في الوقت الذي تتفاقم فيه أزمة الغاز على مستوى العالم، تشير البيانات والأرقام التي أعدتها "اندبندنت عربية"، إلى أن هناك 10 دول تسيطر على صادرات الغاز عالمياً، وقد سجلت هذه الدول أرباحاً قياسية مع الارتفاع الصاروخي بأسعار الغاز منذ بداية صعودها في مايو (أيار) الماضي.
على صعيد أسعار الغاز، سجلت ارتفاعات قياسية تزامناً مع انتشار جائحة كورونا وتحديداً منذ الربع الثاني من عام 2020. وقفزت الأسعار لكل مليون وحدة حرارية من مستوى 1.75 دولار في مايو (أيار) 2020، إلى نحو 34 دولاراً خلال تعاملات نهاية الأسبوع الماضي بزيادة بلغت نحو 32.25 دولار. ووفق هذه الأرقام، فقد تضاعفت الأسعار بنحو 59.5 ضعف ما يعادل ارتفاعاً بنسبة 1842 في المئة.
ويوم الأربعاء الماضي، سجلت أسعار الغاز في أوروبا قفزة كبيرة، إذ صعدت في غضون ساعة تقريباً بواقع 300 دولار، وسجلت مستوى قياسياً غير مسبوق. وقالت وسائل إعلام إن أسعار الغاز بلغت مستوى 1900 دولار لكل ألف متر مكعب، وسجلت بذلك مستوى تاريخياً جديداً. ووفقاً للتداولات، فقد ارتفعت أسعار الغاز في أوروبا إلى مستوى 1937 دولاراً لكل ألف متر مكعب. والجمعة، سجلت أسعار الوقود الأزرق 4 مستويات تاريخية.
روسيا تتصدر قائمة المصدرين
في المقابل، فإن هناك 10 دول سجلت أرباحاً ومكاسب صاروخية خلال هذه الأزمة، إذ يبلغ إجمالي صادرات الدول الـ 10 نحو 764 مليار متر مكعب. وفيما تأتي روسيا في المقدمة، تشير البيانات إلى أن إجمالي احتياطي الغاز لديها يبلغ نحو 49 تريليون متر مكعب من الغاز. ويمثل هذا الحجم أكثر من 24 في المئة من إجمالي الاحتياطيات العالمية المؤكدة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
فيما يبلغ إنتاج روسيا من الغاز نحو 669 مليار متر مكعب، بينما يصل حجم صادراتها إلى نحو 197 مليار متر مكعب متصدرة بهذا الرقم قائمة مصدري الغاز على مستوى العالم. وتوفر روسيا قرابة 25 في المئة من الغاز الطبيعي لدول الاتحاد الأوروبي، وأكثر من 80 في المئة من هذه الصادرات تسافر عبر الأراضي الأوكرانية.
في المركز الثاني، جاءت دولة قطر التي يبلغ حجم صادراتها من الغاز نحو 123 مليار متر مكعب، تليها في المركز الثالث النرويج التي يبلغ حجم صادراتها نحو 112 مليار متر مكعب. وفي المركز الرابع، حلت كندا بحجم صادرات يبلغ نحو 78 مليار متر مكعب، تليها هولندا في المركز الخامس بحجم صادرات يصل إلى 53 مليار متر مكعب.
وتأتي الولايات المتحدة الأميركية في المركز السادس، بحجم صادرات يبلغ نحو 53 مليار متر مكعب، تليها الجزائر في المركز السابع بحجم صادرات يصل إلى 50 مليار متر مكعب. وحلت تركمانستان في المركز الثامن بحجم صادرات يصل إلى 43 مليار متر مكعب، ثم ماليزيا في المركز التاسع، وتصل صادراتها إلى نحو 34 مليار متر مكعب، وأخيراً أستراليا بحجم صادرات يبلغ نحو 34 مليار متر مكعب.
ووفق هذه البيانات، تضاعفت عائدات تلك الدول من صادرات بيع الغاز بنحو 59.5 ضعف، بما يعادل زيادة بنسبة 1842 في المئة في إجمالي العائدات.
تحذيرات من استمرار الأزمة
وقبل أيام، حذرت وكالة الطاقة الدولية من احتمال استمرار ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي خلال الشهر المقبل. ما يزيد من الضغوط على المستهلكين في أوروبا قبل حلول فصل الشتاء. وقال المدير التنفيذي للوكالة، فاتح بيرول، "ربما نظل نرى ارتفاع أسعار الغاز بشكل محدود خلال الأيام والأسابيع المقبلة".
وأوضح أن "أهم عامل هنا على المدى القصير سيكون الظروف التي ستسود خلال فصل الشتاء". وأضاف "في حالة وجود شتاء قاس ربما تواصل أسعار الغاز ارتفاعها في أوروبا وآسيا، ويرجع السبب في ذلك بشكل أساسي إلى الطلب القوي للغاية نتيجة التعافي الاقتصادي".
فيما كشفت منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول "أوابك"، أن أسعار الغاز الطبيعي تأتي في مستوى قياسي جديد، وذلك يعود إلى انتعاش الطلب مجدداً على الغاز الطبيعي مع بداية مرحلة التعافي من جائحة كورونا، وتراجع مخزونات الغاز في السوق الأوروبية إلى أقل مستوى. وتوقعت المنظمة استمرار زيادة الطلب على الغاز الطبيعي المسال. ما يتطلب الاستمرار في ضخ الاستثمارات في القطاع حتى لا تتحول الأزمة إلى أزمة عالمية.