Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حكاية بريطاني ذهب لاستكشاف الطبيعة في سيبيريا فعاد "مُرحلاً" من موسكو

سجن في الصين وطاردته الفيلة الأفريقية وطاف العالم على دراجته المستعملة

المستكشف البريطاني تشارلي ووكر في بداية رحلة تزلج بسيبيريا (مواقع التواصل)

قال المستكشف البريطاني وصحافي السفر والرحلات تشارلي ووكر، إن اهتمامه بالاستكشاف والترحال في روسيا لم يتراجع، لكنه لن يسارع بالعودة إلى هناك قريباً. وجاء ذلك في مقابلة معه الأسبوع الماضي بعد عودته مُرحلاً من موسكو، إثر حبسه مدة شهر في أقاصي شمال البلاد أثناء رحلة استكشاف إليها.

وعلى الرغم من أن الرحال الشاب سبق وتعرض للاستجواب والاحتجاز في مناطق مختلفة من العالم مثل الصين قبل سنوات، إلا أن سجنه في شمال روسيا قرب المناطق القطبية الشمالية من الكرة الأرضية لم يكن بعيداً من تأثيرات الحرب في أوكرانيا التي تبعد ساحتها نحو تسعة آلاف كيلو متر عن البلدة الروسية القطبية التي احتجز فيها، وهي مدينة ياكتسوك النائية.

كانت خطة ووكر أن يقوم برحلة تزلج وتزحلق على نهر لينا المتجمد بطول 1600 كيلو متر، والتعرف على سكان المنطقة المبعثرين في تجمعات متناثرة قليلة الكثافة، وكاد التخطيط الطويل للرحلة الذي سبق حرب أوكرانيا أن يفشل بسبب الثلج الكثيف في المنطقة وتعطل رحلات الطيران أكثر من مرة والرياح العاتية عند الشواطئ القطبية الشمالية لروسيا.

ولم تكن التحديات غريبة على المستكشف البريطاني الذي سبق وجاب العالم على دراجة هوائية مستعملة في رحلة استمرت أربع سنوات، أنهاها قبل نحو ثمان سنوات وبدأها من بريطانيا عبر أوروبا إلى آسيا ثم أفريقيا حتى طرفها الجنوبي ثم عائداً إلى بريطانيا. وتعرض في تلك الرحلة للاحتجاز في الصين مرتين، ونجا من الوقوع في منطقة حرب بموزمبيق وطاردته الأفيال ببوتسوانا في مغامرة عالية الخطورة.

قطع تشارلي ووكر في تلك الرحلة مسافة 70 ألف كيلومتر (43 ألف ميل)، أي ما يساوي الدوران حول الكرة الأرضية مرتين، مر خلالها على دراجته بـ 61 بلداً تعرض فيها لمئات الأحداث على مدى 1606 أيام قبل أن يعود لبلدته ويلتشاير في ديسمبر (كانون الأول) 2014.

رحلة روسيا

لم يتخل الرحال عن خطته للتجول في سيبيريا وإن عدل منها كثيراً، فبدلاً من قطع 1600 كيلو متر خفضها إلى 1000 كيلو متر، وبدلاً من التزلج والتزحلق قرر الترحال، ويقول في مقابلته مع موقع السفر والرحلات الاستكشافية "إكسبلوررويب" عن بداية رحلته، "سافرت جواً من ياكوتسك إلى باتاغاي النائية شمالاً وتتبعت خط نهر آخر هو نهر يانا".

وفي معظم الأوقات كان يقضي وقته خلال الرحلة في التخييم بالبرية، لكنه أيضاً كان يقضي وقتاً في القرى والبلدات على مسار النهر. يقول ووكر، "كنت أمكث بقرية مرة في الأسبوع، وأطول مدة قضيتها من دون المرور بموقع سكني كانت 12 يوماً"، فمن بين أهداف رحلات المستكشف الكتابة عن مشاهداته وانطباعاته.

مضت الأسابيع الثلاثة الأولى من رحلته بشكل عادي من دون مشكلات وإن كان بعض السكان المحليين أظهروا تردداً وتشككاً، ربما خوفاً من السلطات إذا عرفت أنهم يتعاملون مع أجنبي، ومعظم من تحدث معهم كانوا يثيرون موضوع العملية الخاصة في أوكرانيا.

وعلى الرغم من أن ردود ووكر اتسمت بالحذر الشديد، إلا أن بعض تلك المحادثات استخدمت ضده في ما بعد حين احتجازه، وقبل دخوله قرية أوست كويغا الصغيرة النائية كانت الشرطة المحلية بانتظاره، إذ استجوبته وغرمته بتهمة "ممارسة الصحافة على الرغم من تأشيرته السياحية"، ودفع الغرامة التي تساوي 25 دولاراً وظن أن تلك نهاية الأمر فاتجه نحو البلدة التالية على نهر أومولي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في ذلك الوقت كانت القوات الروسية تحاصر العاصمة الأوكرانية كييف، وكانت وجهة ووكر التالية بلدة تيكسي على ضفاف بحر لابتيف، ونحو نصف سكان البلدة من أفراد القوات المسلحة الروسية، وهو ما لم يكن يعرفه المستكشف من قبل، إذ أنشأت الحكومة الروسية العام 2018 دشم صواريخ في المنطقة مما جعلها موقعاً استراتيجياً.

أُخذ ووكر إلى مركز الشرطة وتم استجوابه حول وجوده وما يفعله هناك وكلامه حول حرب أوكرانيا، وبعد ساعات من الاستجواب طلب المغادرة فقيل له لا، فأدرك أنه قيد الاعتقال بتهمة "تصوير بنى تحتية عسكرية"، ونقل إلى زنزانة انفرادية وقُدم لمحكمة محلية حكمت عليه بغرامة 60 دولاراً وترحيله والحرمان من دخول البلاد خمس سنوات.

لكن طبعاً لم يسمح له بترتيب الترحيل بنفسه، حيث نقل إلى سجن في مدينة ياكوتسك، وبعد شهر نقل إلى موسكو حيث رحلة نقله مع آخرين خارج البلاد إلى دبي، ومنها عاد لبلدته في الريف البريطاني.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات