Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"الطاقة الدولية" تخفض تقديراتها لنمو الطلب على النفط... و"برنت" يهوي إلى 61 دولارا

السوق تواجه ضغوطاً صعبة مع تباطؤ الاقتصاد العالمي وتوترات منطقة الشرق الأوسط

يأتي هبوط الخام الأميركي مع تصاعد المخاوف التجارية بين الصين والولايات المتحدة وتوقعات بتأخر الوصول إلى اتفاق (رويترز)

فيما خفضت وكالة الطاقة الدولية تقديراتها لنمو الطلب على النفط، هبطت أسعار النفط بنحو 3% مع تسوية تعاملات أمس الخميس، تحت ضغط ضعف الأداء في أسواق الأسهم الأميركية، وتوقعات بارتفاع إنتاج الخام في خليج المكسيك في أعقاب إعصار ضرب المنطقة الأسبوع الماضي.

كان الخام ارتفع في وقت سابق من الجلسة بعدما قالت إيران إنها احتجزت ناقلة أجنبية في الخليج. وهبطت الأسعار بعدما تبين أن السفينة كانت تحمل شحنة صغيرة، وأنها احتُجزت يوم الأحد بتهمة تهريب الوقود.

وتعرضت الأسعار لمزيد من الضغوط بعدما فتحت أسواق الأسهم الأميركية تعاملات الخميس على انخفاض، حيث فتح مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" منخفضاً بنحو 5.55 نقطة، أو ما يعادل 0.2% عند مستوى 2978.87 نقطة.

إلى أين اتجهت الأسعار في التعاملات الأخيرة؟

وبنهاية التعاملات، انخفض سعر العقود الآجلة لخام "برنت" القياسي تسليم سبتمبر (أيلول) المقبل بنحو 3.1% إلى مستوى 61.65 دولار للبرميل، بعد أن سجل مستوى 64.46 دولار للبرميل في وقت سابق من التعاملات.

وانخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنحو 1.77 دولار أو 3.1% إلى 55.01 دولار للبرميل، بعدما ارتفع في وقت سابق من الجلسة إلى مستوى 57.32 دولار.

كما هبط سعر العقود الآجلة لخام "نايمكس" الأميركي تسليم أغسطس (آب) بنحو 2.6% ليصل إلى نحو 55.309 دولار للبرميل، وهو أدنى مستوى لهذا العقد الأكثر نشاطاً منذ 19 يونيو (حزيران) الماضي بعد أن كان مرتفعاً عند 57.32 دولار للبرميل خلال الجلسة.

يأتي هبوط الخام الأميركي مع المخاوف التجارية بين الصين والولايات المتحدة في ظل تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأن واشنطن أمامها طريق طويل لعقد صفقة مع بكين.

في حين ذكرت إيران أنها استولت على ناقلة نفط أجنبية في جنوب جزيرة "لاراك" في مضيق هرمز يوم الأحد الماضي.

وكانت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية قد أظهرت تراجع الإنتاج النفطي بمقدار 300 ألف برميل يومياً إلى 12 مليون برميل يومياً، في حين سجلت المخزونات انخفاضاً خلال نفس الفترة بمقدار 3.1 مليون برميل، ولكنها مستويات أقل من التقديرات عند 3.6 مليون برميل.

وكالة الطاقة تتوقع مزيداً من التراجع في حجم الطلب

في الوقت نفسه، خفضت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها للطلب العالمي على النفط في 2019 بسبب تباطؤ الاقتصاد العالمي وسط النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين.

وأوضح فاتح بيرول، المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، أن وكالة الطاقة تقلص توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2019 إلى 1.1 مليون برميل يوميا، وقد تخفضها مجددا إذا اعترى الاقتصاد العالمي، وخصوصا الصين، المزيد من الضعف.

وخلال العام الماضي، توقعت وكالة الطاقة أن ينمو الطلب العالمي على النفط في 2019 بمقدار 1.5 مليون برميل يوميا، لكنها خفضت توقعات النمو إلى 1.2 مليون برميل يوميا في يونيو (حزيران) الماضي.

وقال بيرول، في تصريحات لوكالة "رويترز"، إن "الصين تشهد أبطأ نمو اقتصادي في العقود الثلاثة الماضية، وكذلك بعض الاقتصادات المتقدمة... إذا أظهر الاقتصاد العالمي أداء أسوأ مما نفترض، فإننا قد ننظر في أرقامنا من جديد في الأشهر الثلاثة التالية".

وأضاف أن الطلب على النفط تضرّر جراء الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين في وقت يُغرق فيه النفط الأسواق بسبب ارتفاع الإنتاج الصخري الأميركي.

ومن المتوقع أن ينمو إنتاج النفط الأميركي بمقدار 1.8 مليون برميل يوميا في 2019، وهي وتيرة أبطأ من تلك التي زاد بها الإنتاج في 2018 والبالغة 2.2 مليون برميل يوميا، وهذه الكميات ستدخل سوقا يتراجع فيها نمو الطلب.

توترات الشرق الأوسط تزيد الموقف تعقيداً

وأشار مدير وكالة الطاقة الدولية إلى أن وكالة الطاقة قلقة من تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، لا سيما حول مضيق هرمز، الممر الملاحي الذي يربط منتجي النفط الخليجيين بالأسواق في آسيا وأوروبا وأميركا الشمالية ومناطق أخرى.

وفي وقت سابق، اتهمت الولايات المتحدة إيران بالوقوف وراء الهجمات التي تعرضت لها ناقلات نفط قرب مضيق هرمز في مايو (أيار) ويونيو (حزيران).

وقال بيرول بعدما أفادت تقارير بأن إيران احتجزت ناقلة أجنبية تهرّب الوقود في الخليج "نراقب عن كثب ما يحدث هناك. وإذا حدث شيء فنحن مستعدون للتحرك بسرعة وحسم".

وأضاف أن ما يقرب من 20 مليون برميل من النفط يوميا، أو نحو ثلث الخام المتداول عالميا، يمر عبر مضيق هرمز.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويبحث كبار منتجي النفط عن مسارات بديلة. فيما يخطط العراق لتصدير المزيد من النفط إلى ميناء جيهان التركي، وبناء خطوط أنابيب جديدة لتوصيل النفط إلى موانئ في سوريا ولبنان والسعودية.

وقال بيرول إن "تأثير تلك الخيارات ليس كبيرا للغاية في الأمد القصير جدا. يجب أن نفكر في خيارات ونعمل عليها. لن تحدث تغييرا كبيرا في الأسواق الحالية، لكنها ستكون مفيدة في الأمدين المتوسط والبعيد".

وتابع أن "أسعار النفط التي تقارب 65 دولارا للبرميل تأخذ في الحسبان التوترات المتعلقة بإيران وليبيا وفنزويلا، وكذلك المخاوف المرتبطة بالخلاف التجاري بين الولايات المتحدة والصين".

غير أنه أضاف أنه لا يتوقع قفزة كبيرة في الأسعار لأن هناك الكثير من النفط، وهذا يرجع في الأساس إلى الطفرة الصخرية في الولايات المتحدة.

العاصفة "باري" تهوي بالإنتاج الأميركي

وأعلنت الحكومة الأميركية أن إنتاج كل من النفط الخام والغاز الطبيعي من المنصات البحرية في خليج المكسيك ما زال منخفضا بنسبة 19% في أعقاب العاصفة المدارية "باري".

وقال مكتب السلامة وحماية البيئة إن ذلك يعادل 335 ألف برميل يوميا من النفط الخام، و519 مليون قدم مكعبة من الغاز يوميا من مناطق إنتاج النفط والغاز الطبيعي الأميركي في شمال خليج المكسيك بعد خمسة أيام من وصول "باري" إلى اليابسة على ساحل لويزيانا.

وأضاف أن 60 منصة إنتاج بحرية، أو 9% من إجمالي عدد المنصات، ما زالت متوقفة عن العمل بعد مرور العاصفة.

روسيا تجدد التزامها بخفض الإنتاج وفق قرارات "أوبك"

في سياق متصل، قال وزير الطاقة الروسي، ألكسندر نوفاك، إن بلاده عادت بإنتاجها النفطي إلى المستويات المتفق عليها بين "أوبك" ومصدري الخام غير الأعضاء بالمنظمة، وإن إنتاج البلاد في النصف الأخير من يوليو (تموز) سيرتفع بالمقارنة مع النصف الأول.

وهوى إنتاج روسيا إلى قرب أدنى مستوى في ثلاث سنوات في مطلع يوليو (تموز) بسبب العثور على مستويات مرتفعة من الكلوريد العضوي في النفط في أبريل (نيسان)، مما أدى إلى تعطيل الصادرات عبر خطوط الأنابيب.

وقال نوفاك في تصريحات للصحافيين "عاد إنتاجنا لما يتماشى مع الخطط والجداول الزمنية. جرى خفض الإنتاج لعدة أيام بما يتجاوز مستوى الامتثال. كان الأمر يتعلق بعملية تكنولوجية".

واتفقت روسيا على خفض إنتاجها النفطي 228 ألف برميل يوميا من 11.41 مليون برميل يوميا ضختها في أكتوبر (تشرين الأول) 2018، وهو مستوى الأساس للاتفاق العالمي الحالي.

وبموجب تلك الصيغة، يجب أن يكون إنتاج موسكو النفطي عند نحو 11.17-11.18 مليون برميل يوميا. وتقول مصادر بالقطاع إن إنتاج النفط انخفض إلى 10.79 مليون برميل يوميا في أوائل يوليو (تموز).

هذه العوامل تحدد مستقبل أسعار النفط

وقال خبير النفط الكويتي، محمد الشطي، إن "التوترات السياسية في مناطق الإنتاج تدعم حالة القلق حول الإمدادات في سوق النفط، ولذلك فإن أسعار النفط تبقى قوية مع كل تهديد لحركة الملاحة والتجارة والنقل للنفط من مختلف الممرات، ومن بينها مضيق هرمز في الخليج العربي، حيث ينتقل تقريبا 20% من احتياجات العالم من النفط إلى جانب الغاز الطبيعي.

ويأتي إعلان إيران احتجاز ناقلة أجنبية في الخليج العربي بدعوى قيامها بتهريب النفط ليدعم الأسعار  في ظل تصاعد التوترات بين إيران والغرب بشأن سلامة الملاحة في مضيق هرمز، وهو ممر حيوي لصادرات الطاقة.

وأوضح الشطي أن "حالة السوق تغذي تذبذب الأسعار بين الصعود والهبوط، فيما تشير التوقعات إلى تعافي السوق، بخاصة مع اتجاه المخزون النفطي نحو الانخفاض وسيتحقق التوازن، خصوصاً أن الفائض في المخزون النفطي أقل بكثير مما كان عليه في السنوات السابقة مقارنة مع متوسط السنوات الخمس الماضية".

ويتابع الشطي "بالإضافة إلى أن إنتاج النفط الخام ومبيعات النفط في كل من إيران وفنزويلا في انخفاض. كما أن معدل التزام (أوبك) والمنتجين المستقلين ما زال أعلى من 100% ليستمر تقييد حجم المعروض في السوق النفطية. وأيضاً عودة المصافي من برامج الصيانة وبدء ارتفاع معدلات التشغيل، وهو ما يدعم ارتفاع الطلب على النفط خلال الأشهر المقبلة، ومعه ارتفاع الطلب على أساس موسمي خلال النصف الثاني من العام".

ويضيف خبير النفط الكويتي "تشير التوقعات إلى أن الزيادة في إنتاج النفط الأميركي ستكون مقيدة وأقل من التوقعات. أما (الباكورديشين) في أسعار النفط فإنها تدعم أسعار النفط وحالة نقص المعروض. أيضاً هناك نقص حقيقي في نوعية النفوط الثقيلة والمتوسطة، وهو ما يعزز أسعارها ويغير في أنماط العلاقات بين مختلف النفوط في السوق ولو بصورة مؤقتة. أيضاً مدى استعداد السوق والمصافي لتحقيق الشروط والمواصفات البيئية لزيوت وقود السفن، وما يعني ذلك للأسعار بصفة عامة".

وبحسب "الشطي"، لكن "هناك مؤشرات نظل نتابعها وهي تقيد ارتفاع أسعار النفط وتتمثل في حركة المفاوضات بين الولايات المتحدة والصين بخصوص تهدئة التوترات التجارية وحلحلتها، رغم تصريحات الرئيس الأميركي بأن الطريق طويل لإيجاد حل يسهل العلاقات التجارية بين قطبي التجارة ويزيل آفاق وإجراءات السياسات الحمائية".

ويقول الشطي "أيضا هناك توقعات حديثة للبيوت الاستشارية والحكومية، وتشمل سكرتارية (أوبك) ووكالة الطاقة الدولية، بأن هناك حالة اختلال في ميزان الطلب تفرض خفضا إضافيا من أوبك والمنتجين المستقلين لتحقيق توازن السوق النفطي. هذا بالإضافة إلى التغير الأسبوعي لمخزون النفط الأميركي للنفط الخام والمنتجات".

وتشير التوقعات إلى أن "برنت" سوف يظل يدور في حدود 70  دولاراً  للبرميل خلال الأشهر المقبلة. وما زالت بيوت الاستثمار بعيدة نسبياً عن الإقبال على شراء عقود النفط في الأسواق الآجلة، وهو عامل رئيس في عدم ارتفاع الأسعار.

أما عدد الحفارات في الولايات المتحدة فهو مؤشر مهم يؤثر في مسار الأسعار لأنه يعني حجم إنتاج النفط الخام الأميركي، ولكن مع استمرار ارتفاع إنتاج النفط الأميركي بشكل يفوق التوقعات رغم تراجع عدد الحفارات، أصبحت الزيادة مرتبطة بعوامل أخرى، مثل رفع الإنتاجية والتكنولوجيا وغيرها، ولذلك لم يعد هذا المؤشر يحظى بذات الأهمية السابقة.

اقرأ المزيد

المزيد من البترول والغاز