"عبور النهر يكون من خلال تتبع الحجارة" هذا ما يقوله المثل الصيني الشهير، ويقوله أيضاً بينالي الدرعية الذي ينطلق اليوم الـ10 من ديسمبر (كانون الأول) حتى مارس (آذار) المقبل، تحت شعار "تتبع الحجارة".
هذا المثل الذي عبر ما هو أطول من النهر أتى به فيليب تيناري، القيم الفني لـ"بينالي الدرعية"، الذي عمل قيّماً فنياً لمؤسسة الفن المعاصر في الصين قبل أن ينتقل إلى العاصمة السعودية مطلع العام الحالي، ويقود فريقاً عملوا على بناء 6 أقسام بها أعمال لـ70 فناناً سعودياً وأجنبياً.
التجريب في السعودية ليس ظاهرة
وقال فيليب تيناري إن مشروعهم يسعى لتقديم فن معاصر لأشخاص لم يعتادوا على رؤيته، مضيفاً "نحن لا نبتدع الفن هنا، فالفن المعاصر في السعودية ليس ظاهرة جديدة، لكننا نعيد تقديمه".
وأضاف في لقاء مع الصحافيين قبل الافتتاح بساعات، "المعرض سيتضمن 6 أقسام، الأول عبور النهر الذي يشتق من شعار النسخة ليسلط الضوء على تطور الفن المعاصر في السعودية، القسم الثاني هو التفكير المحيطي الذي يسعى لإيجاد طرق مختلفة للتفكير الثقافي، وقسم الظهور العلني للتواصل مع المجتمع، وعالم جديد كلياً نقدم فيه خيارات مختلفة، والمحافظة التجريبية، والقسم الأخير (في ما يخص الروح) وهو دعوة للتفكير في الأمور العميقة".
مؤسسة وليست مجرد معرض
وقال وزير الثقافة الأمير بدر بن فرحان، والذي يشغل أيضاً منصب رئيس مجلس أمناء مؤسسة بينالي الدرعية، إن "التبادل الثقافي والحضاري مع دول العالم يأتي على رأس الأولويات في هذه الفترة التي تشهد ازدهاراً ونمواً غير مسبوقين للمجتمع الإبداعي في السعودية"، وأضاف "بينالي الدرعية للفن المعاصر يأتي كمنصة رائدة لمد جسور الحوار بين المبدعين من شباب السعودية وربطهم مع العالم الفني".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أما آية البكري، الرئيس التنفيذي لمؤسسة بينالي الدرعية، فقد وصفت المشروع بأنه يجسد التزام المؤسسة "تجاه دعم المواهب الفنية وتمكينها من استعراض أعمالها، عبر حوار ثقافي مثمر بمشاركة نخبة من الفنانين المرموقين من أنحاء العالم".
وأضافت في حديث لـ"اندبندنت عربية"، أن "مؤسسة بينالي الدرعية يتجاوز عملها تنظيم المعرض المقام حالياً، إذ تنظم بجوار بينالي الدرعية بينالي آخر سيعلن عنه لاحقاً للفن الإسلامي، إضافة إلى أنشطة وبرامج أخرى، لكن نشاطنا الرئيس هما معرضا بينالي".
جاكس
وتشغل المؤسسة التي تنظم المعرض حيزاً من حي يتم إعداده في الدرعية يدعى "حي جاكس"، وهو عبارة عن مخازن ومستودعات وورش قديمة تم إخلائها ويجري العمل على تحويلها إلى مساحات فنية.
ويقول راكان الطوق، المشرف العام على الشؤون الثقافية والعلاقات الدولية في وزارة الثقافة، عن تجربة الحي "جاكس هو الاسم الذي كان يحمله الحي منذ كان مستودعات، وتم الحفاظ عليه، مع تطوير المكان كجزء من مشروع تطوير بوابة الدرعية، وتتولى وزارة الثقافة تطوير هذا الجانب من الدرعية".
ويضيف الطوق الذي يشغل أيضاً منصب نائب أمين مجلس أمناء البينالي لـ"اندبندنت عربية"، أن "بينالي الدرعية يشغل مساحة تقل عن 15 في المئة من جاكس، البينالي سيقام في هذه المساحة كل سنتين بصفته أهم نشاط ثقافي يدور في الحي، لكن التطلعات للمنطقة كبيرة لأنها تكون منطقة حراك ثقافي سيعلن عنها في الوقت المناسب".
ويقع "حي جاكس" في محافظة الدرعية بالعاصمة الرياض، ويتكون من أكثر من 100 مستودع يتم العمل على تجديدها، لتصبح المنطقة المرجعية للفنون والثقافة. إذ يتضمن مجموعة مساحات للعرض، واستوديوهات للفنانين، ومعارض فنية ومرافق ومنصات. كما ستستضيف المنطقة المراكز الإعلامية وفعاليات وأنشطة سيتم تفعيلها طوال العام، وتم الاحتفاظ باسم "حي جاكس" في إشارة إلى المكان المتعارف عليه بين الناس على مر السنين، حيث عُرفت المنطقة بالمركز اللوجستي لمشاريع البنية التحتية في الرياض.
بينالي البندقية
ويوجد في العالم عدة معارض تحمل وصف "بينالي" نسبة للنسخة الإيطالية التي تنظم في مدينة البندقية منذ 1980.
ويعد بينالي البندقية واحداً من أكبر وأعرق معارض الفن المعاصر في العالم الذي يعرض الأعمال المعاصرة لفنانين، وينطلق سنوياً في يونيو (حزيران) إلى نوفمبر (تشرين الثاني) في السنوات الفردية.
وتشمل أنشطته العروض الراقصة والموسيقى والمسرح، حيث تم إنشاء أجنحة دائمة لأكثر من 30 دولة للمناسبة، وأضاف البينالي تصميم عالم الهندسة المعمارية إلى ذخيرته، إذ يقام "بينالي الهندسة المعمارية" كل عامين في السنوات الزوجية، وقد أصبح شائعاً للغاية.
