أعلنت شركة "شل" العملاقة للنفط، أعلى أرباح ربع سنوية لها منذ عام 2008 بسبب ارتفاع أسعار السلع الأساسية، ما أدى إلى دعوات لفرض ضريبة غير متوقعة لمرة واحدة على شركات النفط والغاز لمساعدة الأسر بالمملكة المتحدة في فواتير الطاقة المتصاعدة.
الشركة كشفت أرباحاً معدلة بقيمة 9.1 مليار دولار للأشهر الثلاثة حتى نهاية مارس (آذار)، بما يتماشى مع توقعات المحللين، وذلك مقارنة بـ3.2 مليار دولار عن الفترة ذاتها من العام السابق و6.4 مليار دولار للربع الرابع من عام 2021.
ومن بين برنامج إعادة شراء أسهم الشركة البالغ 8.5 مليار دولار والذي أعلن عنه للنصف الأول من العام، قالت "شل" إن 4 مليارات دولار اكتملت حتى الآن. ومن المقرر أن تكتمل عمليات إعادة شراء الأسهم المتبقية البالغة 4.5 مليار دولار قبل الإعلان عن أرباح الربع الثاني بحسب "سي أن بي سي". كما ارتفعت أسهم الشركة صباح اليوم الخميس 3 في المئة.
وتعكس نتائج "شل" صدى الأرباح الوفيرة التي شوهدت عبر صناعة النفط والغاز، حتى مع تكبّد عدد من شركات الطاقة الكبرى عمليات شطب مكلفة بسبب الخروج من روسيا.
وكانت شركة "بريتيش بيتروليوم" (BP) البريطانية المنافسة أعلنت، يوم الثلاثاء، خططاً لتعزيز عمليات إعادة شراء الأسهم بعدما قفز صافي أرباح الربع الأول إلى أعلى مستوى له منذ أكثر من عقد. كما كشفت شركتا "توتال إنيرجيز" الفرنسية و"إيكوينور" النرويجية وعملاقا النفط الأميركيان "شيفرون" و"إكسون موبيل"، عن أرباح قوية في الربع الأول من العام نتيجة ارتفاع أسعار السلع الأساسية.
"شل" وتوزيع أرباحها والخروج من روسيا
أكدت شركة "شل" أنها حصلت على 3.9 مليار دولار من الرسوم بعد الضرائب في الربع الأول نتيجة خروجها من روسيا. وكانت الشركة حذرت في وقت سابق من أنها قد تشطب ما بين أربعة وخمسة مليارات دولار من قيمة أصولها بعد الانسحاب من البلاد. وقالت إنه ليس من المتوقع أن تؤثر هذه الرسوم في الأرباح المعدلة.
وذكر رئيسها التنفيذي بن فان بيردن في بيان: "الحرب في أوكرانيا هي أولاً وقبل كل شيء مأساة إنسانية، لكنها تسببت أيضاً في اضطراب كبير في أسواق الطاقة العالمية وأظهرت أن الطاقة الآمنة والموثوقة والميسورة التكلفة لا يمكن ببساطة اعتبارها أمراً مفروغاً منه".
وأضاف: "إن تأثيرات حالة عدم اليقين هذه والتكلفة المرتفعة التي تصاحبها يُشعر بها على نطاق واسع. لقد عملنا مع الحكومات وعملائنا وموردينا لتقديم الدعم والحلول حيثما أمكن ذلك".
وأعلنت شركة "شل" ارتفاعاً حاداً في أرباح العام بأكمله عام 2021 نتيجة انتعاش أسعار النفط والغاز. كما كشفت عن خطط لزيادة توزيعات أرباحها بنحو 4 في المئة إلى 0.25 دولار أميركي للسهم للربع الأول.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أرباح "فاحشة" ودعوات لفرض الضرائب
من جهتها، وصفت مجموعات النقابات والنشطاء البيئيون الأرباح القياسية لشركات الوقود الأحفوري في المملكة المتحدة بأنها "فاحشة" في وقت يعاني عدد من المستهلكين من ارتفاع تكاليف الطاقة. ودعا نواب المعارضة مراراً حكومة رئيس الوزراء بوريس جونسون إلى فرض ضرائب أعلى على شركات النفط والغاز لمساعدة العائلات المتعثرة.
ورأى وزير الخزانة ريشي سوناك أن مثل هذه السياسة قد تكون ممكنة إذا لم تتولَّ شركات النفط والغاز إعادة استثمار الأرباح بشكل صحيح. ومع ذلك، رفض جونسون الدعوات الجديدة لفرض ضريبة غير متوقعة، معتبراً أنها ستبقي أسعار النفط مرتفعة على المدى الطويل.
في غضون ذلك، قال الاتحاد الأوروبي يوم الأربعاء إنه يعتزم حظر واردات النفط الروسي في غضون ستة أشهر، والمنتجات المكررة بحلول نهاية العام في أحدث جولة من العقوبات الاقتصادية. وقفزت أسعار النفط صباح الخميس بعد تلك الأنباء.
وتداولت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت عند 110.9 دولار في لندن، بارتفاع 0.7 في المئة تقريباً خلال الجلسة، بينما استقرت العقود الآجلة لخام القياس العالمي غرب تكساس الوسيط عند 108.4 دولار، بارتفاع 0.5 في المئة تقريباً.
