أشعلت الحرب الأوكرانية سجالاً بين رئيس الحكومة الليبية المكلفة من البرلمان فتحي باشاغا وصحيفة "التايمز" البريطانية التي أكدت على لسان الناطق باسمها في تصريح خاص لـ "اندبندنت عربية" التمسك بما تمّ نشره في ما خصّ المقال الموقع باسم باشاغا، وقال إن "فريق فتحي باشاغا أكد لنا دقته".
مبادرة للحوار
وكان باشاغا أكد أنه لا علاقة له بالمقال الذي نشرته صحيفة "التايمز" البريطانية بتوقيعه، وقال باشاغا في تغريدة على حسابه بموقع "تويتر"، "فوجئت بمقال منسوب لي منشور على صحيفة "التايمز" الإنجليزية، أتمنى من هذه الصحيفة العريقة والمحترمة تحري الدقة لتفادي التورط في نشر مقالات مكذوبة".
يأتي ذلك بعد يومين من إطلاق رئيس الحكومة الليبية المكلف مبادرةً للحوار الشامل تهدف إلى إنهاء الانقسامات وترسيخ مبدأ المشاركة، في وقت تشهد البلاد اضطرابات سياسية ألقت بظلالها على الاقتصاد.
إلا حكم العاصمة
وكانت الصحيفة نشرت مقالاً نسبته إلى فتحي باشاغا تحت عنوان "ليبيا تريد الوقوف مع بريطانيا ضد العدوان الروسي"، وعرض كاتب المقال المفترض (أي باشاغا) على بريطانيا الوقوف معها ضد روسيا. وأكد أن حكومته مستعدة للعمل مع بريطانيا لو أرادت شريكاً للرد ضد روسيا، مشيراً إلى أن حكومته هي شريكتهم المناسبة.
وفي حين رد أحد النشطاء عبر الموقع على تغريدة باشاغا، التي ينفي فيها صلته بالمقال، "وفقك الله سيادة الرئيس، لا تلتفت إلى الخلف"، قال آخر، "هذا الوقت ليس وقت الكلام وشراء عداوات مع قوى عظمى. إياك أن تنجر وراء ترهات من أجل الدخول إلى طرابلس حتى لا ينتهي بك المطاف إلى شخص منبوذ من كل الأطراف"، فيما علق ثالث، "دخول القبر أسهل له من دخول وحكم العاصمة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبحسب المقال المنشور، قال باشاغا إنه شعر بالرعب عندما شاهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يغزو أوكرانيا، موضحاً، "كما في ليبيا، فإنني أعرف الشعور عندما شاهدت القوات الأجنبية تدخل بلداً بطريقة غير مشروعة. ومنذ عام 2014، دخل آلاف من المرتزقة التابعين لفاغنر، وهي مجموعة عسكرية خاصة قريبة جداً من فلاديمير بوتين، إلى بلدي وخلفوا وراءهم آثار الدمار. وتورط بوتين هو أمر يجب أن أشجبه بالكامل، ولكن عليَّ أن أذهب أبعد من هذا".
وبين المقال المنسوب إلى باشاغا أنه يريد شراكة استراتيجية مع بريطانيا تقوم على التجارة والأمن والتشارك في الاستخبارات، كما يريد التبادل التجاري البريطاني، والأعمال المساعدة في إعادة بناء ليبيا، وكذلك تقديم الخدمات للشعب الليبي، وذكر أن الشعب الليبي لا يريد رؤية عقد آخر من الحرب الأهلية، ولا يريد أيضاً مشاهدة قوات المشاة التابعة لـ"فاغنر" وهي تنهب البلدات والقرى الليبية، فهم متعبون بعد كل هذه السنين، ولكن هذا لا يعني أنهم استسلموا، بحسب وصفه. وأضاف المقال أن الليبيين يريدون العيش في بلد طبيعي، بلد بحكومة واحدة وبانتخابات حرة ونزيهة، بلد خالٍ من المرتزقة، مثل أوكرانيا.
ليبيا باعتبارها بديلاً
وأشار المقال الذي نسبته الصحيفة الإنجليزية إلى باشاغا إلى الإمكانات التي تتوفر عليها ليبيا، فلديها أكبر احتياطي للنفط في قارة أفريقيا، و"عندما نستأنف ضخ النفط فسيساعد ذلك على فطم العالم عن النفط الروسي، ويمكن للنفط والغاز الليبي المساعدة في تعويض النقص العالمي وتخفيض أسعار الوقود في بريطانيا" وفق قوله.
وسجل المقال وعدا بإعادة الديمقراطية وتنظيم انتخابات في أقرب وقت في ليبيا، وأكد أنه سيعمل على الحد من تدفق الهجرة الشرعية، معرباً عن صدمته من مظهر الناس الذين يغرقون في جماعات بالبحر المتوسط وهم يحاولون العبور إلى أوروبا، مؤكداً أنه لا يمكن حل المشكلة من دون مساعدة ليبية.