Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حكومة إليزابيث بورن تجتاز عقبة "حجب الثقة" في فرنسا

فشل حسم القرار تحت قبة البرلمان يشكل انتكاسة للمعارضة

فشلت المعارضة تحت قبة البرلمان الفرنسي في سحب الثقة من الحكومة  (أ ف ب)

لم يحظَ اقتراح حجب الثقة عن حكومة إليزابيث بورن بالغالبية العظمى في تصويت البرلمان الفرنسي أمس، ولم يأتِ هذا بأي مفاجأة كون النتيجة كانت معروفة سلفاً، عندما أعلن حزبا اليمين وأقصى اليمين بامتناعهما عن التصويت لحجب الثقة.

الاقتراح لم يحصل سوى على 146 صوتاً، بينهم صوت لنائب خارج كتلة تحالف اليسار، ما يعني أن ستة من نواب تحالف اليسار "نوبس"، لم يصوتوا لإسقاط الحكومة، إذ يبلغ عددهم 151 في وقت يتعين الحصول على 289 صوتاً لتحقيق الغالبية العظمى.

ماتيلد بانو، رئيسة مجموعة نواب فرنسا المتمردة، هاجمت بشدة رئيسة الحكومة معتبرة أنها لا تتمتع بأي شرعية "لا شرعية الانتخابات، ولا نظيرتها البرلمانية، وهذا الإحجام كان وراء التقدم بطلب حجب الثقة".

يذكر أن عدم فشل مشروع إسقاط الثقة عن الحكومة يشكل انتكاسة لنواب فرنسا المتمردة، الذي اختار المواجهة المباشرة مع الماكرونية.

ويشكل فشل سحب الثقة من الحكومة ضربة موجعة لزعيم اليسار الأقصى جان لوك ميلانشون، الذي انتصب ضد سياسة إيمانويل ماكرون، واختار المواجهة المباشرة، فيما اتهمت بانو حزب ماكرون بالتحالف مع أقصى اليمين.

يشير فرانك ريستر، مسؤول الحزب الحاكم عن العلاقات مع البرلمان، إلى فشل تحالف اليسار بحجب الثقة عن الحكومة، وضعف الوحدة بين صفوفه التي وصفها بـ"الظاهرية"، مسمياً فاليري رابو (الاشتراكية)، نائبة رئيس المجلس. وخلص إلى أن "أن رئيسة الحكومة هي التي خرجت أكثر ثقة وصلابة من تجربة فشل التصويت على نزع الثقة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في الوقت الذي أشارت ماتيلد بانو، رئيسة مجموعة نواب فرنسا المتمردة، إلى التراشق وتبادل الاتهامات بالتقرب من حزب التجمع الوطني (أقصى اليمين)، مستشهدة برد أورور بيرجيه، زعيمة تكتل "نهضة" الأحزاب المؤيدة للحزب الحاكم، بالرد على أوليفيه فور (زعيم الحزب الاشتراكي)، الذي اتهم الغالبية وحزب الرئاسة بتشكيل غالبية ضمنية مع اليمين المتطرف، وفق صحيفة "لوموند" الفرنسية.

تفسخ داخل التحالف اليساري

 ماتيلد بانو، واصلت دور المعارضة الشرسة لرئيسة الحكومة. وصرحت بالقول إن "هذا التصويت سيكشف حقيقة من يعمل كعصا تتكئ عليها الحكومة فيما في العلن يوحي بأنه معارض، والذين يحملون بديلاً حقيقياً للبلد". وأشارت إلى أن "هدف الحجب كان للكشف عن ضعف موقف الحكومة كونها معلقة بالامتناع المريب من قبل اليمين والتجمع الوطني. وأن المعارضة الحقيقية لإيمانويل ماكرون يجسدها فقط تحالف اليسار".

ما ظهر من خلال هذا الطرح أن الحكومة التي تجاوزت عقبة سحب الثقة ليس لديها ما تخشاه أمام معارضة ليست موحدة كما أرادت أن تبدو عليه "نوبس"، فالشيوعي فابيان روسيل لم يخفِ أن السماء ملبدة بينه وبين رئيس حزب فرنسا الأبية جان ميلانشون، وهو لا يتفق معه في بعض التفاصيل التي قد تبدو كبيرة، حيث أشار في مقابلة مع محطة "بي أف أم"، صباح الثلاثاء الـ12 من يوليو (تموز)، أن "على نوبس أن تهتم أكثر بالأقاليم البعيدة وليس فقط المدن الكبرى. ففي منطقته بالشمال، وهي واحدة من المناطق الـ14 حصلت فيها مارين لوبن على 60 في المئة من الأصوات بالانتخابات الرئاسية".

حيال هذه المعادلة تبدو مارين لوبن، التي كررت أنها ستكون في معارضة "مسؤولة"، بل "بناءة" ستمضي في طريقها، فيما تستفيد السلطة من كون المعارضة المتمثلة في تحالف اليسار المتعدد، مشتتة وليست بالقوة التي أرادت أن تظهر بها. مسيرة التحديات الحكومية بدأت اليوم ومن الواضح أن مسلسل التجاذبات بينها وبين المعارضة سيكون طويلاً.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات