Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"بانيبال" تودع قراءها بعد 25 عاما من تقديم الأدب العربي بالإنجليزية

مارغريت أوبانك كتبت بياناً عن المشروع والمجلة تنطلق باللغة الإسبانية في صيغة مماثلة

الناشرة البريطانية مارغريت أوبانك تتحدث عن "بانيبال" في معرض فرانكفورت (أرشيف المجلة)

دأبت مجلة "بانيبال" طوال 25 عاماً على الصدور، حاملة مع كل عدد باقة من النصوص العربية، الشعرية والسردية والنقدية، بالترجمة الإنجليزية، متوجهة بها الى القراء الأنغلوفونيين في العالم، معرّفة إياهم بعيون الأدب العربي الحديث، وبالشعراء والروائيين والقاصين، ومخصصة لهم ملفات ثرية هي أشبه بمراجع فريدة يحتاجها النقاد والباحثون في الغرب.

لا تحصى المقالات والنصوص والقصائد التي ترجمتها مجلة "بانيبال" الرائدة خلال النصف قرن، ولا الحوارات التي أجرتها مع كبار الكتاب والشعراء، ولا الملفات التي أعدتها، وقدمت عبرها أجمل صورة للأدب العربي وأصدقها ، خصوصاً في الحقبة التي خضع فيها هذا الأدب لتأويلات غربية منحرفة وغير عادلة، جراء انتشار ظاهرة الأصولية الإسلامية والظلامية والإرهاب الفكري الذي تمثلت ذروته في انفجار الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) عام 2001.  ولدت مجلة "بانيبال" التي كان وراءها الناشرة البريطانية مارغريت أوبانك والكاتب العراقي صموئيل شمعون، وقد انطلقا بمشروعهما الفريد في لندن عام 1998 وفي يقينهما أنهما سيواجهان صعوبات كثيرة، في مقدمها تكاليف الإنتاج والتمويل. وعلى رغم الحواجز المادية التي اعترضتهما وغياب الدعم المالي، مضيا في تحقيق هذا الحلم ومعهما مترجمون وكتاب ونقاد ساهموا متطوعين في مد أعداد المجلة بالترجمات والمقالات والنصوص.

 

وعدداً تلو آخر فرضت المجلة نفسها بصفتها النافذة الوحيدة التي يطل منها الأدب العربي، في كل تياراته وهوياته، على قراء الإنجليزية في العالم أجمع. وكانت منبراً حقيقياً للحوار بين الآداب العربية والآداب العالمية، انطلاقاً من مبدأ حرية الرأي وإحياء الحوار الثقافي بين العالم العربي والغرب الأنغلوساكسوني. وفازت مجلة "بانيبال" بجائزة الشيخ زايد التي كانت بمثابة دعم لها ولمنشوراتها وكتبها التي تصدرها بالتتالي، ومنها روايات ودواوين ومختارات ادبية بالترجمة الإنجليزية. وكانت المجلة أنشأت في 2006، جائزة "بانيبال - سيف غباش" للترجمة، بدعم من مؤسسة "بانيبال للأدب العربي" وبإدارة الرابطة البريطانية للكتّاب.

وبينما كانت تتهيأ المجلة للتوقف، اختارت خوض مشروع جديد، عبر إطلاق نسخة بالإسبانية من "بانيبال"، مواصلة مغامرتها ولكن عبر التوجه إلى قراء الإسبانية في العالم. وصدر عددها الأول في مارس (أذار) 2020، مرسخاً هوية المجلة وحلم مارغريت أوبانك وصموئيل شمعون. والأمل أن تواصل المجلة هذا المشروع متخطية أي صعوبات مادية.

 

وغداة اعلان قرارها بالتوقف عن الصدور بعد 25 عاماً، كتبت الناشرة مارغريت أوبانك نصاً بديعاً هو بمثابة بيان وداع، عرضت فيه ظروف صدور المجلة وأبعادها وخصوصية هذا المشروع الفريد. وهنا نص البيان.

بيان وداعي

 "تأسست مجلة "بانيبال" رداً على النقص الفادح في ترجمة الأدب العربي إلى اللغة الإنجليزية. ومنذ انطلاقة المجلة، ظلّت مستقلة تماماً، واعتمدت طوال فترة إصدارها على الجهود الفردية لشخصين عزما على ملء هذا الفراغ، وسدّ الفجوة القائمة بين الأدبين العربي والعالمي، وإرساء قاعدة من القراء الذين يحبّون الأدب العربي ويقدرّونه.

لطالما تمتّعنا، في ظل غياب الاعتبارات التجارية، بالحرية المطلقة ليظلّ الأدب شغلنا الشاغل فحسب. وقد زّينت غلاف العدد الأول من "بانيبال" لوحة رائعة بريشة الفنان يوسف عبدلكي تميزت بخطوطها الفريدة التي شكلت جزءاً من هوية المجلة، والتي أصبحت في ما بعد شعار جائزة "سيف غباش - بانيبال" للترجمة. وغني عن البيان إن "بانيبال" حققت، خلال خمسة وعشرين عاماً، إنجازات عديدة في مجال ترجمة الأدب العربي إلى اللغة الإنجليزية - ومن الإنجليزية إلى لغات أخرى، حتى بات يمكننا تأريخ حركة ترجمة الأدب العربي المعاصر إلى اللغات الأخرى، بــ ما "قبل بانيبال وبعدها".

عملنا بصورة يومية طوال الـخمسة والعشرين عاماً الماضية، بمعيّة فريق صغير جداً من غير المتفرغين والمتطوعين. أما الأعمال الكثيرة الرئيسية التي تشمل التحرير والإدارة، والشؤون المالية، والتوزيع والإعلان والتسويق، وغيرها من المهام، فكانت من نصيبي أنا وصموئيل، وكنا نمتلك الطاقة والقدرة الجسدية والحماسة والقناعة التامة في العمل الذي أديناه بشغف أعاننا على إصدار المجلة، عدداً بعد عدد، طوال ربع قرن.

 

كنا، ما إن نصدر عدداً جديداً من المجلة، حتى نبدأ بالتخطيط والإعداد للعدد التالي، وكانت تنهال علينا دائماً كمية كبيرة من الأعمال الأدبية العربية الجديرة بالترجمة، ويمكننا أن نقول بحق إن شغفنا بالأدب العربي المعاصر هو الذي أدام طاقتنا اليومية طوال تلك السنوات.

هل انتهى دور المجلة؟ قطعاً لا. فالأدب العربي يحتاج دائماً إلى مجلة مثل "بانيبال"، لا بل يحتاج إلى أكثر من "بانيبال". وها نحن نختتم عملنا بالعدد 75 من المجلة، لا لأنها لم تعد ضرورية، بل لأننا، أنا وصموئيل، وبصفتنا العاملين الرئيسيين فيها، لم نعد قادرين على مواصلة العمل، مؤمنين في الوقت نفسه بضرورة ضخّ دماء جديدة من الشباب الذين يتمتعون بالحماسة نفسها التي رافقتنا خلال هذه الرحلة، نحن وجميع من عمل معنا منذ صدور العدد الأول في فبراير (شباط) 1998.

لم نشكُ أو نتذمر يوماً من قصور المؤسسات الثقافية العربية تجاه المجلة، وعدم تجاوبها معنا، وغياب دعمها لترجمة الأدب العربي إلى لغات أخرى، مع أننا ندرك تماماً أن ذلك يجب أن يكون من أساسيات رسالة ومهام تلك المؤسسات. في النهاية، يحدوني، ورفيق رحلتي صموئيل، السعادة والفخر البالغين، بما أنجزناه منذ عام 1998حتى يومنا هذا. هكذا هي الحياة، وهذه النهاية الحتمية لرحلة حافلة بالاكتشاف والعطاء. لقد أدينا واجبنا على أكمل وجه. وداعاً، وشكراً لكم".

العدد الأخير

أما العدد الأخير والوداعي من مجلة "بانيبال"، ورقمه 75، خريف 2022، فتضمن المواد الآتية: ملف قصير كتحية للفنان الأرمني العراقي الراحل أرداش كاكافيان، شارك فيه فاروق يوسف وشيرين أحمد مرسي.شهادة أدبية للكاتبة اللبنانية نجوى بركات بعنوان "في أن الكتابة امتحان ومحنة" (ترجمة نانسي روبرتس). "الكتابة في الصندوق" مقالة للكاتب الفلسطيني أنطون شماس، عن تجربته في ترجمة "المتشائل" إلى العبرية. شرفة ابن رشد، للكاتب المغربي عبد الفتاح كيليطو (ترجمة نادية نعمة وكريستينا ثيفانتوس.

أربع قصص قصيرة: "الراعي" للكاتب الكندي اللبناني راوي حاج. "اسمي سليماني" للكاتبة الأردنية جميلة عمايرة (ترجمة سميرة قعوار)، "القمائر" للكاتبة السودانية آن الصافي (ترجمة بيكي مادوك)، "عناقيد البشر" للكاتب القطري جمال الفايز (ترجمة يونس البوستي)، فصل من رواية "الجنة أجمل من بعيد" للكاتبة اللبنانية كاتيا الطويل (ترجمة نانسي روبرتس)، فصل من رواية "البحث عن عازار" للكاتب السوري نزار آغري (ترجمة پول ستاركي)، قصائد للشاعرين، العراقي وليد هرمز والمصرية منة أبو زهرة (ترجمها رافائيل كوهين).

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

مقاطع من كتاب "مقهى ريش – عين على مصر" للكاتبة الإماراتية ميسون الصقر، الفائزة بجائزة الشيخ زايد للكتاب للعام 2022، فرع الآداب. قصتان "الديسكو الأفرو- فلسطيني" و"ذات يوم جميل تكتشف بأنك عربي" للكاتب أمير زومر (ترجمة عن العبرية جيسيكا كوهين). وفي باب "أدب السجون" نشرت المجلة نصاً للكاتب السوري ثائر الديب بعنوان "الكتابة من شحم القلب" (ترجمة جوناثان رايت). ونشرت المجلة المقدمة التي كتبها الشاعر السوري جعفر العلوني للطبعة الإسبانية من كتاب "أدونيادا" للشاعر أدونيس.

وفي باب عروض الكتب، نشرت المجلة المقالات التالية: ترينو كروز كتب عن ديوان "الأفعوان الحجري" للشاعر نوري الجراح (ترجمة كاثرين كوبهام). سوزانا طربوش عن رواية إبراهيم الكوني "كلمة الليل في حق النهار" (ترجمة نانسي روبرتس) جوسلين ميشيل ألمايدا، كتبت عن ديوان "ناس الماء" للشاعرة اللبنانية الفرنسية فينوس خوري غاتا (ترجمة مارلين هاكر)، ستيفاني پيتيت، كتبت عن رواية "مستر نون" للكاتبة اللبنانية نجوى بركات (ترجمة لوك ليفغرين). هانا سومرفيل كتب عن كتاب "لا طواحين هواء في البصرة" للكاتب العراقي ضياء الجبيلي (ترجمة تشيپ روسيتي). ستيفن واتس كتب عن مجموعة شعرية بعنوان "ستيغما" للشاعر العراقي ياسين غالب. (ترجمة الشاعر).  فايز غالي كتب عن رواية نهاية الصحراء للكاتب الجزائري سعيد خطيبي، عمار المأمون كتب عن رواية كاتيا الطويل "الجنة أجمل من بعيد".سارة سليم كتبت عن رواية "فيلا  الفصول الأربعة" للكاتب الجزائري إبراهيم سعدي.

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة