بمجالات مختلفة عن الكتابة والتأليف وفي مناطق أخرى بعيدة من منصات توقيع الكتب، حضرت المرأة في معرض جدة للكتاب 2022، إذ خصص المنظمون جلستين حواريتين، تتحدث فيهما عن تجاربها البرلمانية والدرامية.
وفي جلسة بعنوان "المرأة في الشورى"، سردت عضو الشورى السابقة سلوى الهزاع رحلتها داخل أروقة المجلس، التي بدأت قبل عقد من الزمن على دخول المرأة المجلس بشكل رسمي، وتعيينهن عضوات بواقع 30 سيدة.
وقالت الهزاع، "بدأت المرأة السعودية العمل في المجلس منذ عام 2002، حين جرى تعيين عديد من السيدات في اللجان الاستشارية بالمجلس بقرار من الملك عبدالله بن عبدالعزيز حين كان ولياً للعهد. وفي تلك الفترة الممتدة من 2002 إلى 2004 كنا نحضر جميع جلسات المجلس من واقع عملنا كمستشارات من خلف الستار لخصوصية تلك المرحلة".
وأوضحت أن مستشارات البرلمان السعودي شاركن في اجتماع البرلمان الدولي في جنيف، الذي انضم إليه مجلس الشورى السعودي في تلك الفترة، مشيرة إلى أنه "بعد 10 سنوات من عمل المرأة في اللجان الاستشارية للمجلس، صدر قرار مشاركتها في مجلس الشورى كعضو رئيس بدلاً عن منصبها السابق في الاستشارات".
وأوضحت الهزاع، "أن أول فترة في عمل المرأة داخل المجلس واجهت عدداً من الصعوبات لعدم وجود من يرشدهن في مهامهن الجديدة، إذ كان عمل المرأة في الشورى ثقافة جديدة على المجتمع، وأيضاً على أعضاء الشورى، الذين كانوا السند لهن في تلك المرحلة ومن خلال دعمهم استطاعت المرأة النجاح في عملها الجديد".
230 قراراً
وعن مساهمة المرأة في مجلس الشورى، قالت عضو مجلس الشورى عالية دهلوي، إنها خلال فترة عملها قدمت 230 قراراً لدعم المرأة في بيئة العمل وتعديل وبناء الأنظمة. لافتة إلى أن الدورة السابعة للمجلس بدأت مع بداية برنامج تمكين رؤية 2030، وكان العمل كبيراً والتحديات كثيرة، لتحقيق تمكين المرأة، الذي ارتكز على ثلاثة محاور كانت صعبة تطلبت كثيراً من الجهود، وهي مرحلة وجود المرأة في سوق العمل، والمساهمة في تعديل نظام المرور قبل السماح بقيادة المرأة، وحقوق المرأة، فيما كان المحور الثالث يتمثل في تمكين المرأة في المناصب القيادية.
وفي السياق ذاته، وصفت عضو مجلس الشورى السابقة، لينا المعينا، الدورة السابعة من مجلس الشورى بـ"مرحلة القرارات السريعة، التي أتت بعد سبعة أشهر من إعلان رؤية 2030"، مؤكدة أن "جميع القرارات التي صدرت ما كان لها أن تكون بهذا المستوى من التنفيذ لو لم تواكبها قرارات التمكين". مستشهدة بقرار منع التحرش الذي أسهم في حماية المرأة والطفل وكل أفراد المجتمع، الذي كان له الفضل في نجاح قرار قيادة المرأة.
القوى الناعمة
وشددت المعينا على تأثير القوى الناعمة في تصحيح الصور السلبية لدى المجتمعات الغربية عن بلادها، موضحة "أن برنامج الابتعاث والميديا واستضافة المهرجانات العالمية كان لها الجانب الفعال في تقديم الصورة الحقيقية لمجتمعنا".
وقالت المعينا "إن الطريق ما زال طويلاً لتصحيح الصورة النمطية عن السعودية عموماً والمرأة خصوصاً، لكن القوى الناعمة لديها القدرة على تسريع تغير تلك الصورة النمطية". لافتة إلى مدى التغير الكبير في الصورة الذهنية لدى البرلمانات الغربية، "بعد أن كنا في مرحلة دفاع في الدورة السابقة، لتصحيح الصور النمطية عن المرأة في الداخل لم يطرح علينا أي سؤال عن وضعها في آخر زيارات اللجان البرلمانية".
المرأة والدراما
وبعيداً من مشاركة المرأة السعودية في الحياة السياسية، خصص معرض الكتاب في جدة جلسة حوارية تمثل المرأة محورها الرئيس، لكن في مجال الدراما والتمثيل. وأشارت الفنانة المصرية يسرا في جلسة حملت عنوان "صورة المرأة العربية في الأعمال الدرامية"، إلى أن قضايا المرأة في الدراما "أوصلت رسائل مهمة إلى المسؤولين في الدول العربية. وحققت نتائج مهمة في الانتصار للمرأة بالمجتمعات التي تسلب حقوقها". لافتة إلى أن غالبية الأفلام والمسلسلات تنحصر في حدود 30 قضية تتنوع بين المرأة في بعض الأحيان والرجل في أحيان أخرى.
مراجعة القوانين العدلية
من جانبها، قالت الفنانة المصرية شيماء سيف، "هناك جوانب حقيقية سوداء في المجتمع، ويجب تسليط الضوء عليها من خلال الدراما، إذ إنها قادرة على مراجعة القوانين العدلية، وتصل إلى تغييرها في حال أصبحت قضية رأي عام"، مشيرة إلى أنها تطمح مستقبلاً في تمثيل دور يركز على العنوسة، لإظهار الجانب الإيجابي للنساء اللاتي لم يحالفهن الحظ بالزواج لأي سبب كان، لأن هذه القضية لم تنل حقها في الدراما.
يذكر أن الدورة الحالية من معرض جدة للكتاب هي الأولى التي تنظمها هيئة الأدب والنشر والترجمة منذ نقل اختصاصات معارض الكتاب إلى وزارة الثقافة، لتأتي كثالث المعارض التي نظمتها الهيئة في عام 2022 ضمن مبادرة "معارض الكتاب"، التي تهدف إلى التوسع في إقامة معارض الكتاب في البلاد.