبة" على محركات البحث، لكن مع أداء أقوى.
ويشير أنييس إلى أن روبوت المحادثة هذا "ينجح في ذلك بشكل جيد لدرجة سحرية برأينا".
لعبة "قط وفأر" تكنولوجية
وأطلقت شركة "أوبن أي آي" أداة الكشف عن الذكاء الاصطناعي الخاصة بها مجاناً في فبراير الماضي، لكنها أقرت بأنها ليست موثوقة تماماً في هذه المرحلة.
كيف يمكن التمييز إذاً؟ يجيب أنييس "الإنسان لا يفكر بهذه الطريقة، لديه عيوب".
بالتالي، فإن نظام الكشف الذي يعتمد أيضاً على الذكاء الاصطناعي، سيقوم على "قياس إمكانية التنبؤ بالنص ومستوى لغته وعرض المجال الدلالي، والمؤشرات التي لن نتمكن نحن البشر من قياسها ولكنها تنتج إشارة"، وفق أنييس.
لكن في ما يبدو أكثر من مجرد خوض "لعبة قط وفأر تكنولوجية"، تلتزم "كومبيلاسيو" تقديم الدعم وتعزيز ثقافة "النزاهة في المؤسسات، أكثر من تأنيب الطلاب"، وفق أنييس.
وأثبتت برامج مكافحة السرقة الأدبية نجاحها، بحسب المدرس في كلية الهندسة "إيسارا" آلان غاي الذي يشغل أيضاً منصب منسق المجموعة التقنية المعنية بالسرقة الأدبية في جامعة "ليون" جنوب شرقي فرنسا.
ويشدد على أن مجرد وجود هذه البرمجيات تسبب في "انخفاض هائل في عمليات النسخ واللصق خلال سنتين إلى ثلاث سنوات" بين الطلاب.
ويقول غاي "مع تشات جي بي تي لا نعرف بعد بالضبط كيف سنفعل ذلك، لكننا سنحافظ على المنطق عينه، التدريب أولاً ثم الكشف والقمع، إذا لزم الأمر".
يستخدم توما كابرون، وهو طالب في السنة الثانية في كلية "إيسارا"، برنامج "تشات جي بي تي" بشكل يومي. وهو يقر بأن هذا البرنامج "يسمح بإجراء بحث جيد ودقيق وموجز حول مفاهيم مرتبطة بالمنهج الدراسي، لكن استخدامه لأداء فرض منزلي كامل ليس أمراً بناء للغاية".