ضرب زلزال قوته 7.1 درجة جنوب ولاية كاليفورنيا الأميركية، مساء الجمعة، بعد أقل من يومين على هزة أرضية قوية في المنطقة نفسها، ممّا تسبّب في تسرّب للغاز واندلاع حرائق وتدمير جزئي لأحد الطرق السريعة وأضرار بعدد من المباني وبعض الإصابات.
ومن الممكن أن تتّسم الهزة الجديدة بقوة تدميرية أكبر بـ 11 مرة من تلك التي ضربت منطقة ريدجكريست، صباح الخميس، على بعد نحو 240 كلم شمال شرقي لوس أنجليس، وبلغت شدّتها 6.4 درجة على مقياس الشدة الآني، مسببةً إصابة أشخاص بجروح طفيفة واندلاع بعض الحرائق وانقطاع التيار الكهربائي، من دون تسجيل أي تسرّب للغاز. وضربت المنطقة، منذ صباح الخميس، هزّات ارتدادية بدرجات متفاوتة.
"الزلزال الأكبر"
وفيما لم تتوافر حتى الساعة معلومات عن الخسائر، قالت إدارة الإطفاء في منطقة سان برناردينو، القريبة من مركز الهزة الأرضية، في تغريدة على تويتر، إن "بيوتاً تحركت وأساسات تشقّقت وجدراناً حاملة انهارت"، ذاكرةً سقوط جريح بإصابة طفيفة. وأضافت أن "التقارير الأولية تتحدّث عن أضرار أكبر" من تلك التي نجمت عن زلزال الخميس.
وأثار الزلزالان المتتاليان، اللذان شعر بهما سكان لاس فيغاس في ولاية نيفادا المجاورة، مخاوفَ من شبح "الزلزال الأكبر" المدمّر، الذي يُخشى وقوعه في الغرب الأميركي. لكن خبيرة الزلازل لوسي جونز، من معهد التكنولوجيا في كاليفورنيا، أوضحت أن الزلزالين وقعا "على الشقّ نفسه"، لكن ليس على صدعِ سانت أندرياس الذي يُمكن أن يسبّب "الزلزال الأكبر". ورجّحت بقوة حدوث هزات ارتداديةٍ كبيرة في الأيام المقبلة، مضيفةً أن فرص حصول زلزال، خلال الأسبوع، تبلغ شدّته ست درجات أو أكثر تبلغ 50 في المئة، وزلزال شدته سبع درجات أو أكثر 10 في المئة.
الزلزال الأقوى منذ 25 عاماً
وبعدما اعتُبر زلزال الخميس الأقوى في كاليفورنيا منذ عام 1999، ذكرت صحيفة "لوس أنجليس تايمز" أن زلزال الجمعة أقوى من زلزال نورثريدج، الذي ضرب الولاية عام 1994، بقوة 6.7 درجة على مقياس الشدة الآني، مسفراً عن سقوط 57 قتيلاً.
هذا واستفادت فرق الإنقاذ من وصول تعزيزات كبيرةٍ بعد ظهر الخميس إلى منطقة ريدجكريست، لمواجهة احتمال حدوث هزة قد تكون مدمّرة. وكانت لوسي جونز تحدّثت الخميس عن احتمال وقوع زلزال أقوى في الأيام المقبلة، قائلةً "لم نرَ بعد أكبر زلزال في هذه السلسلة" من الهزات الأرضية.
وأعلنت شركة "مترولينك" لقطارات السكك الحديدية في لوس أنجليس، على تويتر، أنها أوقفت في الوقت الحالي الخدمات في المدينة، التي يسكنها أربعة ملايين نسمة. غير أن عمليات التدقيق في المطار الدولي لم ترصد أي أضرار، ولم تتأثر حركة النقل الجوي بالزلزال.