Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قصة المتاحف المصرية عبر العصور

يبلغ عددها 77 تتنوع بين الفرعونية والقبطية والإسلامية والمتخصصة للسير الشعبية والشخصيات العامة

الأثار الفرعونية تستحوذ على نصيب وافر من تاريخ المتاحف المصرية  (أ ف ب)

تحظى مصر بإرث حضاري يتمثل في متاحف تضم ثروات تاريخية لحضارات وحقب زمنية متنوعة، ويبلغ عدد المتاحف المصرية 77 بينها 39 تتنوع بين أثرية وإقليمية، كما تعكف الحكومة المصرية على إنهاء الاستعدادات الأخيرة لافتتاح أكبر متحف في العالم ممثلاً في المتحف المصري الكبير، بكلفة تقدر بـ 950 مليون دولار على مساحة 9400 فدان، وفقاً للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء.

نشأة المتاحف المصرية

يقول أستاذ علم المصريات والمتاحف الفرعونية عاطف السيد إن "فكرة إنشاء أول متحف في مصر جاءت مع تأسيس علم المصريات حينما نجح العالم الفرنسي شامبليون في فك رموز حجر رشيد، وظهرت أول نواة متحفية مصرية في بيت صغير أمام بركة الأزبكية القديمة وسط القاهرة، حيث أمر محمد علي باشا عام 1835 بتسجيل الآثار المصرية الثابتة ونقل الآثار الصغيرة بها، وسمي بعد ذلك بمتحف الأزبكية، وتولى رئاسة هذا المتحف الصغير الشيخ رفاعة رافع الطهطاوي، وبعد ذلك جرى تأسيس متحف بولاق كإدارة مركزية وبدأ يستقبل الاكتشافات الأثرية إلى أن تسبب ارتفاع فيضان النيل في غرقه عام 1858".

وأضاف، "في أبريل (نيسان) عام 1897 وضع الخديوي عباس حلمي الثاني حجر الأساس للمتحف المصري قرب ميدان التحرير واكتمل البناء عام 1902، ونقلت إليه الآثار الفرعونية من الأقاليم وافتتح في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) من العام ذاته".

تنوع المتاحف المصرية

فيما يرى نقيب المرشدين السياحيين الأسبق بالأقصر وائل إبراهيم أنه "من الخطأ الظن أن المتاحف قاصرة على الآثار الفرعونية في مصر وحسب، فالبلاد لديها ثروة من المتاحف الأثرية والتاريخية المنوعة التي تعكس الحقب الزمنية التي مرت بها، سواء كانت قبطية أو إسلامية أو متخصصة كمتحف السيرة الهلالية والنسيج، ومتاحف المشاهير كمتحف أم كلثوم وأحمد عرابي وجمال عبدالناصر وغيرهم"، مشيراً إلى "أن السائحين يحرصون على زيارة المتاحف فور وصولهم إلى مصر لأنها أحد منابع الثقافة والتراث الإنساني".

ويذهب الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة محمد أبو الفضل بدران إلى أن المتاحف المصرية أحد ركائز مصر في قوتها الناعمة، لما تعكسه من ذاكرة الأمة المصرية بتراث لا يزال يشغل ألباب الملايين حول العالم، فهناك من تتعدد زيارتهم إلى مصر للتعرف على جوانب من الإرث الحضاري المصري المتمثل في المتاحف والمعابد.

 

 

استراتيجية تطوير

وبدأت وزارة الآثار المصرية عام 2019 تنفيذ استراتيجية جديدة لتطوير المتاحف القومية والإقليمية عبر تجديد سياسة سيناريوهات العرض المتحفي بتوظيف عناصر الجذب والإبهار باستخدام الوسائل التكنولوجية عبر تقنيات الـ "هولوغرام" وتطبيقات الهواتف المحمولة والفيديو.

وفي السياق ذكر الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار مصطفى وزيري أن "الوزارة بدأت منذ أربع سنوات تغيير سياسة العرض المتحفي ليواكب لغة العصر بما يحقق عناصر الجذب والإمتاع والتشويق للزائرين، لذا جرى تزويد المتاحف بأجهزة إرشاد صوتي صديقة للبيئة لتضع الزائر في قصة المتحف بدلاً من مشاهدة معروضات صماء".

وأضاف، "طريقة عرض القطع الأثرية يجري تحديدها طبقاً لما يحقق الإمتاع في السرد القصصي الصوتي للمتحف، فقديماً كان يجري ترتيب القطع الأثرية داخل المتاحف المصرية وفقاً لترتيب العصور، لكن الآن بات يجري ترتيب المقتنيات طبقاً لأحدث نظريات العرض المتحفي بما يركز على الفكرة والقصة التي يرويها المتحف، حتى يحصل الزائر أو السائح على مضمون شمولي حول تاريخ المعروضات وقصص أصحابها".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعن المنظومة الأمنية الخاصة بتأمين المتاحف المصرية قال مساعد وزير الداخلية الأسبق اللواء عادل عبدالعظيم إن "شرطة السياحة والآثار تستخدم سبل التأمين الأمنية الحديثة لحماية المتاحف الأثرية من أخطار السطو المسلح والسرقة، عبر منظومة المراقبة بالكاميرات الدائمة لجميع أركان المتاحف من الداخل والخارج، وفرض حراسات شرطية متناوبة للمتاحف".

وأضاف، "واقعة سرقة 50 قطعة أثرية من المتحف المصري إبان أحداث ثورة 25 يناير عام 2011 كانت مؤسفة ولن تتكرر مرة أخرى بفضل اليقظة الأمنية الممثلة في تجديد استراتيجيات التأمين والحراسة الالكترونية، كما تجري مراجعة سبل الأمن الاصطناعي لحماية المتاحف من أخطار الحرائق والزلازل والسيول".

وأوضح الباحث في علوم المصريات والإرشاد بشار أبوطالب أن "مصر شهدت جيلاً جديداً من المتاحف بالشراكة مع القطاع الخاص، ومتحف الغردقة بمحافظة البحر الأحمر أولها، على مساحة تقدر بنحو 10 آلاف متر ويضم 2000 قطعة أثرية من العصور الفرعونية والإسلامية والقبطية إلى جانب قاعة عرض متحفي مجهزة بأحدث الأساليب".

وأضاف، "إقامة متحف للآثار على أرض مدينة الغردقة يمثل نقلة نوعية في قطاع صناعة المتاحف، فأصبح للسائح أن يجمع بين روافد السياحة الترفيهية والثقافية معاً وفي مكان واحد، كما أن دخول القطاع الخاص سيخلق حالاً من التنافس لتقديم الإمكانات المتطورة كافة بالمتاحف المصرية".

 

 

المتحف المصري الكبير

صمم المتحف المصري الكبير ليكون أحد أكبر المتاحف الأثرية في العالم بعد أن جرى نقل 55500 ألف قطعة أثرية منوعة له من الأقاليم، وتباشر الحكومة المصرية التشطيبات النهائية بالمشروع استعداداً لافتتاحه نهاية العام الحالي بعد أن بلغت نسبة إنجاز المشروع 99 في المئة بحسب وزارة الآثار المصرية.

ويقول رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية محمد عثمان إن "مشروع المتحف المصري الكبير يشكل مجمعاً أثرياً وثقافياً وبحثياً عالمياً أقيم على مساحة 9400 فدان بكلفة 950 مليون دولار، وبمقومات قادرة على أن تجعله على قمة المقاصد السياحية فور افتتاحه الرسمي المنتظر، كما جرى تخطيط المنطقة المحيطة للفندق بشكل شمولي متكامل لتضم ثلاثة فنادق عملاقة تحمل أسماء الأهرامات (خوفو، وخفرع، ومنقرع" إلى جانب منطقة تجارية تضم مولات متجاورة على مساحة 130 ألف متر، مما سيوفر فرص عمل كثيفة للشباب المصري".

وأشار أستاذ علوم المصريات عبدالله الناجي إلى أن "سيناريو العرض المتحفي للدرج العظيم (البهو) بالمتحف المصري الكبير سيتناول أربعة مواضيع، فالأولى الصورة الملكية من خلال عرض تماثيل كاملة ونصفية ضخمة لعدد من الملوك والملكات من عصر ما قبل الحضارة وحتى العصر اليوناني الروماني، بينما سيتناول الموضوع الثاني مفهوم العبادة لدى المصريين القدماء من طريق عرض العناصر المعمارية الخاصة بتخطيط المعابد خلال الدولة القديمة والوسطى والحديثة والعصر المتأخر، كما يتناول الجزء الثالث من الدرج العظيم فكرة تمثيل الملوك مع المعبودات المختلفة من خلال عرض مجموعات من التماثيل بأحجام متنوعة لها، وينتهي الجزء الأخير بتماثيل الملوك أثناء تأديتهم الطقوس والشعائر الدينية والطقسية أمام الآلهة".

وذكر ناجي أن "المتحف سيشهد أول مسلة معلقة على مساحة 30 ألف متر، كما ستعرض للمرة الأولى جميع مقتنيات مقبرة الملك الفرعوني الذهبي توت عنخ آمون في قسم خاص يحمل اسمه على مساحة 7 آلاف متر تضم 5 آلاف قطعة أثرية عبر أكثر 100 فاترينة زجاجية، وسيحظى كل ملك فرعوني بقسم خاص يحكي قصته وبطولاته وعصره".

وأوضح أن الزائر أو السائح لن يستطيع بحال من الأحوال التجول وزيارة المتحف بشكل كامل في يوم واحد على الإطلاق، وخطة المشروع تستهدف إقامة السائح الأجنبي في المنطقة أربعة أيام كحد أدنى لزيارة الأهرامات والمتحف ومنطقة سقارة، مشيراً إلى أن إقامة مطار "سفنكس" قرب المشروع ستسهل وصول الوفود السياحية وتدفقها على مدار اليوم.

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات