في تطور جديد للحرب في أوكرانيا وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، السبت 24 سبتمبر (أيلول)، تعديلات تنص على عقوبة السجن حتى 10 أعوام بحق العسكريين الذين يفرون أو يرفضون القتال في فترة التعبئة، الأمر الساري حالياً.
وأفاد "الكرملين" بأن بوتين وقع أيضاً، السبت، قانوناً يسهل منح الجنسية الروسية للأجانب الذين يقاتلون في صفوف الجيش لفترة لا تقل عن عام، في وقت تسعى موسكو بكل السبل إلى تجنيد مزيد من العناصر للقتال ضد أوكرانيا.
استبدال مسؤول الإمدادات اللوجيستية
كما أعلنت روسيا، السبت، استبدال الجنرال المسؤول عن اللوجستيات بالجيش، نظراً إلى أن اجتياحها لأوكرانيا أظهر ثغرات في هذا المجال، وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان "أعفي جنرال الجيش دميتري بولغاكوف من مهماته كنائب لوزير الدفاع بسبب نقله إلى منصب آخر".
وحل محله الجنرال ميخائيل ميزينتسيف (60 سنة) الذي كان حتى ذلك الحين يترأس مركز مراقبة الدفاع الوطني، وسيصبح الآن نائب وزير الدفاع "المسؤول عن الإمدادات المادية والتقنية للقوات المسلحة"، بحسب المصدر نفسه.
شغل ميزينتسيف مناصب عدة ضمن هيئة الأركان خلال مسيرته العسكرية الطويلة وفرضت عليه عقوبات غربية لدوره في حصار مدينة ماريوبول الساحلية الأوكرانية التي سيطرت عليها القوات الروسية في مايو (أيار).
يأتي هذا التغيير في هيئة الأركان العامة تزامناً مع إعلان بوتين هذا الأسبوع تعبئة مئات آلاف الروس لدعم الحرب في أوكرانيا، وتشكل التعبئة تحدياً تنظيمياً كبيراً يتطلب استدعاء جنود الاحتياط لتجهيزهم وإرسالهم إلى مراكز تدريب ثم إلى الجبهة.
غير أن الحرب ضد أوكرانيا سلطت الضوء على صعوبات لوجستية كثيرة لدى الجانب الروسي، بحيث أشار المحللون إلى أوجه القصور هذه كأحد الأسباب خلف الصعوبات التي واجهتها القوات الروسية منذ بداية الهجوم.
رد "سريع وحازم"
تعهد الرئيس الأميركي جو بايدن في بيان، الجمعة 23 سبتمبر (أيلول)، بأن الولايات المتحدة "ستعمل مع حلفائها وشركائها لفرض إجراءات اقتصادية إضافية سريعة وحازمة ضد روسيا" إذا ضمت أراضي أوكرانية.
واعتبر بايدن الذي سبق أن اتخذ عدة عقوبات اقتصادية ومالية ضد نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن "الاستفتاءات الروسية صورية وذريعة كاذبة لمحاولة ضم أجزاء من أوكرانيا بالقوة". وأضاف أن واشنطن لن تعترف أبداً بضم أي أراض أوكرانية لروسيا.
وتجري أربع مقاطعات في أوكرانيا تسيطر عليها القوات الروسية كلياً أو جزئياً، دونيتسك ولوغانسك في الشرق وخيرسون وزابوريجيا في الجنوب، تصويتاً على ضمها إلى روسيا.
ودانت كييف وحلفاؤها الغربيون الاستفتاء ووصفوه بأنه "صوري".
الوضع النووي
وقال البيت الأبيض الجمعة إن الولايات المتحدة لا ترى أي داع لتغيير وضعها النووي بعد تصريحات بوتين الأخيرة، التي حذر فيها الغرب من أنه لا يخادع عندما يقول إنه مستعد لاستخدام الأسلحة النووية للدفاع عن روسيا.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير "نأخذ هذه التهديدات بوضوح على محمل الجد. لكننا لا نرى أي مبرر لتغيير وضعنا النووي في هذا الوقت".
وأعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة مستعدة بالاشتراك مع حلفائها لفرض تكاليف اقتصادية إضافية على روسيا إذا مضت موسكو قدماً في ضم مناطق من أوكرانيا. وقالت جان-بيير "نعلم أنه سيتم التلاعب بهذه الاستفتاءات".
وأمر بوتين يوم الأربعاء بأول تعبئة في روسيا منذ الحرب العالمية الثانية، وأيد خطة لضم مساحات شاسعة من أوكرانيا وأثار على نحو صريح احتمال نشوب صراع نووي.
إدانة "الاستفتاءات الزائفة"
وحض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي العالم على إدانة "الاستفتاءات الزائفة" التي بدأت روسيا تنظيمها لضم مناطق تسيطر عليها في أوكرانيا.
وقال زيلينسكي في خطابه اليومي "سيتفاعل العالم بشكل عادل تماماً مع الاستفتاءات الزائفة - ستتم إدانتها بشكل قاطع".
تكثيف الدعم لأوكرانيا
قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ إن الحلف سيكثف مساعداته لأوكرانيا رداً على الاستفتاءات "الصورية" التي تجريها روسيا في الأراضي الأوكرانية المحتلة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتحدث ستولتنبرغ بينما بدأت الاستفتاءات التي تجريها موسكو في أربعة أقاليم أوكرانية محتلة على الانضمام إلى روسيا، فيما تصفها كييف وحلفاؤها بأنها حيلة لضم تلك الأقاليم وتصعيد الحرب.
وقال في مقابلة مع قناة (سي أن ان) التلفزيونية "ردنا، رد حلف شمال الأطلسي، هو تكثيف الدعم".
ومضى قائلاً "الطريقة المثلى لإنهاء هذه الحرب هي مواصلة تعزيز الأوكرانيين في ميدان القتال، حتى يكونوا قادرين في مرحلة ما على الجلوس والتوصل إلى حل تقبله أوكرانيا ويحافظ على أوكرانيا دولة ذات سيادة ومستقلة في أوروبا".
وأثارت الاستفتاءات مخاوف من أن موسكو يمكن أن تضم الأقاليم الأربعة ثم تقول إن الهجمات لاستعادتها هجوم على روسيا.
وقال ستولتنبرغ رداً على سؤال عن هذا السيناريو "هذا بالضبط ما نريد أن نكون مستعدين له، (وهو) أن روسيا ستستخدم هذه الاستفتاءات الصورية في تصعيد الحرب في أوكرانيا".
خفض مستوى العلاقات مع إيران
قالت أوكرانيا الجمعة إنها قررت خفض مستوى العلاقات الدبلوماسية مع إيران وسحب اعتماد السفير بسبب ما وصفته بقرار طهران "العدائي" تزويد القوات الروسية بطائرات مسيرة.
وفي وقت سابق قالت أوكرانيا إنها أسقطت أربع طائرات مسيرة إيرانية الصنع "انتحارية"، مما دفع زيلينسكي إلى القول إن طهران تضر بسيادة أوكرانيا ومواطنيها.
واتهمت أوكرانيا والولايات المتحدة إيران بتزويد روسيا بطائرات مسيرة، وهو ما نفته طهران.
وجاء في بيان على موقع وزارة الخارجية الأوكرانية على الإنترنت أن "تزويد روسيا بالأسلحة لشن حرب ضد أوكرانيا عمل عدائي يوجه ضربة خطيرة للعلاقات بين أوكرانيا وإيران".
وأضاف البيان أنه "رداً على هذا العمل العدائي قرر الجانب الأوكراني سحب اعتماد سفير إيران وكذلك تقليص عدد الموظفين الدبلوماسيين في السفارة الإيرانية في كييف بشكل كبير".
وتم تسليم الرسالة إلى القائم بأعمال السفير، إذ إن المبعوث الدائم مانوشهر مرادي غير موجود حالياً في أوكرانيا.
وقالت السلطات العسكرية في جنوب أوكرانيا في بيان إنها أسقطت طائرة مسيرة من طراز "شاهد -136" فوق البحر بالقرب من ميناء أوديسا.
ويقول الخبراء العسكريون إن الطائرات المسيرة ستكون مفيدة لروسيا في كل من الاستطلاع والهجوم بعد تحديد الأهداف المناسبة والتعامل معها.
"الرد المناسب"
من جانبه قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، السبت، إن طهران تخطط لاتخاذ "الرد المناسب" إزاء قرار أوكرانيا خفض العلاقات معها بسبب ما تردد عن إمداد روسيا بطائرات مسيّرة إيرانية، وأضاف أن كييف يجب أن "تكف عن الخضوع لتأثير أطراف ثالثة تسعى إلى تدمير العلاقات بين البلدين".
وصرح بأن قرار أوكرانيا "استند إلى تقارير غير مؤكدة ونتج من ضجة إعلامية من قبل أطراف أجنبية"، ولم يشر كنعاني مباشرة إلى الطائرات المسيّرة ونفت إيران في السابق تزويد روسيا بطائرات مسيّرة، لكن صحيفة "كيهان" اليومية المحافظة أوردت، السبت، أن طهران باعت "مئات الطائرات المسيّرة المسلحة".
وقالت الصحيفة التي يختص الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي بتعيين رئيس تحريرها "على مدى الفترة الماضية كانت الطائرات المسيّرة الإيرانية تنفذ عمليات في سماء أوكرانيا ضد حلف شمال الأطلسي".
وذكرت السلطات العسكرية في جنوب أوكرانيا، السبت، أنها أسقطت ما لا يقل عن سبع طائرات مسيّرة إيرانية من بينها ست طائرات من طراز شاهد-136 "الانتحارية" فوق البحر بالقرب من مينائي أوديسا وبيفديني أمس الجمعة.
وأفادت القيادة العسكرية الجنوبية بأن الطائرات شملت وللمرة الأولى في أوكرانيا طراز "مهاجر-6" وهي طائرة مسيّرة إيرانية أكبر حجماً.
وكتب مستشار الرئيس الأوكراني ميخائيلو بودولاك في تغريدة باللغة الإنجليزية، السبت، أن إيران تدعم روسيا "من خلال تقديم طائرات مسيّرة حديثة إلى دولة رجعية لقتل الأوكرانيين"