أكبر "جبال النفايات" في الهند في طريقه ليصبح أعلى من تاج محل في عام 2020. فمطمر قمامة غازيبور يشغل مساحة تبلغ أكبر من مساحة 40 ملعب كرة قدم في الطرف الشرقي من نيودلهي، وهي من أكثر عواصم العالم تلوثاً.
كما يزداد ارتفاع مكب النفايات الهائل هذا 10 أمتار سنوياً. ويبلغ علوه اليوم 65 متراً وسيفوق ارتفاع تاج محل، الذي يبلغ علوه 73 متراً، في السنة المقبلة. بحسب تقرير أعدته وكالة الصحافة الفرنسية (أ.ف.ب).
بلغ حجم المَعلم الآسن هذا من الضخامة حداً دفع المحكمة العليا في الهند إلى التنبيه إلى ضرورة وضع ضوء أحمر فوقه لتحذير الطائرات من خطر الاصطدام به.
وقال تشيترا موكيرجي، رئيس مجموعة تعنى بالبيئة "يجب أن يوقف كل هذا. فالاستمرار برمي النفايات تسبب بتلوث شديد للهواء والمياه الجوفية". وكان المكب افتتح عام 1894، وبلغ الحد الأقصى من قدرته الاستيعابية في سنة 2002 وحجمه يتزايد منذ ذلك الوقت.
ومع الزيادة السريعة في النمو السكاني وزيادة الاستهلاك، سيستمر حجم المكب بالزيادة. وتنتج المدن الهندية 62 مليون طن من النفايات سنوياً، وتشير التوقعات الحالية إلى زيادة هذا الإنتاج ليصل إلى 165 مليون طن في عام 2030.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تعيش طيور كاسرة وكلاب ضالة وجرذان وأكثر من ألف شخص، معظمهم من الأطفال، على بقايا الطعام في جبل النفايات، وهي تبحث عن قوتها في 2000 طن من النفايات المرمية في هذا المكب يومياً.
لكن الحياة على مكب غازيبور خطرة جداً. فالنيران لا تخبو طوال أيام، وغالباً ما تندلع بسبب اندفاع غاز الميثان من الأنقاض. وفي 2008 انهار جزء من الجبل وأودى بحياة شخصين.
الأشخاص الذين يعيشون في الجوار يقولون إنهم بالكاد يستطيعون التنفس نظراً إلى درجة تسمّم الهواء العالية والكثير منهم اشتكى من مشاكل حادة في التنفس وفي المعدة.
وفي يناير (كانون الثاني)، بلغت درجة التلوّث في هواء دلهي مستويات حالات الطوارئ. ووجد المجلس المركزي لمكافحة التلوّث أن تركيز الجزيئات السامة في الهواء بلغ 12 ضعف المستويات توصيات الولايات المتحدة.
وفي الحقيقة فإن معدل استهلاك الفرد في الهند للبلاستيك لا يبلغ سوى 11 كلغ مقارنة بالدول الغربية التي يُستهلك فيها 10 أضعاف ذلك، إلا أن المعضلة الكبرى تكمن في التخلص من تلك النفايات.
وفي مطلع هذا العام قامت الهند بحظر استيراد النفايات البلاستيكية في محاولة منها لتقليص الفجوة بين توليد النفايات والقدرة على تدويرها.
كما التزمت التخلص التدريجي الكامل من الأدوات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد بحلول 2022.
© The Independent