Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أوروبا "المنهكة" تمد يديها أخيرا لسوريا المنكوبة

شحنة مساعدات وفريق طبي إيطالي نحو دمشق وألمانيا تسهل منح التأشيرات للمتضررين

أعلن #مبعوث_إيطاليا إلى دمشق أن شحنة من المساعدات الإنسانية الإيطالية الموجهة إلى مناطق تسيطر عليها الحكومة في #سوريا وصلت إلى بيروت مساء اليوم السبت في أول مساعدة أوروبية بعد الزلزال لحكومة دمشق.

وقال القائم بالأعمال ماسيميليانو دانتونو لـ"رويترز" إن الشحنة التي تزن 30 طناً تشمل أربع سيارات إسعاف و13 حاوية من المعدات الطبية، مضيفاً أن فريقاً من أربعة أطباء في طريقه أيضاً إلى مناطق سيطرة الحكومة السورية.

ألمانيا تسهل التأشيرات

وأعلنت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر اليوم أن برلين ستسهل منح تأشيرات مدتها ثلاثة أشهر للمتضررين السوريين والأتراك من الزلزال الذين لديهم عائلات في ألمانيا.

وقالت لصحيفة "بيلد"، "إنها مساعدة طارئة"، مضيفة "نريد السماح لعائلات تركية وسورية في ألمانيا بأن تأتي بأقربائها من المنطقة المنكوبة من دون بيروقراطية".

وأضافت فيزر في شأن هذه المبادرة المشتركة من جانب وزارتي الداخلية والخارجية أن سكان المناطق المنكوبة بسبب الزلزال الذي خلف أكثر من 25 ألف قتيل، يمكنهم بذلك الحصول "على تأشيرات نظامية تسلم سريعاً وصالحة لثلاثة أشهر".

وتتيح هذه الآلية المبسطة للمنكوبين "العثور على مأوى وتلقي علاج طبي" في ألمانيا.

ويقيم حوالى 2.9 مليون شخص من أصول تركية في ألمانيا، يحمل أكثر من نصفهم (1.5 مليون) الجنسية التركية.

كما تضم ألمانيا كذلك عدداً كبيراً من اللاجئين السوريين، خصوصاً منذ قررت المستشارة السابقة أنغيلا ميركل فتح الحدود عامي 2015 و2016.

وبحسب الدائرة الألمانية للهجرة واللاجئين، "يقيم حالياً نحو 924 ألف سوري في ألمانيا بعدما كانوا نحو 118 ألفاً نهاية 2014".

بيوت منكوبة ونهب

وأوقف ما لا يقل عن 48 شخصاً للاشتباه في قيامهم بأعمال نهب في ثماني محافظات تضررت جراء الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا الاثنين الماضي، وفق ما نقلت وكالة أنباء الأناضول الحكومية اليوم.

وذكرت الوكالة أن المشتبه فيهم أوقفوا على ذمة التحقيقات في أعمال نهب ارتكبت على إثر الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجات.

الآمال تتراجع

ومع مرور الساعات، ترتفع حصيلة وفيات الزلزال المدمر في تركيا وسوريا، وتجاوزت حتى اللحظة 25 ألف وفاة، فيما تتواصل جهود الإنقاذ بحثاً عن ناجين على رغم تضاؤل الأمل بعد أكثر من خمسة أيام على الكارثة.

وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أثناء زيارة لمدينة شانلي أورفا جنوب شرقي البلاد، أنه عثر حتى الآن على 21848 جثة في تركيا، فيما أحصت السلطات في سوريا 3553 قتيلاً.

وقال الرئيس التركي، إن الحكومة ستتخذ إجراء ضد مرتكبي جرائم السلب وغيرها في المناطق المتضررة من الزلزال، وذلك مع تسليط الضوء على الوضع الأمني هناك. وأضاف "أعلنا حالة الطوارئ. وهذا يعني أنه يتعين من الآن فصاعداً على المتورطين في النهب أو الخطف أن يعلموا أن قبضة الدولة القوية تتربص بهم".

وكان أردوغان قد ذكر، أمس الجمعة، أن هناك عمليات سلب في بعض المناطق ولم تتضح حوادث الخطف التي أشار إليها. واتجهت الأنظار إلى الوضع الأمني في منطقة الزلزال بعد تعليق الجيش النمسوي مشاركته في عمليات الإنقاذ هناك بسبب ما وصفه المتحدث باسمه بأنه "وضع أمني صعب على نحو متزايد".

وقال أردوغان أيضاً، إن مئات الآلاف من المباني في أنحاء جنوب تركيا لم تعد صالحة للسكن، وإن الدولة ستبدأ عملية إعادة الإعمار قريباً. وأضاف "نعتزم إعادة بناء آلاف المباني. سنبدأ اتخاذ خطوات ملموسة في غضون أسابيع قليلة".

وقالت شركة "كارادينيز هولدينغ" التركية، اليوم السبت، إنها سترسل سفينتين للمساعدات الإنسانية يمكن أن تسع الواحدة منهما لإيواء 1500 شخص للمساعدة في جهود الإغاثة بإقليم هاتاي في جنوب البلاد.

أسوأ حدث تشهده المنطقة في 100 عام

وقال مسؤول المساعدات بالأمم المتحدة مارتن غريفيث، اليوم السبت، إن الزلزال المدمر الذي وقع في جنوب تركيا وشمال غربي سوريا هو "أسوأ حدث تشهده هذه المنطقة في 100 عام".

وأشاد غريفيث خلال إفادة صحافية في إقليم كهرمان مرعش التركي، باستجابة تركيا للكارثة ووصفها بأنها "استثنائية". وعبر لـ"رويترز" عن أمله في أن تصل المساعدات في سوريا إلى المناطق الخاضعة لسيطرة النظام والمعارضة على حد سواء، لكنه قال إن "الأمر لم يتضح بعد".

ووصل المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إلى مطار حلب الدولي، السبت، على متن طائرة حملت 37 طناً مترياً من الإمدادات الطبية الطارئة استجابة للزلزال، وفق ما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا".

وقال غيبريسوس للصحافيين من المطار "إنها إمدادات طبية طارئة تبلغ نحو 37 طناً مترياً" موضحاً أنها "ستسهم في تقديم الدعم الطارئ للأشخاص المتضررين" من الزلزال.

وهذه الزيارة هي الأولى لمسؤول أممي بارز إلى سوريا منذ وقوع الزلزال. وأكد المسؤول الأممي أن منظمة الصحة العالمية ستواصل تقديم الدعم "عبر إحضار مزيد من الإمدادات الطارئة"، مشيراً إلى أن شحنة اليوم هي "الأولى وستليها شحنة أخرى غداً" محملة "بأكثر من 30 طناً مترياً". وشدد على أن المنظمة تعتزم "توفير الإمدادات الطارئة خصوصاً تلك المهمة للتعامل مع الصدمات (التروما) لدى الأشخاص المتضررين من الزلزال".

وأعرب غيبريسوس عن قلقه إزاء تداعيات الزلزال، لا سيما لناحية شل الخدمات الأساسية على غرار المياه. وقال "الناس معرضون لأمراض الإسهال... ومشكلات صحية أخرى خصوصاً مشكلات الصحة النفسية".

ويعتزم غيبريسوس، وفق ما ذكرت وكالة "سانا"، القيام بجولة مع وزير الصحة السوري حسن غباش ومحافظ حلب على بعض المستشفيات ومراكز الإيواء في مدينة حلب التي تضررت بشدة جراء الزلزال.

وقال غباش الذي كان في استقبال مدير المنظمة لصحافيين، "زيارة الدكتور تيدروس لها أهمية كبيرة من نواح عدة، فهو سيطلع أولاً على الواقع وما سببت هذه الكارثة". وتمنى عليه "الاطلاع على واقع المشافي وما ينقصها من تجهيزات"، معولاً على قدرة المنظمة على "إمدادنا بها لتقديم الخدمات الصحية المطلوبة".

واستنزفت سنوات الحرب الطويلة التي تشهدها سوريا منذ عام 2011 المرافق الطبية وأدت إلى دمار عدد كبير منها، خصوصاً في المناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل المعارضة في شمال غربي البلاد.

فتح معبر بين تركيا وأرمينيا لأول مرة منذ 35 عاماً

في الأثناء، فتح معبر بين أرمينيا وتركيا للمرة الأولى منذ 35 عاماً من أجل السماح بمرور مساعدات إنسانية بعد الزلزال الذي ضرب المنطقة، وفق ما أفادت وكالة الأناضول التركية الرسمية، السبت.

وأوضحت الوكالة أن خمس شاحنات محملة بمساعدات لضحايا الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، الإثنين، عبرت معبر أليكان في محافظة إغدير.

ونقلت وكالة الأناضول تغريدة لنائب وزير الخارجية الأرميني فاهان كوستانيان قال فيها إن "المساعدات الإنسانية التي أرسلتها أرمينيا عبرت جسر مرغارا على الحدود بين أرمينيا وتركيا وهي في طريقها إلى المناطق المتضررة من الزلزال".

وبحسب الوكالة التركية، فتح هذا المعبر خصيصاً في عام 1988 لإرسال مساعدات إلى أرمينيا التي تعرضت حينها لزلزال ضرب عاصمتها يريفان وتراوح عدد ضحاياه بين 25 ألفاً و30 ألف قتيل.

ويسود التوتر بين البلدين بسبب رفض أنقرة الاعتراف بمذابح الأرمن على يد الإمبراطورية العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى باعتبارها إبادة جماعية. وتصاعد التوتر بسبب النزاع العسكري بين أرمينيا وأذربيجان العام الماضي حول ناغورنو قره باغ.

انتشال امرأتين على قيد الحياة

 

ويعوق الطقس الشديد البرودة في المناطق المتضررة جهود الإنقاذ ويفاقم معاناة ملايين الأشخاص، غالبيتهم بأمس الحاجة إلى المساعدة. ويحتاج 870 ألف شخص في الأقل بشكل عاجل إلى مواد غذائية في البلدين بعد الزلزال الذي شرد ما يصل إلى 5.3 مليون شخص في سوريا وحدها، وفق ما حذرت الأمم المتحدة.

وانتشل رجال الإنقاذ امرأتين على قيد الحياة اليوم السبت من تحت الأنقاض، بعد أن حوصرتا لمدة 122 ساعة، وفق ما أعلنت السلطات التركية.

وأظهرت صور نشرتها وكالة الأناضول الرسمية للأنباء، إحدى المرأتين اللتين جرى إنقاذهما وتدعى مينيكس تاباك (70 سنة) وهي ملفوفة ببطانية فيما نقلها رجال الإنقاذ إلى سيارة إسعاف كانت منتظرة في إقليم كهرمان مرعش.

وقالت الوكالة إن الأخرى تدعى ما شاء الله جيجك (55 سنة) وانتشلت من بين حطام مبنى منهار في ديار بكر، أكبر مدن جنوب شرقي تركيا.

وقال فؤاد أوقطاي، نائب الرئيس التركي للصحافيين خلال الليل، إن المنقذين انتشلوا 67 شخصاً من تحت الأنقاض في الساعات الـ24 الماضية، في جهود شارك فيها 31 ألفاً من رجال الإنقاذ في جميع أنحاء المنطقة المنكوبة.

وأضاف أن نحو 80 ألفاً يتلقون العلاج في المستشفيات، بينما أصبح 1.05 مليون شخص بلا مأوى بسبب الزلازل وانتقلوا إلى ملاجئ موقتة.

وقال أوقطاي "هدفنا الرئيس هو ضمان عودتهم إلى الحياة الطبيعية من خلال توفير سكن دائم لهم في غضون عام واحد وأن يشفوا من آلامهم في أسرع وقت ممكن".

 

سابع أكثر الكوارث الطبيعية دموية

ومع عدم توفر الطعام لكثيرين في ظروف الشتاء القاسية، تتزايد الأسئلة الموجهة لقادة البلدين حول استجابتهم للكارثة.

وقالت وسائل إعلام رسمية إن رئيس النظام السوري بشار الأسد أجرى أول زيارة معلنة للمناطق المتضررة منذ الزلزال، إذ زار مستشفى في حلب برفقة زوجته أسماء الجمعة.

ووافقت حكومته على توصيل المساعدات الإنسانية عبر الخطوط الأمامية للحرب الأهلية المستمرة منذ 12 عاماً في البلاد، وهي خطوة يمكن أن تسرع من مساعدة ملايين اليائسين.

وفي وقت سابق، قال برنامج الأغذية العالمي إن مخزوناته تنفد في شمال غربي سوريا الذي يسيطر عليه مسلحو المعارضة مع تعقد جهود الإغاثة بسبب حالة الحرب.

ويناقش مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الأسبوع المقبل إمكانية السماح للأمم المتحدة بتوصيل مساعدات إلى شمال غربي سوريا عبر أكثر من معبر حدودي تركي، في خطوة لا تعتقد روسيا أنها ضرورية.

ويصنف الزلزال، الذي بلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر وأعقبته عدة هزات ارتدادية قوية في تركيا وسوريا، على أنه سابع أكثر الكوارث الطبيعية دموية هذا القرن متجاوزاً زلزال اليابان عام 2011 وأمواج المد العاتية (تسونامي) التي أعقبته. وتقترب حصيلة وفيات زلزال الإثنين من 31 ألفاً قتلوا في زلزال هز إيران المجاورة عام 2003. وأودى زلزال قوي مماثل في شمال غربي تركيا عام 1999 بحياة أكثر من 17 ألفاً.

الجيش النمسوي يعلق عملياته الإغاثية

وعلق الجيش النمسوي عمليات الإنقاذ في تركيا صباح السبت، مشيراً إلى "الوضع الأمني" في المكان بعد الزلزال. وقال متحدث في فيينا لوكالة الصحافة الفرنسية "وقعت هجمات بين مجموعات" من دون ذكر مزيد من التفاصيل، موضحاً أن الجنود احتموا في قاعدة "مع منظمات دولية أخرى بانتظار توجيهات".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الحكومة الأردنية أرسلت من جهتها مستشفى ميدانياً يضم أكثر من 100 طبيب وممرض إلى تركيا لمساعدة ضحايا الزلزال، بحسب ما أفاد بيان صادر عن وزارة الخارجية مساء الجمعة.

ونقل البيان عن الناطق الرسمي باسم الوزارة سنان المجالي قوله إن "أربع طائرات تابعة لسلاح الجو الملكي أقلعت الجمعة ناقلة المستشفى الميداني العسكري الأردني الذي تم تحديد موقعه في قرية بازارتشيش في مقاطعة كهرمان مرعش التركية التي تضررت بشكل كبير من الزلزال".

وأوضح أن "القوات المسلحة الأردنية جهزت المستشفى الميداني العسكري الذي يضم طاقماً مكوناً من 108 من الأطباء والممرضين والإداريين، وبسعة 24 سريراً وغرفة عمليات ومختبرات وغرفة عناية حثيثة، إضافة إلى صيدلية وبتخصصات مختلفة".

انتقاد الحكومة التركية

وزار أردوغان الجمعة إقليم أديامان التركي حيث أقر بأن استجابة الحكومة للكارثة لم تكن بالسرعة الممكنة. وقال "على رغم أن لدينا أكبر فريق بحث وإنقاذ في العالم في الوقت الحالي فإن الحقيقة هي أن جهود البحث ليست بالسرعة التي أردناها".

واستغل المعارضون الأزمة لمهاجمة أردوغان الذي سيترشح لفترة رئاسة جديدة في انتخابات مقررة في 14 مايو (أيار)، لكنها قد تتأجل بسبب الكارثة.

ومن المرجح أن يلعب الغضب المتزايد في شأن التأخير في توصيل المساعدات وبدء جهود الإنقاذ دوراً في الانتخابات.

وحتى قبل الزلزال كان ينظر إلى الانتخابات على أنها التحدي الأكبر لأردوغان بعد عقدين على توليه السلطة. ودعا الرئيس التركي إلى الوحدة وندد بما سماه "الحملات السلبية من أجل المصلحة السياسية".

وانتقد كمال كليجدار أوغلو، رئيس حزب المعارضة الرئيس في تركيا، استجابة الحكومة للكارثة. وقال في بيان "الزلزال كان هائلاً لكن ما كان أكبر بكثير من الزلزال هو الافتقار إلى التنسيق والافتقار إلى التخطيط وعدم الكفاءة".

وقالت إدارة الكوارث والطوارئ إن عدد القتلى في تركيا ارتفع إلى 20665 اليوم السبت. وفي سوريا قتل أكثر من 3500 شخص ولا يزال هناك كثيرون تحت الأنقاض.

الأمل وسط الأنقاض

وتعمل فرق من عشرات الدول ومنقذون ليلاً نهاراً وسط أنقاض الآلاف من المباني المنهارة لانتشال الناجين المدفونين تحت الأنقاض.

وفي درجات حرارة شديدة البرودة، يدعو المنقذون إلى التزام الصمت على نحو مستمر لإصغاء السمع والتقاط أي أصوات ناجين من بين أكوام الخرسانة المنهارة.

وفي منطقة سامانداج بتركيا، جثم رجال الإنقاذ تحت ألواح خرسانية وانتشلوا طفلاً رضيعاً يبلغ من العمر 10 أيام.

وكانت عينا الطفل ياجيز أولاس مفتوحتين على اتساعهما، ودثره رجال الإنقاذ ببطانية ونقلوه إلى مستشفى ميداني. وأظهرت مقاطع مصورة عمال طوارئ ينقلون والدته على محفة وهي في حالة من الذهول والشحوب.

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار