مع وجود آلاف الأعذار التي يمكن الإختيار بينها، فإن اختلاق سبب لوقف ممارسة التمارين الرياضية يكون أحياناً أسهل من الذهاب إلى النادي الرياضي.
ولحسن الحظ، يُعدّ ضعف الحافز مشكلة عالمية في ما يتعلق بممارسة التمارين، حتى بالنسبة إلى أولئك الذين يواظبون على الذهاب إلى النادي الرياضي أو يتدربون تحت إشراف مدربين شخصيين.
وفي محاولة لجمع اقتراحات بشأن كيفية المحافظة على الإلتزام بأهداف اللياقة البدنية والإستمرار في التدريب، سألنا مدربين شخصيين عن أسباب بقائهم متحمسين، وكيف يستطيعون إبقاء زبائنهم متحمسين أيضاً.
قال كريس ماتسوي، وهو متخصص في التدريب على الأداء في مركز "فيوجن بيرفورمانس تريننغ"، لصحيفة الاندبندنت "أعرف أنه إذا لم أمارس التمارين، فإن جسمي سيبدأ بالإنهيار ويزداد سوءاً".
"وعلى الرغم من شعوري بالتعب (اقرأ أنها تعني عذراً)، أواظب على الذهاب إلى النادي ثلاث مرات في الأسبوع على الأقل".
وماتسوي يعرف جيداً أن كل تمرين سيكون مفيداً، وإن لم تبذل قصارى جهدك.
وقال "هذا لا يعني أن كل تمرين تقوم به ناجح. إلا أنه كافٍ لإفراز العرق وجعل جسمك يشعر بالتحسن".
أما في ما يتصل بزبائنه، فقد أخبرنا أنه يذكّرهم بأنّ التمارين القصيرة حتى، التي لا تتجاوز مدتها 20-30 دقيقة، قد تكون ذات "تأثير في أهدافهم على المدى البعيد".
كما نصح ماتسوي "لا نملك جميعاً الوقت الكافي لممارسة التمارين 90 دقيقة كاملة، لذا علينا بذل أفضل جهد في التمرين والقيام بما يمكننا فعله إلى أن يتوفر لدينا الوقت في المرة المقبلة".
حتى تمرين مدته دقيقتين قادر على احداث فرق، حسب ما استنتج باحثون من "جامعة فيكتوريا" في أستراليا. قد يكون له التأثير نفسه الناتج من تمرين متوسط الجهد يدوم نصف ساعة.
تستخدم بينجي تايغر، وهي مدربة شخصية في نادي "أورنج ثيوري" في ولاية فلوريدا، مظهرها الخارجي محفزاً رئيساً لها.
وقالت "أشعر بالإندفاع دائما نظراً إلى إهتمامي بأن يبدو جسدي رشيقاً طوال الوقت. فطالما رأيت أشخاصاً أجسادهم رائعة على وسائل التواصل الاجتماعي وأردت أن يكون لديّ جسد مثل أجسادهم".
وعلى الرغم من تحقيقها أهدافها، ما زالت تستخدم مواقع التواصل الإجتماعي دافعاً لأن تصبح أفضل.
كثيراً ما تلام مواقع التواصل الإجتماعي لإعطائها إنطباعاتٍ سيئة في ترويجها لأجسام غير صحية أو تلك التي لا يمكن الحصول عليها، إلا أن دراسة أُجريت عام 2015 أظهرت أن "التأثير الاجتماعي للأصدقاء على الإنترنت" قد يكوّن في الواقع دافعاً لبعض الأشخاص كي يمارسوا مزيداً من التمارين.
في محاولتها تحفيز زبائنها، تعمل تايغر على تذكيرهم بمنجزاتهم وقوتهم المتزايدة.
وقالت "إذا لم يشعروا بالرغبة في التمرّن أو بأنهم استنزفوا كل طاقاتهم، فإنني أخضعهم لتمرينات كانوا يظنون أنها صعبة حين بدأوا بممارسة الرياضة في المرّة الأولى". وأضافت: "في العادةً، يكوّن هذا دافعاً لهم لأنه يوفر الدليل على تقدمهم".
كذلك تنصح الزبائن بأن يجدوا شخصاً يمتلك حافزاً مماثلاً لمشاركتهم في التمارين في الأيام التي لا تدرب هي فيها.
وأضافت "ربما يجعل هذا من ممارسة التمارين نشاطاً لطيفاً".
وقال لنا روب أريجا المدرب في نادي "إكوينوكس" أنه يذكر نفسه بإستمرار بأن "يكون أفضل مما كان عليه في الأمس" كي يحافظ على نشاطه.
وأضاف أن ذلك الدافع البسيط كافٍ لجعله يتوجه إلى النادي الرياضي دوماً.
كما أنه يشجع زبائنه على أن يكونوا "منافسين لأنفسهم".
وقال "أذكرهم بأنهم يسعون جاهدين كي يكونوا في أفضل حالاتهم، وأنهم هم وحدهم من يستطيع القيام بذلك".
حتى عندما يفشل هذا الأسلوب في بعض الأحيان، يطلب أريجا من زبائنه أن يستريحوا بعض الوقت، إذ لا بأس من التغيّب عن التمارين الرياضية في بعض الأحيان.
© The Independent