الأسهم الأوروبية تنتعش مدعومة بنتائج الشركات

حققت الأسهم الأوروبية مكاسب، بعد سلسلة من التقارير حول أرباح أفضل من المتوقع ساعدت على تهدئة المخاوف من الزيادات السريعة لأسعار الفائدة وتباطؤ اقتصاد منطقة اليورو.
وصعد المؤشر "ستوكس 600" الأوروبي0.5  في المئة مع تعويض قطاعي الإعلام والتكنولوجيا الخسائر في أسهم شركات الكيماويات.
وارتفعت أسهم ساب 3.9 في المئة بعد أن أعلنت عملاق برمجيات الشركات الألمانية عن نمو عائداتها بأسرع من المتوقع للربع الثالث، بينما صعدت أسهم "لوجيتيك إنترناشونال" 4.8 في المئة بعد أن أعادت الشركة المصنعة لأجهزة الكمبيوتر تأكيد توقعاتها للعام بأكمله.
وصعد سهم "يو بي أس" 3.5 في المئة بعد أن تجاوزت الأرباح الفصلية للبنك السويسري توقعات السوق مدعومة بزيادة التدفقات المالية الجديدة.
ومن بين الشركات التي سجلت خسائر "كوفيسترو" الألمانية للكيماويات التي هبطت أسهمها 1.9 في المئة بعد أن خفضت توقعات أرباحها لعام 2022 للمرة الثالثة هذا العام، ملقية باللوم على ارتفاع أسعار الغاز والمواد الخام وسط أزمة الطاقة الأوروبية المتفاقمة.

الاسترليني يرتفع

وارتفع الجنيه الاسترليني، مدعوماً بتحسن شهية المخاطرة في وقت يستعد ريشي سوناك لتولي منصب رئيس الوزراء في بريطانيا، فيما استقر اليورو قبل القرار المتوقع صدوره عن البنك المركزي الأوروبي يوم الخميس برفع سعر الفائدة.
وصعد الدولار قليلاً لكنه لم يبتعد عن أدنى مستوى له في أكتوبر (تشرين الأول)، وسط مؤشرات على أن رفع مجلس الاحتياطي الاتحادي "البنك المركزي الأميركي" لأسعار الفائدة يؤدي إلى تباطؤ أكبر اقتصاد في العالم.

سندات الحكومة

وواصلت سندات الحكومة البريطانية التعافي وعادت السندات لأجل 20 عاماً إلى مستوى لم تصل إليه منذ 23 سبتمبر (أيلول)، وهو اليوم الذي أدت فيه الأجندة الاقتصادية لرئيسة الوزراء السابقة ليز تراس إلى انهيار الأصول المقومة بالاسترليني.
ويتجه الاسترليني لتسجيل أعلى مستوى له هذا الشهر، وارتفع 0.3 في المئة إلى 1.13125 دولار في الساعة 08:25 بتوقيت جرينتش. إلا أن خبراء العملات يتوقعون أن تظل العملة، التي هبطت بأكثر من 16 في المئة مقابل الدولار هذا العام، تحت ضغط.

اليورو يتراجع
أما اليورو فتراجع 0.07 في المئة إلى 0.9866 دولار، لكنه ليس بعيداً من أعلى مستوى له منذ مطلع أكتوبر، بينما يبدو أن البنك المركزي الأوروبي مستعد لرفع أسعار الفائدة 75 نقطة أساس يوم الخميس بهدف كبح التضخم المرتفع.
وصعد مؤشر الدولار، الذي يقيس العملة الأميركية مقابل ست عملات أخرى رئيسية، 0.13 في المئة إلى 112.
واستقر الين عند نحو 149 مقابل الدولار بعد تدخل يُعتقد أن بنك اليابان قام به يومي الجمعة والاثنين.

وأحجمت وزارة المالية عن التعليق على ما إذا كانت قد أمرت بالتدخل في الأيام الأخيرة، على رغم أنها سبق أن أكدت التدخل في سبتمبر فيما كانت أول عملية شراء للين من جانب السلطات اليابانية منذ عام 1998.
وواصلت العملة الصينية التراجع الذي بدأته بعدما أثار اختيار الرئيس الصيني شي جينبينغ لفريق القيادة في مؤتمر الحزب الشيوعي، الذي يتم عقده مرة كل خمس سنوات، مخاوف من إمكانية التضحية بالنمو من أجل التمسك بسياسات تحركها الأيديولوجيات.
وتراجع اليوان في البر الرئيسي إلى أدنى مستوى في 15 عاماً، فيما انخفض في الخارج إلى مستوى قياسي عند 7.3650 للدولار.

استقرار الذهب

وظلت أسعار الذهب من دون تغير يذكر، وسط استقرار الدولار الذي وازن الدعم المحدود للمعدن النفيس من استمرار توقعات إبطاء مجلس الاحتياطي الاتحادي "البنك المركزي الأميركي" لوتيرة رفع أسعار الفائدة.
وتراجع الذهب في المعاملات الفورية 0.1 في المئة إلى 1646.79 دولار للأوقية "الأونصة" بينما انخفضت العقود الآجلة للذهب الأميركي 0.1 في المئة إلى 1652.50 دولار.
واستقر مؤشر الدولار إلى حد ما مع انخفاض اليوان الصيني، مما أدى إلى التخلص من ضغوط توقعات تخفيف الاحتياطي الاتحادي لسياساته المتشددة والاستقرار الأكبر للجنيه الاسترليني مع استعداد ريشي سوناك لتولي منصب رئيس وزراء بريطانيا.
وينافس الذهب الدولار كوسيلة للتحوط ضد التضخم، وتقلل مكاسب العملة من جاذبية الذهب للمشترين حاملي العملات الأخرى.
وتزيد أسعار الفائدة المرتفعة من تكلفة الذهب الذي لا يحقق عائداً، بينما تدعم عوائد الدولار والسندات.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، تراجعت الفضة في المعاملات الفورية 0.7 في المئة إلى 19.12 دولار للأوقية، وتراجع البلاتين 0.3 في المئة إلى 921.63 دولار للأوقية، فيما ارتفع البلاديوم 1.2 بالمئة إلى 1991.27 دولار للأوقية.

تراجع أرباح "أتش أس بي سي" للربع الثالث

إلى ذلك أبلغ بنك "أتش أس بي سي" عن انخفاض بنسبة 42 في المئة في أرباح الربع الثالث قبل خصم الضرائب على خلفية خسائر بيع وحدته الفرنسية وارتفاع القروض المعدومة، لكن دخل الفوائد قفز مع استفادة البنوك من ارتفاع أسعار الفائدة في جميع أنحاء العالم.

وسجل البنك الذي يتخذ من لندن مقراً له ربحاً قبل الضريبة قدره 3.15 مليار دولار للأشهر الثلاثة المنتهية في 30 سبتمبر. وكان هذا أقل من 5.4 مليار دولار قبل عام، ولكنه أعلى بكثير من متوسط ​​تقديرات المحللين البالغ 2.45 مليار دولار التي جمّعها البنك. 

وتضمنت النتائج 2.4 مليار دولار من بيع أعمال البنك في فرنسا، كجزء من استراتيجية أوسع من قبل "أتش أس بي سي" لاستئصال أجزاء من إمبراطوريته التي كانت تمتد على الكرة الأرضية لتعزيز الأرباح. 

واضاف كوين، الذي كان يدير البنك منذ أكثر من عامين، في بيان النتائج أن البنك يهدف إلى "تحقيق هدف عائدات لا يقل عن 12 في المئة اعتباراً من عام 2023 فصاعداً، ونتيجة لذلك، توزيعات أعلى لمساهمينا". 

المؤشر الياباني يغلق مرتفعاً

وارتفعت الأسهم اليابانية، إذ بدأت شركة "نيديك كورب" لصناعة السيارات الكهربائية موسم الأرباح بنتائج قوية وعززت آمال شركات أخرى قد تستفيد من ضعف الين.
وصعد المؤشر في بداية تعاملات 0.51 في المئة فقط لكنه اختتم التعاملات مرتفعاً 1.02 في المئة بينما زاد المؤشر "توبكس" الأوسع نطاقاً 1.06 في المئة.
وكان سهم "نيديك" هو الأفضل أداء على المؤشر "نيكي" حيث قفز 4.97 في المئة، بعد أن سجلت الشركة أرباحاً تشغيلية قياسية في الربع الثاني بدعم من تراجع الين من بين عوامل أخرى.
وانخفضت العملة اليابانية بأكثر من 20 في المئة مقابل الدولار هذا العام ومن بين ذلك تراجعها ستة في المئة خلال الربع من يوليو (تموز) إلى سبتمبر فقط.