Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

طفل سوري ينجو من الحربين السورية والأوكرانية

أعجب السلوفاكيون بصبره وإصراره بعدما قطع وحيداً مسافة 1500 كيلومتر

الطفل حسن الخلف مع عنصر من الشرطة السلوفاكية (صفحة الشرطة السلوفاكية على فيسبوك)

أدهشت رحلة سلكها الطفل السوري، حسن الخلف (11 سنة)، الشرطة السلوفاكية على الحدود مع أوكرانيا بعدما قطع مسافة بلغت 1500 كيلومتر من مدينة زابوريجيا، جنوب شرقي أوكرانيا، إلى سلوفاكيا حيث تركته عائلته يرتحل وحيداً بسبب ظروف ألمت بها، فاجتاز مسيرة استغرقت قرابة أربعة أيام متواصلة.

شجاعة طفل

ووصل الطفل السوري إلى سلوفاكيا حاملاً كيساً بلاستيكياً وجواز سفر، ومن دون أي مرافق له، بحسبما ذكرت الشرطة السلوفاكية، التي وصفته وفق بيان لها، بـ"الطفل البطل"، إذ لقي إعجابهم، لهدوئه وصبره وقوة احتماله كل هذه المدة الصعبة في ظروف طقس قاسية، ومن دون مرافقة من أي أحد. وبينت الشرطة في بيانها وجود رقم هاتف على كف الطفل ساعد في الوصول إلى أهله.
وأثارت شجاعة الطفل والصور المنشورة له حين وصوله إلى سلوفاكيا، تضامناً واسعاً من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ونعتوا الطفل بصفات تجمع بين بـ"الفتى الشجاع" و"صاحب ابتسامة هادئة وإطلالة بريئة".
وقال الناشط الحقوقي السوري، رائد الشوفي الذي يعمل على مساعدة مواطنيه النازحين على تخطي مرحلة الحرب الأوكرانية، إن الهاتف المسجل على يد الطفل قد سهل كثيراً على الجهات واللجان التي تستقبل اللاجئين الأوكرانيين. وساعدت الطفل حسن الخلف على إيداعه في ملجأ للأيتام بعد التواصل مع أقربائه لتيسير اللقاء به.


أحوال الجالية

ولفت الشوفي إلى "نزوح ما يفوق المليون ومئتي ألف من المدنيين؛ هرباً من لهيب الحرب والمعارك المستعرة إلى سلوفاكيا. وأعمل مع مجموعة من الشبان السوريين على تسهيل هجرة العائلات السورية. والطفل حسن تمكن من الوصول في وقت تقبع فيه عائلات عدة تحت القصف". وقال، إن "المشرفين السلوفاكيين اعتنوا به، وقدموا له الطعام والمشروبات، التي حزموا مويد منها له في رحلته المقبلة. لقد كسبهم جميعاً بابتسامته وتصميمه".
وباعتقاد الناشط الشوفي أن "قلة من أفراد الجالية السورية في كييف بقيت في أماكنها، إلا أنه لا توجد إحصائية دقيقة عن العائلات السورية التي فرت من الحرب واتجهت إلى دول حدودية مجاورة كسلوفاكيا".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


من حرب إلى حرب

وتفيد المعلومات الواردة عن أوضاع صعبة تعيشها عائلة الطفل حسن الخلف التي قدمت من أوكرانيا بعد اندلاع الحرب هناك في 24 فبراير (شباط) الماضي، فكان على الأم أن ترعى جدة حسن (84 سنة) التي يصعب أن تتحرك، وبالتالي أرسلته وحيداً باتجاه سلوفاكيا. وأطلت والدة حسن في مقطع مصور نشرته الشرطة السلوفاكية تشكرهم فيه على اهتمامهم بطفلها.

وقالت الشرطة السلوفاكية في تدوينة لها على صفحتها الرسمية في موقع "فيسبوك"، إن الطفل "لم يذرف الدموع" بعد كل هذه المسيرة الشاقة، بينما يتواصل تدفق المدنيين من مدينة زابوريجيا خوفاً على أرواحهم من اشتداد المعارك، لا سيما أن المدينة ذاتها تقع بجوار محطة مفاعل نووي، فيما تؤكد وزارة الدفاع الروسية في بيانات تفاديها مواقع المدنيين في حربها ضد الجيش الأوكراني.
في المقابل، أفضت حالة التعاطف مع الطفل السوري إلى استذكار ملايين الأطفال الذين خاضوا أوجاع الحرب والنزوح، ويقبعون في أحوال معيشية تهدد حياتهم، حيث سقط حوالى 12 ألف طفل منذ اندلاع الحرب السورية وفق إحصائيات لمنظمة اليونيسيف، التي حذرت من أن حوالى 90 في المئة من الأطفال السوريين بحاجة إلى مساعدة إنسانية، بزيادة نسبتها 20 في المئة عن العام الماضي.
وتحدث متابعون لرحلة الطفل النازح عن انتقاله لوحده من قطار إلى قطار وسيره على الأقدام لمسافة طويلة من دون أن يشعر بخوف ورهبة الحرب، مشيرين إلى أن "الحرب تصنع رجالاً في أعمار صغيرة، فما بالك بمَن شهد حربين".
من جهة أخرى، قال كنان ناطور وهو سوري صاحب مقهى في مدينة خاركيف الأوكرانية، إن حال السوريين هناك لا تسر، واصفاً المشهد بكثير من المأساوية، إذ غادرها سكانها وهجر هو المقهى الذي تعب في تأسيسه لتطحنه رحى الحرب.
وتتشابه قصص السوريين الذين فروا من آتون الصراع المسلح الداخلي في بلدهم للعيش بأمان في أوروبا، ليواجهوا أحياناً، لا سيما مَن لجأ منهم إلى أوكرانيا، مصيراً مماثلاً يجبرهم على التغرب مجدداً والفرار. وفي بعض الحالات، لا تكون النهايات سعيدة كما في حال الطفل حسن، إذ سُجلت وفاة ثلاثة سوريين من بينهم سيدة، بسبب البرد على الحدود الأوكرانية – البولندية.

المزيد من متابعات