افتتح قادة مجموعة الـ 20، الجمعة 28 يونيو (حزيران) قمتهم في أوساكا باليابان. ويتوقع أن تكون واحدة من أكثر القمم التي تشهد انقسامات منذ سنوات.
وافتتح رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي الاجتماع مركّزاً في كلماته على التحديات الكبرى التي تواجه الاقتصاد العالمي وخصوصاً المجال الرقمي.
وبدت الأجواء ودية، وقد ارتسمت الابتسامات على وجوه الزعماء خلال التقاط الصورة التقليدية.
وتصافح الرئيسان الأميركي دونالد ترمب والصيني شي جينبينغ قبيل التقاط الصورة.
ومع توجه الزعماء إلى الجلسة الأولى، ظهر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وهو يهمس في أذن ترمب.
وتركز الجلسة الأولى للاجتماع على الاقتصاد الرقمي، وستكون المخاوف بشأن الخصوصية والأمان مدرجة على جدول الأعمال.
وحث آبي الزعماء على توجيه رسالة قوية لدعم التجارة "الحرة والنزيهة وغير المقيدة"، معبّراً عن "قلق عميق" إزاء الوضع الحالي للتجارة العالمية.
أضاف "أرغب اليوم في أن أناقش مع الزعماء إجراءات لتعزيز قوة الدفع نحو إصلاح في منظمة التجارة العالمية".
وقال آبي لدى افتتاح الجلسة "حوَّلت الرقمنة بشكلٍ سريع جوانب مختلفة في مجتمعنا واقتصادنا".
لقاء ترمب- بوتين
أشاد الرئيس ترمب بـ"علاقاته الجيدة جداً" مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، خلال لقاء بينهما عقد على هامش القمة.
وفي وقت تتواصل التحقيقات في الكونغرس الأميركي حول احتمال وجود تواطؤ بين فريق حملة ترمب لانتخابات 2016 مع روسيا، مازح الرئيس الأميركي بوتين قائلاً "لا تدخل في الانتخابات رجاء".
من جهته، قال بوتين "مضى وقت طويل لم نلتق خلاله"، مشيراً إلى أن إدارتي البلدين "عملتا كثيراً" في هذه الأثناء.
وأعلن مستشار الكرملين أن الرئيس الروسي دعا نظيره الأميركي خلال اللقاء إلى زيارة روسيا في مايو (أيار) 2020 في مناسبة الاحتفالات بالذكرى الـ75 للانتصار في الحرب العالمية الثانية.
ونقلت وكالات أنباء روسية عن المتحدث باسم الكرملين قوله إن ترمب عبّر عن استعداده لبدء حوار مع روسيا بشأن الاستقرار الاستراتيجي ونزع السلاح وتحسين العلاقات التجارية.
ومن بين اللقاءات الثنائية، سيكون لقاء ترمب، السبت، مع نظيره الصيني شي جينبينغ عبارة عن قمة داخل القمة، إذ تدور مواجهة بين بكين وواشنطن من أجل ضمان الهيمنة الاقتصادية والتكنولوجية في العالم. وتوقّع ترمب أن يكون هذا اللقاء "بناء".
ماكرون ينتقد بوتين
أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لنظيره الروسي بوتين أن لدى الديمقراطيات "الكثير لتقدمه"، في مستهل لقاء ثنائي جمعهما على هامش القمة، وذلك بعد انتقاد الرئيس الروسي الديمقراطيات الغربية في مقابلة مع صحيفة "فايننشل تايمز".
وقال ماكرون "أنا واثق بأنه في هذا العالم الحافل بالغموض، لا يزال لدى الديمقراطيات الكثير لتقوم به وتقدمه. إنها ليست النموذج الوحيد، لكنها نموذج موجود وقوي"، آملا بمواصلة "الحوار بين الديمقراطيات الليبرالية وتلك التي يمكن أن تقول عن نفسها إنها أقل" على هذا الصعيد.
وتعامل الرئيس الروسي مع هذه التصريحات بابتسامة، وعلى غراره وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وفق مراسل وكالة الصحافة الفرنسية.
وأوضح ماكرون أنه سيبحث مع نظيره الوضع في أوكرانيا وملفي إيران وسوريا، وقال "لدينا عمل كثير نقوم به معاً. وأنا واثق بأن التعاون بيننا أساسي لأننا عضوان في مجلس الأمن"، داعياً إلى "تحسين" العلاقات بين باريس وموسكو.
في المقابل، قال بوتين "أود التشديد على أن فرنسا هي أحد أبرز شركائنا".
ماي تحث روسيا
حثت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي الرئيس بوتين على "الكف عن أعمال زعزعة الاستقرار التي تهدد المملكة المتحدة وحلفاءها"، خلال لقائهما على هامش القمة.
وقالت المتحدثة باسم الحكومة البريطانية إنه خلافاً لذلك، "لن يكون هناك تطبيع للعلاقات الثنائية". وهذا الاجتماع هو الأول بين بوتين وماي منذ تسميم الجاسوس السابق سيرغي سكريبال في عام 2018 على الأراضي البريطانية.
وخلال اللقاء، أكدت ماي أن لديها "أدلة دامغة على أن روسيا تقف خلف هذا الاعتداء".
في المقابل، صرّح المتحدث باسم الكرملين ديميتري بسكوف للصحافة أن "هناك تفهماً" لضرورة إحياء هذا التعاون لمصلحة رجال الأعمال في البلدين.
وتُعقد القمة المقبلة في السعودية، فيما عُقدت دورتها السابقة في الأرجنتين.
وحذر زعماء الاتحاد الأوروبي، الجمعة، من الأضرار التي يتعرض لها الاقتصاد العالمي جراء تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
وقال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر في مؤتمر صحافي إن العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين "صعبة" وتسهم في تباطؤ الاقتصاد العالمي.
وأكد أن الاتحاد الأوروبي يعمل عن كثب مع الولايات المتحدة والصين واليابان بشأن إصلاح منظمة التجارة العالمية.
ترمب ليس مستعجلاً
سبقت ذلك مجموعة مواقف لعدد من القادة المشاركين، أبرزها للرئيس الأميركي دونالد ترمب، إذ قال "لا داعي للعجلة" في ما يتعلق بمسألة حل التوترات بين الولايات المتحدة وإيران والتي أثارت مخاوف من نشوب صراع عسكري.
وصرح ترمب في أوساكا الساحلية في غرب اليابان "لدينا كثير من الوقت. لا داعي للعجلة، يمكنهم أخذ وقتهم. لا يوجد إطلاقاً أي ضغط".
أضاف "نأمل في أن ينجح الأمر في نهاية المطاف. إذا نجح، سيكون جيداً، وفي حال العكس، فإنكم ستسمعون بذلك".
في المقابل، حذرت إيران الرئيس الأميركي من الوقوع في "وهم الحرب القصيرة" عليها.
وكتب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الخميس، على تويتر أن فكرة "الحرب القصيرة مع إيران مجرد وهم"، معتبراً أن تصريحات ترمب "تهدد السلام".
وكشفت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أن قمتها مع الرئيس الأميركي، الجمعة، ستتناول عدداً كبيراً من الموضوعات، منها التجارة والاستثمارات وغرب أفريقيا ومكافحة الإرهاب وإيران.
ووصف ترمب ميركل، في تصريحات للصحافيين قبيل الاجتماع الثنائي بينهما على هامش قمة مجموعة العشرين، بأنها "صديقة عظيمة له"، مشيداً بالتجارة بين الولايات المتحدة وألمانيا.
الصين مع السلام وروسيا مع بريطانيا
ونقلت وسائل الإعلام الرسمية عن الرئيس الصيني شي جينبينغ، الجمعة، إن منطقة الخليج أصبحت الآن في وضع حساس للغاية و"تقف عند مفترق طرق الحرب والسلام".
وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن الرئيس الصيني أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال لقاء على هامش قمة مجموعة العشرين في أوساكا بأن الصين تقف دائماً إلى جانب السلام وتعارض الحرب.
وصرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه يجب العمل من أجل تحقيق الاستقرار في سوريا.
ووصف لقاءه مع الرئيس ترمب في أوساكا بـ "الفرصة الطيبة" لمواصلة الحوار بينهما بعد قمتهما في هلسنكي العام الماضي.
كذلك فعل ترمب، إذ أشاد بـ "علاقاته الجيدة جداً" مع بوتين، عند بدء محادثات ثنائية بينهما على هامش قمة مجموعة العشرين.
وكان بوتين توقع أن يسهم اجتماعه برئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي خلال قمة مجموعة العشرين في إصلاح العلاقات الثنائية بعد واقعة تسميم جاسوس روسي سابق على الأراضي البريطانية.
واعتبر أن الحادث مسألة بين وكالات الاستخبارات وينبغي أن لا يلحق الضرر بالعلاقات والمصالح الاقتصادية بين بريطانيا وروسيا.
وفي مقابلة مع صحيفة فاينانشال تايمز، قال بوتين إنه يعتقد أن ماي قد تكون أكثر ميلاً لاتخاذ قرارات تنطوي على بعد نظر بشأن إصلاح العلاقات في ظل اقترابها من ترك منصبها.
أضاف "أعتقد أن روسيا والمملكة المتحدة تهتمان بإصلاح تام لعلاقاتنا. على الأقل أتمنى اتخاذ بعض الخطوات الأولية".
وتدهورت العلاقات الثنائية بين البلدين العام الماضي إلى أدنى مستوى منذ الحرب الباردة عندما ألقت لندن باللوم على موسكو في تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرجي سكريبال وابنته يوليا بغاز أعصاب في مدينة سالزبري الإنجليزية.
وتنفي موسكو تورطها في الحادث الذي تسبب في أكبر موجة طرد متبادل للدبلوماسيين بين البلدين منذ الحرب الباردة.