أعربت ملكة بريطانيا عن دعمها لاندماج الدول الأوروبية، وذلك في اجتماع تاريخي مع دبلوماسيين ألمان، بحسب محضر سري للاجتماع أُزيح النقاب عنه حديثا.
وأفادت برقية دبلوماسية كتبها روديجر فرايهر فون فيشمار،سفير ألمانيا في لندن وقتذاك، بعد لقائه الملكة في عام 1988 أن جلالتها لم تدع مجالا للشك في أن "مستقبل بريطانيا يكمن في أوروبا."
وكان السفير قد وجّه مذكرة إلى حكومته ضمنّها تفاصيل المحادثة التي أجراها مع إليزابيث الثانية في لقاء وداعي في السفارة الألمانية في لندن.
وسلّط محضر الاجتماع، الذي نشرت مجلة دير شبيغل الألمانية تقريراً عنه، الضوء على الآراء الخاصة للملكة، في حادثة نادرة نظراً إلى أن جلالتها دأبت دائماً على البقاء بعيدا عن السياسة، بما في ذلك النقاش الدائر حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وذكرت شائعات تناقلتها الاوساط السياسية منذ فترة طويلة أن الملكة تدعم سرا الاندماج الأوروبي، وقد لفتت الأنظار عند افتتاحها البرلمان عام 2017 لأول مرة بعد استفتاء البريكست، عندما ارتدت معطفاً أزرق وقبعة تحمل أشكالا بلون زهري في مظهر عام يُذكر بعلم الاتحاد الأوروبي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأشار التقرير، إلى إن الملكة أبلغت السفير الألماني المنتهية ولايته بأن "البعض لم يدرك" بعد أن المملكة المتحدة تنتمي إلى أوروبا، وذلك في إشارة إلى رعاياها المناهضين للاتحاد الأوروبي. كما لفت إلى أن جلالتها لاحظت أن الكثير من البريطانيين لم يفهموا بعد السوق المشتركة، قائلة إن "الوقت قد حان" بالنسبة للحكومة لتنظيم حملة تثقيفية لشرح الاتحاد للناخبين.
وأوردت الرواية أن الملكة وجهت انتقادات شديدة إلى مارغريت تاتشر التي كانت رئيسة وزراء بريطانيا آنذاك. فعندما قال السفير إن تاتشر بدت وكأنها تريد شكلا مختلفا من الاندماج الأوروبي غير الذي تدعمه الحكومة الألمانية في ذلك الوقت، أجابته الملكة إن "هذا سيتغير" مضيفة بعد صمت قصير "إن بقيت (تاتشر)هنا."
وعند مناقشة قدرة تاتشر على التكيف مع الظروف السياسية الجديدة، قيل إن الملكة ردّت "نعم، حتى أنها اكتشفت حالياً الثقب الموجودة في طبقة الأوزون."
ومن المقرر أن ينشر معهد ألمانيا للتاريخ المعاصر قريباً النسخة الكاملة التقرير الخاص بذلك الاجتماع التاريخي.
© The Independent