أفاد بحث جديد ممول من حكومة المملكة المتحدة، بأن مضللين عبر الإنترنت Trolls، يتلقون أوامر بنشر معلومات تدعم الغزو الذي يشنه (الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين على أوكرانيا، وذلك انطلاقاً من مصنع قديم للأسلحة في روسيا.
وتتطرق الدراسة الجديدة بالتفصيل إلى طريقة استخدام نظام الرئيس الروسي متصيدين تم تجنيدهم بشكل علني، لنشر محتوى ورسائل مؤيدة لموسكو على وسائل التواصل الاجتماعي، وفي أقسام التعليقات على المواقع الإخبارية الإلكترونية.
وذكر معدو البحث أن حسابات وسائل التواصل الاجتماعي التي عمل المخادعون على استهدافها، تشمل حسابات رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، والمستشار الألماني أولاف شولتز، ومنسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل.
ويبدو أيضاً أن أعمال التضليل الإعلامي قد استهدفت حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي لفرق موسيقية وموسيقيين، بما فيها "فرقة "دافت بانك" Daft Punk الفرنسية (للموسيقى الإلكترونية) والمؤلف الموسيقي الفرنسي ديفيد غويتا، ومنسق الأغاني الهولندي تييستو، والفرقة الموسيقية الألمانية "رامشتاين" Rammstein.
وكان قد تم اكتشاف هذه الأنشطة على منصتي "تويتر" و"فيسبوك"، لكن تبين أنها كانت أكثر تركيزاً على كل من تطبيقات "إنستغرام" و"يوتيوب" و"تيك توك"، حيث تكون البحوث أكثر تقييداً. وأشارت الدراسة إلى أن أفراداً مؤثرين على محرك "تيك توك" يتلقون أموالاً لقاء تضخيم سرديات مؤيدة لموسكو.
وتركز إحدى التقنيات التي يزعم أن المضللين يستخدمونها في هذا الإطار على تضخيم رسائل حقيقية ينشرها مستخدمون شرعيون لوسائل التواصل الاجتماعي، تتفق في محتواها مع وجهة نظر الكرملين، وذلك لتفادي الإجراءات الردعية التي تتبعها المنصات الإلكترونية في مجال مكافحة المعلومات المضللة.
وتردد أن قناة "تيليغرام" Telegram [خدمة المراسلة الروسية الرديفة لـ"واتساب"] تضطلع بدور رئيس في الشبكة التي تطلق عليها تسمية "سايبر فونت زي" Cyber Front Z ، وحرف Z كما هو معلوم، يرمز إلى الدعم الروسي للحرب في أوكرانيا.
ويزعم أن المقر الرئيس لهذه الشبكة يوجد في مساحة مستأجرة داخل "مصنع بناء الأسلحة" Arsenal Machine-building Factory في مدينة سانت بيترسبورغ الروسية، وهي شركة تصنع المعدات والتكنولوجيا العسكرية.
ويرى معدو البحث البريطاني أن المجموعة الروسية يبدو أنها استوحت أسلوبها من التكتيكات التي استخدمها أتباع نظرية المؤامرة "كيو أنون" QAnon في الولايات المتحدة [حركة أميركية في أوساط اليمين المتطرف] ومن "تنظيم الدولة الإسلامية" الإرهابي (داعش).
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ولاحظت الدراسة في المقابل، وجود تلاعب في استطلاعات الرأي في وسائل إعلام غربية، بما فيها تحريف نتائج استطلاعات سألت المشاركين فيها عما إذا كانوا يدعمون العقوبات الدولية على روسيا.
وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس علقت على الدراسة قائلة "لا يمكننا أن نسمح للكرملين وشبكات المضللين المتخفين التابعة له، بغزو مساحاتنا على الإنترنت بأكاذيبهم المتعلقة بالحرب غير الشرعية التي يشنها فلاديمير بوتين".
وأضافت تراس "لقد حذرت حكومة المملكة المتحدة الشركاء الدوليين من هذا الموضوع، وستواصل العمل بشكل وثيق مع الحلفاء والمنصات الإعلامية، من أجل تقويض العمليات الإعلامية الروسية".
تجدر الإشارة إلى أن وزارة الخارجية البريطانية لم تكشف عن هوية الباحثين الذين يقفون وراء الدراسة خوفاً عليهم من الاستهداف.
وزيرة الثقافة البريطانية نادين دوريس رأت من جانبها أن "ما يحصل هو محاولات خبيثة من جانب بوتين وآلته الدعائية، لخداع العالم في شأن الأعمال الوحشية التي يرتكبها ضد شعب أوكرانيا".
وأضافت دوريس أن "هذا الدليل سيساعدنا على كشف المعلومات الروسية المضللة وإزالتها بشكل أكثر فاعلية، واتباع إجراءاتنا الحاسمة الهادفة إلى منع أي شخص من التعامل مع مؤسسات مثل محطة تلفزيون روسيا اليوم RT، ووكالة الأنباء الروسية سبوتنيك Sputnik، اللتين يسيطر عليهما الكرملين".
ويعتقد أن المصنع الذي تستخدمه شبكة التضليل الإلكتروني الروسية مرتبط بيفغيني بريغوزين مؤسس "وكالة أبحاث الإنترنت" Internet Research Agency ، التي كان قد وجه الاتهام إليها باستخدام الخداع عبر الإنترنت للتدخل في الانتخابات الأميركية التي أدت إلى فوز دونالد ترمب برئاسة الولايات المتحدة في عام 2016.
© The Independent