قال الجيش الأوكراني، اليوم الجمعة 18 فبراير (شباط)، إنه رصد 60 انتهاكاً لوقف إطلاق النار ارتكبها انفصاليون موالون لروسيا على مدى الساعات الـ 24 الماضية، مضيفاً أن جندياً أصيب.
وزادت وقائع القصف عبر الخط الذي يفصل بين القوات الحكومية والانفصاليين بشدة، الخميس، ووصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأمر بأنه "استفزاز كبير"، وذكر الجيش في تقرير أن الانفصاليين فتحوا النار على أكثر من 10 تجمعات سكنية مستخدمين المدفعية الثقيلة وقذائف الهاون ودبابة.
والتصعيد في الأزمة الأوكرانية - الروسية على حاله، وفيما تعلن موسكو عن سحب جزئي لقواتها عن الحدود، يؤكد الغرب ألا دليل على ذلك، لا بل يشير إلى دلائل على زيادة التعزيزات الروسية في شرق أوروبا، ويحذر من أن الغزو الروسي لا يزال محتملاً في أي لحظة، وهو ما تنفيه موسكو.
وزير الدفاع الروسي سيتحدث هاتفياً مع نظيره الأميركي
ونقلت وكالة "إنترفاكس" للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية قولها إن الوزير سيرغي شويغو سيتحدث هاتفياً مع نظيره الأميركي لويد أوستن، اليوم الجمعة، بناء على طلب الولايات المتحدة.
قادة الدول عبر الأطلسي
في هذا الوقت، يلتقي وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن نظيره الروسي سيرغي لافروف، الأسبوع المقبل، إذا لم تغزُ روسيا أوكرانيا، وفق ما أعلنت الخارجية الأميركية، وقال المتحدث باسم الخارجية نيد برايس، إن بلينكن عرض لقاء لافروف "في أوروبا الأسبوع المقبل. وقد ردَّ الروس باقتراح مواعيد في نهاية الأسبوع المقبل، وهو ما وافقنا عليه شرط ألا يحصل غزو روسي لأوكرانيا"، وأضاف، "إذا أقدموا على الغزو في الأيام المقبلة، سيظهر ذلك بوضوح أنهم لم يكونوا أبداً جادين بشأن الدبلوماسية".
من جهته أشار مسؤول في البيت الأبيض إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن سيجري، بعد ظهر اليوم الجمعة 18 فبراير، محادثات مع قادة الدول عبر الأطلسي "بشأن القوات العسكرية الروسية المحتشدة على حدود أوكرانيا" والجهود المبذولة لتغليب الدبلوماسية.
ووفقاً لبرنامج رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، سيشارك في هذه المحادثات التي تنظم عن بُعد قادة كل من: كندا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، وبولندا، ورومانيا، والمملكة المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وحلف شمال الأطلسي.
مجموعة السبع
وأعلنت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أن دول مجموعة السبع مستعدة لإجراء "حوار جاد" مع روسيا بشأن الأزمة الأوكرانية، وذلك عشية محادثات حاسمة ستجريها في ميونيخ مع نظرائها في المجموعة، وقالت بيربوك إن وزراء خارجية دول مجموعة السبع الذين يجتمعون، السبت، سيبعثون "رسالة وحدة" مفادها "بأننا مستعدون لحوار جاد حول الأمن للجميع".
طرد "لا مبرر له"
على خط آخر، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن السفارة الأميركية في موسكو، قولها إن موسكو طردت نائب السفير الأميركي بارتل غورمان وواشنطن سترد على هذه الخطوة. فيما قالت نائبة السكرتير الصحفي للبيت الأبيض كارين جان بيير إن طرد موسكو لنائب السفير الأميركي لدى روسيا "لا مبرر له"، وحذّرت من تصاعد احتمال حدوث غزو روسي لأوكرانيا.
في المقابل، أكّدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، على حسابها على تطبيق "تلغرام"، أن هذا الإجراء جاء رداً على قيام الولايات المتحدة أخيراً بطرد دبلوماسي روسي من واشنطن "في شكل غير مبرّر".
وتبادلت السلطات الأوكرانية والجماعات الانفصالية في شرق البلاد، الاتهامات بالقصف المدفعي. من جانبهم قال الانفصاليون المدعومون من روسيا، إن القوات الأوكرانية قصفت أراضيهم بقذائف المورتر، في حين نفت كييف الاتهامات، وقالت إن المتمردين أطلقوا قذائف على قرية في منطقة لوهانسك أصابت روضة أطفال. وأعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية إصابة جندي ومدنيين اثنين جراء القصف.
وتعليقاً على القصف، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، إن الحلف يشعر بالقلق من أن تحاول روسيا اختلاق ذريعة لغزو أوكرانيا. وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس أعربت بدورها عن قلقها البالغ بشأن التقارير عن "تصاعد العدوان الروسي"، متهمةً موسكوأيضاً "بمحاولة سافرة لخلق ذريعة للغزو".
وحدات مشاة روسية عادت من القرم
ميدانياً، نقلت وكالة أنباء "إنترفاكس" عن وزارة الدفاع الروسية القول، الجمعة، إن عددا من وحدات المشاة الميكانيكية الروسية عادت إلى قواعدها في منطقتي داغستان والشيشان بعد الانتهاء من تدريبات في شبه جزيرة القرم، وعلى نحو منفصل، نقلت "إنترفاكس" عن الوزارة القول أيضاً إن قطاراً يحمل دبابات تخص المنطقة العسكرية الغربية غادر موقعاً لم يتم الكشف عنه لإعادتها إلى قاعدتها في منطقة "نيجني نوفغورود" الروسية.
وأعلنت موسكو الخميس، 17 فبراير، أنها تواصل انسحابها العسكري الجزئي من جزيرة القرم مع انتهاء مناورات عسكرية، عارضة مشاهد تظهر قطاراً محملاً بشاحنات عسكرية يعبر الجسر الذي يربط القرم بالبر الروسي. وكانت روسيا أعلنت، الثلاثاء والأربعاء، سحب قسم من قواتها.
وفي الوقت نفسه، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن نحو 20 سفينة حربية بدأت تدريبات في بحر قزوين، الخميس، في إطار مناورات عسكرية أوسع تشمل معظم قواتها البرية والبحرية.
وأكدت واشنطن أن موسكو لم تسحب قوات عن الحدود مع أوكرانيا، بل أرسلت تعزيزات من "سبعة آلاف عسكري"، وفق ما قال مسؤول كبير في البيت الأبيض، الأربعاء، مشيراً إلى أنه بإمكان روسيا "في أي لحظة" اختلاق ذريعة لغزو أوكرانيا. وأضاف، "تقول روسيا إنها تريد إيجاد حل دبلوماسي لكن أفعالها تشير إلى عكس ذلك".
وفي ما يتعلق بمطالب روسيا الأمنية لخفض التصعيد، والتي تشمل تعهداً بعدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي إطلاقاً، قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس، الخميس، إن كييف تسير على طريق الانضمام إلى الحلف، وإن لندن أوضحت للكرملين أن سياسة الحلف بضم أعضاء جدد لن تتغير.
إليكم تغطيتنا للتطورات الأوكرانية عندما حدثت.