Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تونس... وجهة مثالية للمتقاعدين الإيطاليين

20 في المئة من معاشاتهم كافية لتغطية نفقاتهم الشهرية بسبب تراجع قيمة الدينار

محافظة المهدية على الساحل الشرقي لتونس (اندبندنت عربية)

يقول رئيس الكونفدرالية الإيطالية للمتقاعدين أنجيلو سولانزو خلال زيارته إلى تونس على رأس وفد، إن "تونس بلد ثقافي متقدم له وزنه في المنطقة، على الرغم من أن الإسلام الدين الأساس فيه، لكنه يمتلك خصوصيات قريبة من المعايير الغربية". في المقابل، بثت قناة إيطالية الأسبوع الماضي تقريراً عن المحافظ السابق لمدينة صقلية الذي اختار مدينة المهدية بالساحل الشرقي مكاناً للعيش بعد تقاعده، وبحسب التقرير تضم المدينة أكثر من 400 إيطالي متقاعد انتقلوا إلى المدينة حديثاً. وتحولت تونس إلى وجهة جاذبة للباحثين عن حياة مختلفة، بخاصة مع انخفاض تكلفة العيش فيها وقيمة الضرائب التي يدفعونها قياساً بموطنهم. ومنذ سمح القانون الإيطالي عام 2007 للمتقاعدين الإيطاليين بالعيش خارج البلاد، وتلقي معاشاتهم في البلد الذي يختارون الاستقرار فيه، تحولت تونس إلى وجهة جاذبة للمتقاعدين.

جمال العيش

تقول ماريا (72 سنة) التي تعيش في ضاحية حلق الواد المحاذية للبحر في العاصمة تونس "أعرف البلد منذ شبابي وكنت أزوره باستمرار مما زاد تعلقي به، قررت الاستقرار نهائياً هنا أنا وزوجي بعد تقاعدنا لأن العيش في تونس ممتع". وتوضح ماريا "الطقس الدافئ وطبيعة الشعب التونسي المنفتحة والمطبخ وتكاليف العيش المنخفضة مقارنة بإيطاليا، كلها عوامل شجعتنا على الاستقرار هنا، العديد من الأصدقاء في إيطاليا يفكرون مثلنا ويريدون الاستقرار في تونس بخاصة أن الوضع الأمني هنا أفضل حتى من بعض الدول الأوروبية التي تعيش تحت تهديد الإرهاب". ‫وسمح القانون الإيطالي بهجرة ما يزيد عن 5000 متقاعد للعيش في تونس،  ‫وبحسب الأرقام والمعطيات التي يقدمها موقع "إيطاليا تسمى إيطاليا" تمثل تونس اليوم الوجهة الثالثة للمتقاعدين بعد مالطا والبرتغال. ومع استمرار التدفق بمعدل 500 متقاعد جديد سنوياً، فإن تونس مرشحة لأن تكون وجهة أولى في المستقبل

رفاهية

ويعيش غالبية الإيطاليين اليوم قرب المنتجعات السياحية المعروفة في تونس، في مدن مثل الحمامات ونابل وجربة وسوسة والمهدية وضواحي العاصمة كحلق الواد، ولا يجد الإيطاليون صعوبة في التواصل، إذ يستخدمون اللغة الفرنسية المتداولة بكثرة. كما يمكنهم التواصل بلغتهم الإيطالية لشيوعها على نطاق واسع بين التونسيين لا سيما في المدن السياحية على ساحل المتوسط. ويجيز القانون للإيطاليين إنفاق 20 في المئة من معاشاتهم في تونس، وتعد هذه النسبة كافية لتغطية تكاليف المعيشة بسبب تراجع الدينار التونسي أمام اليورو الذي يعادل نحو ثلاثة دنانير، فضلاً عن أن نسبة ضئيلة من الضرائب يدفعها الإيطاليون مقارنة بما يحصلون عليه في تونس من حياة فاخرة.

تاريخ الإيطاليين في تونس

لا تعد هجرة الإيطاليين إلى تونس ظاهرة حديثة، بل تعود إلى أوائل القرن العشرين إذ حملت القوارب المنطلقة من السواحل الإيطالية إلى شواطئ تونس أكثر من 100 ألف إيطالي، بحسب ما ورد في كتاب "ذكريات وقصص من البحر الأبيض المتوسط – تاريخ الهجرة الصقلية في تونس بين القرنين التاسع عشر والقرن العشرين". ووصل الإيطاليون إلى تونس على متن قوارب بسيطة من سواحل صقلية، جالبين معهم القليل مما كان لديهم. غادر بعضهم مع عدد من رؤوس الماشية، في حين أن البعض الآخر لم يكن يمتلك أي شيء فقد جاءوا مع ما كانوا يمتلكونه من رغبة في العمل والفرار من البؤس واليأس، أملاً في حياة أفضل. وفي مرحلة أخرى، تكثف وجود الإيطاليين، بعد أن تولى الفاشيون الحكم وإقامة الأحكام العرقية، إذ فرّ إلى تونس العديد من الإيطاليين المناهضين لهم وبخاصة اليهود من مدينة ليفورنو. وبعد عام 1956، تقلص الوجود الإيطالي في تونس، لعوامل عدة أهمها تحرير البلد من الفاشية العنصرية والانقسامات الداخلية في صفوفها بين الطبقة البرجوازية المثقفة وبقية أفرادها من الفلاحين والمقاولين.

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات