Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حزب الله وسيناريوهات المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران

لا ضمانات أو تطمينات بإبقاء جنوب لبنان هادئاً

حطام الطائرة الأميركية كما عرضه الحرس الثوري في طهران (رويترز)

عندما وقف الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله مهدداً بأن الحرب على إيران لن تقف عند حدودها وأن الجبهات كلها ستشتعل، فُهم أن الحزب جاهز لكل السيناريوات المحتملة في المنطقة.
في اليومين الماضيين، وعلى أثر إسقاط إيران طائرة استطلاع أميركية فوق مضيق هرمز، كادت الحرب أن تشتعل لوﻻ تراجع الرئيس الأميركي دونالد ترمب في الدقائق العشر الأخيرة قبل ساعة الصفر، لأسباب تتعلق بالثمن الباهظ الذي كانت ستكلّفه الضربات الأميركية لناحية عدد القتلى الذين كانوا سيسقطون من المدنيين الإيرانيين.
تريث ترمب لكنه لم يتراجع، في وقت تشير كل المعلومات إلى أن المنطقة كلها على فوهة بركان ﻻ يمكن التكهن متى تنفجر. فهل يبقى لبنان بمنأى عن أي مواجهة قد تحصل بين واشنطن وطهران؟

 
أوراق طهران
 
تحتفظ إيران بأوراق لها في المنطقة يمكن أن تستخدمها متى شعرت بخطر جدي أو تعرضت لضربات قاسية، ويتوزع حلفاؤها بين الحشد الشعبي في العراق، وحركة حماس في غزة، والحوثيين في اليمن، والميليشيات الناشطة إلى جانب النظام في سوريا، وطبعاً حزب الله في لبنان.
وعلى لائحة حلفائها في المنطقة، يُعدّ حزب الله الأهم، ولا تبدو إيران مستعدة للتفريط به، وقد يكون، وفق ما أكدت مصادر دبلوماسية لـ "اندبندنت عربية"، آخر مَن قد تلجأ إلى استخدامه للضغط على أميركا. فإيران تدرك جيداً أن رد فعل إسرائيل هذه المرة سيكون قاضياً على حزب الله، إذ لن تكرر تل أبيب تجربة "حرب تموز" (2006)، التي خرج منها الحزب منتصراً. كما أن طهران غير مستعدة لخسارة ورقة مهمة عملت على رعايتها أكثر من 30 سنة، فهي يمكن أن تضحي بحماس أو بالحشد الشعبي الذي يفوق بعديده حزب الله ، لكنها لن تخسر أقوى أوراقها في الشوط الأول من معركة تراهن على الوقت للفوز بها من دون تكبد خسائر.
 
 
ترسيم الحدود
 
من هنا كان التحول في موقف "الثنائي الشيعي" في لبنان (حزب الله وحركة أمل) في مسألة ترسيم الحدود مع إسرائيل، من رافض للوساطة الأميركية والتفاوض مع إسرائيل إلى موافق عليها، فكانت بمثابة رسالة من إيران إلى إسرائيل، عكست نيتها تجنيب حزب الله ضربةً إسرائيلية، ﻻ سيما أن تل أبيب باتت مستعدة بقوة لضرب الحزب، منذ إعلان نتنياهو عن وجود مصانع للصواريخ تابعة للحزب في لبنان. وتمكنت واشنطن حتى الآن من إقناع إسرائيل بعدم السير بقرار الحرب، لأن الإدارة الأميركية تعتبر أن لبنان ليس بكامله مع حزب الله، وهي تراهن على حلفائها فيه وعلى المؤسسات الأمنية وفي مقدمها الجيش اللبناني الذي استثمرت فيه أكثر من ملياري دولار كمساعدات عسكرية.
 
 
"سيناريو آخر"
 
لكن ماذا لو كان لطهران سيناريو آخر ﻻ يتضمن تجنيب لبنان الدخول رغماً عنه في حربها مع الولايات المتحدة، فما هي الاحتمالات المطروحة في سيناريو كهذا، وأي خيارات أمامها للضغط على خصمها الأميركي من خلال الأراضي اللبنانية؟
مما ﻻ شك فيه، وتجربة "حرب تموز" ﻻ تزال حية في الذاكرة، أن حزب الله ﻻ يمكن أن يرفض تطبيق أوامر إيران إن صدرت بالمواجهة، فماذا يمكن أن يفعل؟ باستطاعة حزب الله تحريك جبهة الجنوب مع إسرائيل بالتوازي مع أي ضربة أميركية على طهران، فيتمكن بذلك من تحقيق حملة ضاغطة على الإدارة الأميركية من قبل اللوبي الإسرائيلي في واشنطن، ﻻ سيما أن الحزب يراهن على قدرته على الصمود طويلاً في وجه الجيش الإسرائيلي ما قد يطيل الحرب التي يمكن أن تتحول لمصلحة إيران والحزب عبر جر إسرائيل إلى مفاوضات وقف النار وربطها بوقف التصعيد الأميركي على إيران.
 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 

جعبة الحزب
 
في جعبة حزب الله وفي إطار السيناريوات المتوقعة، مثل إمكان استهداف السفارة الأميركية في لبنان بصاروخ أو تفجير كرسالة مباشرة ضد المصالح الأميركية في بيروت، والتي تقتصر على السفارة والجامعة الأميركية، فيكرر الحزب سيناريو العبوة التي استهدفت مبنى الإدارة العامة لبنك "لبنان والمهجر" في بيروت  عام 2016، في رسالة واضحة لمنع المصارف اللبنانية من التعاون مع العقوبات الأميركية المصرفية على حزب الله.
وعلى لائحة الفرضيات المحتملة، خطف أجانب أو تنفيذ اغتيالات لشخصيات أميركية عاملة في لبنان كما حصل عام 1984 عندما اغتيل رئيس الجامعة الأميركية مالكوم كير. 
ومن أوراق الحزب القوية التي يمكن أن يلجأ إليها، استهداف القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل)، البالغ عديدها أكثر من 10400 جندي من 43 دولة، من خلال التظاهر والرشق بالحجارة وحركة الأهالي كما كان يحصل دائماً كلما دخلت دورية من اليونيفل قريةً حدودية في مهمة تطبيقية للقرار 1701. وكان لافتاً في هذا السياق إعلان الناطق الرسمي باسم اليونيفل أندريا تيننتي أن القوة الدولية العاملة في جنوب لبنان "تطلب أن يكون أي نشاط قرب الخط الأزرق منسقاً بشكل مسبق لتجنّب أي سوء فهم وتقليل التوتر ومنع الحوادث والحفاظ على الهدوء في المنطقة".
 
تكتم شديد
 
هذه كلها اذاً احتمالات واردة لكنها وفق مصادر دبلوماسية تبقى بعيدة من أرض الواقع، لأننا لم نصل بعد في المواجهة القائمة إلى هذا الحد، علماً أن نصر الله الذي يستعد لإطلالة قريبة، لم يشأ وفق معلومات الإجابة على استفسارات أكثر من مسؤول لبناني رفيع اتصل به وشخصيات دبلوماسية أجنبية أيضاً، كما رفض إعطاء أي ضمانات أو تطمينات بإبقاء الجنوب هادئاً.
حتى الآن ﻻ يزال يعتقد حزب الله أن الولايات المتحدة لن تتورط في حرب مع إيران، بالتالي فإن المواجهة الحاصلة حالياً لن تتخطى الرسائل السياسية العسكرية بهدف العودة إلى طاولة المفاوضات... أما وإن تغيرت ظروف وشروط المواجهة فإن الخيارات ستكون مفتوحة أمامه على كل الاحتمالات والسيناريوات المفترضة كثيرة.
اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط