Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بريطانيا تخوض "صراع الفحم" لإبقاء "مصابيح الشتاء" مضاءة 

استوردت أكثر من 5.5 مليون طن في 10 أشهر وسط تنديد بيئي ومحللون: تحسباً لـ"السيناريو الأسوأ"

منذ اندفاع المملكة المتحدة نحو الغاز في التسعينيات انخفضت حصة الفحم في توليد الكهرباء إلى النصف (أ ف ب)

أدى ارتفاع أسعار الغاز الناتج من الحرب في أوكرانيا إلى إجبار المملكة المتحدة على مضاعفة وارداتها من الفحم لإبقاء الأنوار مضاءة خلال فصل الشتاء

ويأتي الاستخدام المتزايد للطاقة المولدة بالفحم في البلاد بعد سنوات من تحول البلاد إلى محطات الطاقة التي تعمل بالغاز ومصادر الطاقة المتجددة. 

وتظهر الأرقام من "كبلر" وهي شركة لتحليل السلع الأساسية أن أكثر من 560 ألف طن من الفحم وصلت الشهر الماضي إلى الموانئ البريطانية، مقارنة بـ291089 طناً وصلت في أكتوبر (تشرين الأول) 2021، بزيادة قدرها 93 في المئة. 

وفي الأشهر العشرة الأولى من هذا العام استوردت المملكة المتحدة أكثر من 5.5 مليون طن من الفحم، وهو ما يتجاوز بالفعل 4.2 مليون طن طوال عام 2021 بأكمله. 

الصراع على الفحم

وقال فيكتور كاتونا كبير المحللين في "كلبر" إن الطلب المتزايد على الفحم يرجع إلى ارتفاع أسعار الغاز بالجملة، كما أنه مع غياب خيار حرق زيت الوقود في الوقت الحالي فإن الفحم هو الخيار الأفضل إلى حد كبير على رغم أنه الأكثر تلويثاً. 

وأضاف "مع أسعار الغاز الراهنة يعد الاعتماد على الغاز الطبيعي لتوليد الطاقة منطقة محظورة على أي شخص يمكنه التبديل بين أنواع الوقود". 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في حين تشير مضاعفة واردات الفحم لشهر أكتوبر إلى أن المملكة المتحدة تسرع عمليات الشراء مع اقتراب فصل الشتاء. وأظهرت البيانات الرسمية لوزارة الأعمال والطاقة والاستراتيجية الصناعية في الفترة من أبريل (نيسان) إلى يونيو (حزيران) أن الزيادة السنوية كانت 44 في المئة فقط. 

يشار إلى أن الفحم الإضافي الذي يتدفق إلى المملكة المتحدة هو الفحم الحراري الذي يتم حرقه لتوليد البخار المستخدم لتوليد الكهرباء بدلاً من فحم الكوك المستخدم في صناعة الحديد أو الفولاذ. وكان معظم الفحم يصل إلى موانئ بلفاست وإمينجهام. 

وفي صراعها على الفحم، تستورد المملكة المتحدة من دول لم تتاجر معها من قبل. فلم ترسل موزمبيق الفحم إلى بريطانيا من قبل لكنها كانت ثاني أكبر مصدر للفحم إلى المملكة في سبتمبر (أيلول) بعد الولايات المتحدة. 

إدانات بيئية 

من جانبها دانت المجموعات البيئية زيادة الواردات. وقالت إن المملكة المتحدة لديها فرصة للابتعاد عن الملوثات. وقال لويس ويلسون من منظمة "غلوبال ويتنيسغير" الحكومية لصحيفة "الصنداي تايمز"، "بدلاً من استبدال بالوقود الأحفوري الروسي فحماً أكثر تلويثاً، وضرب الرأس في الجدار نفسه على أمل زوال الصداع، يجب على الحكومة الاستثمار في عزل المنازل ومصادر الطاقة المتجددة". 

وقال محللون إن بعض الواردات ستصبح تخزيناً قبل حلول طقس الشتاء البارد. 

وأوضح لو روبرتس مدير الأبحاث بفريق نقل الفحم في " أي 3 جي"، أن المملكة المتحدة عززت مخزونها من الفحم في حال "السيناريو الأسوأ" للطلب الزائد خلال فصل الشتاء.

وأضاف "لن يتم حرق هذا الفحم إلا إذا لم يكن هناك ما يكفي من الرياح أو إمدادات الطاقة الشمسية أو الغاز، وقد يكون هناك يوم أو يومان خلال فصل الشتاء قد يتطلب تشغيل محطات توليد الطاقة بالفحم، ولكن هذا قد لا يحدث، لذلك قد ينتهي بنا الأمر ببقاء هذا الفحم هناك وعدم حرقه".

صدمات وفشل

منذ اندفاع المملكة المتحدة نحو الغاز في التسعينيات انخفضت حصة الفحم في توليد الكهرباء إلى النصف، وحالياً هناك ثلاث محطات فقط تعمل بالفحم. وقال توني لودج المحلل في مركز دراسات السياسة إن اعتماد المملكة المتحدة على الغاز جعلها عرضة للصدمات. 

وأضاف "مطالبة محطات الطاقة التي تعمل بالفحم والبالغ عمرها 50 عاماً بالبقاء لمدة سنتين إلى ثلاث سنوات أخرى على أمل أن تختفي أزمة الطاقة علامة على فشل سياسة الطاقة الوطنية". 

ودعا لودج الحكومة إلى ضرورة أن يكون لديها مزيج طاقة أكثر توازناً من شأنه أن يجعل المملكة المتحدة أقل عرضة للصدمات. 

 وكان الاضطراب في أسواق الطاقة بسبب الحرب في أوكرانيا قد أدى إلى تأخير خطة المملكة المتحدة لإنهاء استخدام طاقة الفحم بحلول عام 2024. وفي مايو (أيار) طلب كواسي كوارتنغ وزير الأعمال آنذاك من المديرين التنفيذيين للشبكة الوطنية العمل مع مالكي محطات الطاقة البريطانية الثلاث المتبقية لتفعيل محطات الفحم لضمان أمن الطاقة لفصل الشتاء.

وفي الشهر الماضي، أعلنت شركة" يونيبير أس أي" التي تمتلك محطة توليد الطاقة بالفحم "راتكليف-1" في مقاطعة نوتينغهامشير، أنها ستبقي المحطة مفتوحة لتأمين الطاقة الشتوية، على رغم خطط إغلاقها هذا العام. 

المزيد من البترول والغاز