في وقت يواجه الرئيس الأميركي دونالد ترمب انتقادات جديدة من ديمقراطيين ونشطاء لطريقة تعامله مع أزمة المهاجرين على الحدود مع المكسيك، غرد على تويتر "إذا كان المهاجرون غير الشرعيين غير راضين عن الأوضاع في مراكز الاحتجاز التي أنشئت أو تجددت على عجل، قولوا لهم ببساطة لا تأتوا. (إنه) حل لكل المشاكل!".
If Illegal Immigrants are unhappy with the conditions in the quickly built or refitted detentions centers, just tell them not to come. All problems solved!
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) July 3, 2019
وتحدث نواب ديمقراطيون ونشطاء في مجال الحقوق المدنية زاروا مراكز احتجاز المهاجرين على الحدود في الأيام القليلة الماضية، عن أوضاع بالغة الصعوبة أبرزها التكدس، ونقص الماء والغذاء وغيرهما من الحاجات الأساسية.
ونشر المفتش العام بوزارة الأمن الداخلي الأميركي يوم الثلاثاء صور مراكز احتجاز في ريو غراندي فالي في تكساس وهي مكتظة بأعداد من المهاجرين تصل إلى ضعف قدرتها الاستيعابية.
والقضاء على الهجرة غير الشرعية كانت جزءاً رئيساً من أجندة ترمب خلال فترته الأولى، بعدما كان هذا الموضوع في لب حملته الانتخابية عام 2016.
وسبق أن كتب ترمب على تويتر "أناسنا في حرس الحدود ليسوا عاملين في مستشفى، ليسوا أطباء أو ممرضين". وأضاف "أهم من أي شيء أنكم تؤدون عملاً عظيماً في حرس الحدود. كثير من هؤلاء الأجانب غير الشرعيين يعيشون الآن حياة أفضل مما كانوا يعيشونها في الأماكن التي أتوا منها وفي أحوال أكثر أمناً بكثير".
وزادت الانتقادات لإدارة الجمارك وحماية الحدود الأميركية بعد تقارير تحدثت هذا الأسبوع عن قيام مسؤولين حاليين وسابقين بنشر تصريحات عدائية مناهضة للمهاجرين، ومهاجمتهم أعضاء بالكونغرس على صفحة خاصة على فيسبوك.
وأمر كيفن ماكالينان القائم بأعمال وزير الأمن الداخلي أمس الأربعاء بالتحقيق في هذه المنشورات، ووصف التعليقات بأنها "مقلقة".
وقال النائب الديمقراطي واكين كاسترو بعد زيارة للحدود هذا الأسبوع إن المحتجزين لم يسمح لهم بالاستحمام منذ أسبوعين، وإنهم محرومون من الدواء ومحبوسون في أماكن صنابير المياه فيها مكسورة.
وأضاف النائب عن ولاية تكساس مخاطباً الصحفيين في مؤتمر عبر الهاتف "من الواضح أن حقوقهم مهملة".
نزاع في المحاكم
ودان البيت الأبيض بشدة أمس الأربعاء حكماً أصدره قاض اتحادي في مدينة سياتل أوقف سعي الحكومة لاحتجاز آلاف من طالبي اللجوء لحين النظر في موقفهم.
وقالت ستيفاني غريشام المسؤولة الإعلامية بالبيت الأبيض في بيان "يمثل القرار حافزاً للمهربين وتجار البشر، ومن شأنه أن يؤدي إلى إغراق نظامنا بدخلاء غير شرعيين".
وعرقل الكونغرس جهود ترمب لتمويل بناء جدار على الحدود الجنوبية. ورفضت محكمة استئناف في سان فرانسيسكو أمس الأربعاء إلغاء حكم يمنع إدارته من استخدام 2.5 مليار دولار مخصصة لمكافحة تهريب المخدرات، في بناء الجدار.
لكن الزيادة القياسية في عدد الأسر، التي جاء معظمها من أميركا الوسطى هرباً من الجريمة والفقر، بدأت تتراجع بسبب تشديد جهود إنفاذ القانون في المكسيك، بحسب مسؤولين في البلدين.
وقالت الحكومة المكسيكية نقلاً عن بيانات أميركية غير معلنة إن عمليات الاعتقال على الحدود تراجعت بنسبة 30 في المئة في يونيو (حزيران) مقارنة بشهر مايو (أيار) بعد حملة تنفذها في إطار اتفاق مع الولايات المتحدة لتجنب رسوم جمركية.
وذكرت الحكومة المكسيكية أنها تعيد مهاجرين من أمريكا الوسطى على متن حافلات اضطروا للانتظار في المكسيك إلى حين النظر في طلبات لجوئهم بموجب سياسة أميركية تعرف باسم (البقاء في المكسيك).
قضية سياسية
ومنذ أن وصل عدد حالات اعتقال المهاجرين إلى أعلى مستوى شهري منذ 13 عاماً في مايو، أصبحت الهجرة كبرى القضايا بالنسبة إلى ترمب والمتنافسين على ترشيح الحزب الديمقراطي لخوض انتخابات الرئاسة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020.
وأضاف ترمب على تويتر أمس الأربعاء "تقوم المكسيك بعمل أفضل بكثير من الديمقراطيين على الحدود. شكرا للمكسيك!".
وقضى السناتور الأميركي كوري بوكر الذي يسعى إلى ترشيح الحزب الديمقراطي له لخوض انتخابات الرئاسة معظم يوم أمس في سيوداد خواريز على الجانب المكسيكي من الحدود للقاء مهاجرين أعيدوا إلى المكسيك إلى حين البت في طلبات لجوئهم.
ورافق بوكر خمس نساء يُعتقد أنهن هربن من العنف المنزلي عبر جسر فوق نهر ريو غراندي وصولاً إلى نقطة الدخول الحدودية في إل باسو في تكساس، حسبما أظهر مقطع فيديو نشره على فيسبوك.
وقال بوكر إن المسؤولين أعادوا النساء عنوة في حين كان ينبغي أن تقبلهن السلطات الأميركية.