عزا عملاق التكنولوجيا "مايكروسوفت" الأرباح التي جاءت أقل من المتوقع إلى التطورات في الصين وروسيا، بما في ذلك عمليات الإغلاق الموسعة المرتبطة بفيروس كورونا، والحرب الأخيرة ضد أوكرانيا.
ووفق نتائج الأعمال، فقد سجلت "مايكروسوفت" عائدات بقيمة 51.9 مليار دولار، و16.7 مليار دولار في الأرباح، بزيادة بلغت نسبتها 12 في المئة و2 في المئة على التوالي، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، لكن أقل من توقعات المحللين الذين شملهم استطلاع "رفينيتيف".
وقالت الشركة، في بيان أرباحها، إن "توقفات الإنتاج الممتدة في الصين" أسفرت عن خسائر تقدر بنحو 300 مليون دولار، مضيفة أنها أنفقت 126 مليون دولار "لتقليص عملياتها بشكل كبير" في روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا. ومع ذلك كان هناك أيضاً مزيد من القضايا العالمية، فقد عانت منصة الوظائف الخاصة بـ"مايكروسوفت لينكد إن" من انخفاض في الإنفاق الإعلاني، إلى جانب أعمال البحث والأخبار من الشركة، ما أدى إلى انخفاض الإيرادات بأكثر من 100 مليون دولار.
وسط الانكماش الأوسع في صناعة التكنولوجيا، قالت "مايكروسوفت" إنها أجرت "إعادة تنظيم استراتيجي" لأعمالها نتج منها إنفاق 113 مليون دولار على إنهاء خدمة الموظفين (باستثناء روسيا).
تأثيرات صعبة
وعلى الرغم من هذه النتائج، كانت هناك بعض النقاط المضيئة، وفي مقدمتها الأعمال السحابية لمايكروسوفت، فقد بلغت عائدات الشركة السحابية للربع نحو 25 مليار دولار، بزيادة بلغت نسبتها 28 في المئة عن الربع ذاته من العام الماضي.
في مذكرة بحثية حديثة، وتعليقاً على نتائج أعمال الشركة، قالت آمي هود نائب الرئيس التنفيذي والمدير المالي لشركة "مايكروسوفت"، "في بيئة ديناميكية، رأينا طلباً قوياً، وحصلنا على حصة، وزيادة التزام العملاء بمنصتنا السحابية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
فيما قال هاريس أنور، كبير المحللين في موقع "انفتسينج دوت كوم"، إن النمو السحابي يعكس استمرار متانة عملاق التكنولوجيا "مايكروسوفت".
وأضاف أن "نتائج اليوم تعكس إلى حد كبير تأثير البيئة الاقتصادية الصعبة التي تضر تقريباً بكل شركة تكنولوجيا عملاقة". وأشار إلى أن أداء السحابة القوي يشير إلى أن "الشركات الكبيرة والصغيرة تواصل الإنفاق على البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات الخاصة بها، وهو اتجاه سيستمر في دعم مايكروسوفت حتى لو انزلق الاقتصاد إلى الركود".
أدنى مستوى للمبيعات
وفق نتائج الأعمال، فقد ارتفع صافي دخل الشركة إلى 16.7 مليار دولار أو 2.23 دولار للسهم الواحد، فيما كان المحللون قد توقعوا ارتفاع متوسط مبيعات "مايكروسوفت" إلى 52.4 مليار دولار وأرباحها بواقع 2.29 دولار للسهم، وفقاً لمسح أجرته وكالة "بلومبيرغ".
وأدى ارتفاع الدولار الأميركي، الذي قلل من قيمة المبيعات الخارجية، إلى الإضرار بالإيرادات والأرباح خلال الربع الرابع، مما دفع "مايكروسوفت" إلى خفض توقعاتها في أوائل يونيو (حزيران)، وأبطأت الشركة وتيرة التوظيف في قطاعات مثل "أزور" و"أوفيس" المسؤولة عن تطوير برامج الكمبيوتر المرتبطة بالإنتاجية.
وكان ارتفاع المبيعات الإجمالية للشركة هو الأدنى منذ سبتمبر (أيلول) 2020، مع استمرار انخفاض معدلات نمو "أزور"، واتجاه سوق الكمبيوتر الشخصي الأوسع نطاقاً صوب انخفاض سنوي.
وفي مذكرة بحثية حديثة، قال ديريك وود المحلل لدى بنك "كوين"، إن الطلب تباطأ أكثر خلال الأسابيع القليلة الماضية، حيث أجل عملاء "مايكروسوفت" عمليات الشراء تحسباً لـركود عالمي محتمل.
وأضاف وود "بدأت الأمور تتباطأ بعد يوم الذكرى، وبدأنا نرى سلوك شراء أكثر حذراً ودورات مبيعات أطول أمداً"، مشيراً إلى أن هذه التأثيرات المعاكسة قد تؤثر في توقعات الشركة أكثر من نتائج الربع الأخير، وأن أسعار صرف العملات باتت أقل ملاءمة منذ أن خفضت "مايكروسوفت" توقعاتها في الشهر الماضي.
تأثير قوي للدولار
في الوقت نفسه، فقد خفضت "مايكروسوفت" توقعات مبيعاتها وأرباحها للربع في يونيو، وألقت باللوم على الدولار الأميركي القوي في تحقيق عائدات بلغت 460 مليون دولار. وقالت الشركة إن تأثيرات ما يحدث في سوق العملات كانت أكثر حدة مما توقعت.
ودفعت الحرب الروسية في أوكرانيا الشركة إلى تقليص نشاطها في روسيا، ما أدى إلى تكبدها رسوماً محاسبية قدرها 126 مليون دولار، إضافة إلى ذلك أدى توقف تصنيع الأجهزة في الصين، وتدهور سوق أجهزة الكمبيوتر إلى الإضرار بمبيعات برامج نظام التشغيل "ويندوز" لشركات تصنيع أجهزة الكمبيوتر.
فيما كانت الحجوزات التجارية، وهي مقياس للمبيعات المستقبلية لعملاء الشركات، أفضل "بشكل ملحوظ" مما توقعته الشركة، حيث ارتفعت بنسبة 25 في المئة، ما يعد مؤشراً إلى أن طلب الشركات على برامج "مايكروسوفت" ظل قوياً في هذا الربع. وقالت الشركة "نقوم بمعظم أعمال الحجوزات التجارية في يونيو، وكان ربعاً قياسياً بالنسبة لنا، بل أفضل بكثير مما خططنا له".
كما دفعت صانعة البرمجيات 113 مليون دولار في صورة تعويضات لإنهاء خدمة موظفيها خلال الفترة الأخيرة. وقالت "مايكروسوفت" في وقت سابق من الشهر الحالي، إنها خفضت قوتها العاملة البالغ عددها 180 ألف شخص بما يقل عن 1 في المئة، مما أثر في أقسام مثل الاستشارات وحلول إدارة العلاقة مع العملاء، لكنها قالت إنها تخطط لإنهاء السنة المالية الحالية بزيادة في عدد الموظفين.
وألغت الشركة أيضاً العديد من الوظائف المفتوحة وأبطأت وتيرة التوظيف في أقسام أخرى، بما في ذلك الأقسام المطورة لبرامج "أزور" و"ويندوز" و"أوفيس" وبرامج الأمان.