Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اعتقال مهاجر يمني اختطف ابنته الأميركية لتزويجها في صنعاء

ظن الأب أنه بإرجاع الفتاة إلى موطنها الأصلي وإخضاعها للرقابة العائلية يمنعها من الزواج بمن أحبت في نيويورك

 أثارت قضية الزواج المثير الرأي العام في اليمن (رويترز)

ملخص

قد تبدو حادثة إجبار فتاة على مغادرة منطقتها وتزويجها رغماً عنها أمراً مستغرباً في #المجتمع_الأميركي، ولكنه بالمقابل أمر اعتيادي لدى المواطنين من أصول #يمنية

قد تبدو حادثة إجبار فتاة على مغادرة منطقتها وتزويجها رغماً عنها أمراً مستغرباً في المجتمع الأميركي، ولكنه بالمقابل أمر اعتيادي لدى المواطنين من أصول يمنية حيث الإرث الاجتماعي ما يزال يطاول في أعماقه المتجذرة شواهق مانهاتن وشيكاغو على رغم اندماجه في العولمة الصاخبة لبلد العم سام.

وفي القصة الغريبة التي بدأت قبل أيام عندما قام أب أميركي من أصول يمنية في ولاية نيويورك، بإجبار ابنته على مغادرة الولايات المتحدة وتسفيرها بالقوة إلى العاصمة اليمنية صنعاء الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي بالتعاون مع شقيقها، حيث احتجزت هناك عنوة، تمهيداً لتزويجها رغماً عنها من مواطن يمني قبل أن تبادر منظمة مدنية غير ربحية بكشف الحادثة واعتقال الأب والابن عقب عودتهما إلى الولايات المتحدة يوم الإثنين الماضي.

اختطاف إلى دولة أجنبية

وفيما ظن الأب وابنه أنهما بمجرد إرجاع الفتاة إلى موطنها الأصلي وإخضاعها للرقابة العائلية الصارمة هناك كما هو معتاد في المجتمع، قد أنهيا القضية ومنعا الفتاة من الزواج بمن أحبت، جاءت آخر الإجراءات المتعلقة بالواقعة على لسان المحامية الأميركية تريني إي روس، التي أعلنت الإثنين الماضي، أن السلطات الأميركية اعتقلت الأب والابن عقب اتهامهما، بموجب شكوى جنائية "بالتآمر لاختطاف أشخاص في دولة أجنبية".

وفي القانون الأميركي تصل عقوبة هذه التهمة إلى السجن مدى الحياة.

من المكسيك إلى مناطق الحوثيين

واتهمت وزارة العدل الأميركية الأب، خالد أبو غانم (50 سنة) وشقيق الفتاة وليد أبو غانم (32 سنة) بخطف الفتاة إلى صنعاء التي تسيطر عليها الميليشيا الموالية لإيران. غير أن الفتاة وهي يمنية تحمل الجنسية الأميركية، طالبة جامعية بدأت قصتها منذ أوائل سبتمبر (أيلول) 2021، حين فرت إلى مدينة غوادالاخارا بالمكسيك لتتزوج خطيبها الذي كانت تعرفه منذ تسع سنوات من دون علم أسرتها، وعندما اكتشفت العائلة الأمر لحقت بابنتها إلى المكسيك وأجبرتها على العودة إلى المنزل رغماً عنها، وهي إجراءات يجرمها القانون الأميركي الذي يمنح الجميع حق اختيار طريقة ونمط حياتهم. 

لم نتلق شيئاً

في غضون ذلك أكد السفير اليمني في واشنطن محمد الحضرمي، عدم تلقي سفارته أو الخارجية اليمنية أية إشعار يطالب باتخاذ أي إجراء حيال قضية الفتاة.

وأوضح خلال حديثه لـ"اندبندنت عربية" أنه أبلغ من جهات لم يسمها أن "إجراءات قانونية تم اتخاذها ضد والد الفتاة، والجالية اليمنية مطلعة على القضية التي نتواصل مع رئيسها لمتابعة مختلف القضايا التي تهم المجتمع اليمني - الأميركي"، من دون مزيد من التفاصيل.

يعيش نحو 100 ألف يمني كمواطنين في الولايات المتحدة الأميركية وفقاً لتقديرات عام 2010.

الدفن في الفناء

في حين قال مساعدا المدعي العام الأميركي تشارلز م.كرولي ومايف إي هاغينز اللذان يتعاملان مع القضية، في بيان صادر عن وزارة العدل الأميركية، إنه "وفقاً للشكوى الجنائية في ديسمبر 2022، بدأ مكتب التحقيقات الفيدرالي التحقيق في سفر مواطن أميركي بالغ (الفتاة)، يعتقد المحققون أنه تم خداعها للسفر من منطقة بوفالو إلى اليمن في محاولة لإجبارها على زواج مرتب".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وطبقاً للفتاة فقد صرح والدها بأنها "ستسافر خارج الولايات المتحدة سواء أحبت ذلك أم لا، أو سيدفنها في الفناء الخلفي". حاولت الضحية الفرار من مسكنها فقط لتجد أن جميع الأبواب مقفلة.

كما أجبرت على الانسحاب كطالبة من جامعة بوفالو، وفقدت الوصول إلى الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، وكانت تحت تهديد دائم بالتعرض للأذى. تم إخبار الضحية بأنها إذا لم تمتثل ووافقت على زواج مرتب، فسيتم حبسها في منزلها من دون اتصال بالعالم الخارجي إلى الأبد.

وفي حين لم تذكر لائحة الاتهام كيف علمت سلطات العدل الأميركية بقضية الشابة في أواخر عام 2022، أشارت إلى أن منظمة غير ربحية لم تذكر اسمها، تولت الدفاع عن قضية هذه البنت وقدمت تفاصيل عن وضعها.

الحبيبة لا ترد

وتكشفت القضية عندما اتصل خطيب الفتاة في 17 سبتمبر 2021، بقسم شرطة لاكاوانا، وأفاد بأنه "لم يتمكن من الاتصال بالفتاة لأكثر من أسبوع"، لترد شرطة لاكاوانا على الأسرة وتنصحهم بالاتصال بخطيب ابنتهم، قبل أن تبادر العائلة بحزم حقائب الفتاة تمهيداً لترحيلها قسراً إلى موطنها الأصلي.

حجر منزلي

بعد عودتها إلى بوفالو، أرغمت الفتاة من قبل الوالد والأخ على ترك الجامعة، وحرمت من الوصول إلى الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، ولم يسمح لها بالاتصال بخطيبها الأميركي، وحبست في منزلها. كما هددها الأب بأنه سيقتل خطيبها إذا لم توافق على زواج تم ترتيبه لها من قبله والأقرباء في اليمن.

وتحت الضغط، سافرت الفتاة مع عائلتها في أواخر سبتمبر إلى مصر ثم اليمن، حيث باءت كل محاولاتها للفرار من غرف الفنادق والمطارات بالفشل.

مهر بنص مليون دولار

بمجرد وصولهم إلى اليمن، سافروا إلى صنعاء، حيث أخبرها والدها أنه سيتقاضى 500 ألف دولار في مقابل الزواج المرتب، و"تعرضت الفتاة للضرب والخنق" بحسب بيان المحكمة.

ولأمر ما لم تتم الزيجة وفي أبريل (نيسان) 2022 غادر الوالد والشقيق صنعاء، تاركين لأشقائها الآخرين مهمة احتجازها في شقة بصنعاء بمراقبة إخوة آخرين لها.

ضرب ومحاولات الهرب

خلال هذه الرحلة حاولت الشابة الفرار مراراً، سواء في الفنادق التي نزلت فيها أو في المطارات، لكن محاولاتها باءت بالفشل، وفقاً لوثائق المحكمة.

وبحسب الادعاء فإن الشابة ظلت على رفضها فما كان من والدها إلا أن ضربها وحاول خنقها.

لكن في نهاية المطاف لم يتم ترتيب الزواج، فغادر غالبية أفراد الأسرة اليمن في أبريل 2022 وتركوا الشابة في شقة في صنعاء تحت سلطة إخوة لها.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير