عقب إعلان وزارة الثقافة في المغرب عن نتائج الدعم المسرحي للموسم الجديد، أصدرت النقابة الوطنية لمهنيي الفنون الدرامية بياناً يحتج فيه أهل المسرح على ضآلة المبالغ المرصودة للمشاريع المقبولة، وعلى عدم استفادة الكثير من الفرق التي تعوّل على دعم الدولة، كي تواصل عرض أعمالها المسرحية في بلد صار من الصعب فيه الاعتماد على الجمهور وحده. وقد سجلت نقابة المسرحيين في بيانها الملاحظات التالية:
- تأخر لجنة الدعم غير المفهوم في الإعلان عن نتائج أشغالها
- تقليص عدد المشاريع المستفيدة من دعم التوطين بالمقارنة مع السنوات الماضية.
وأعلنت التقابة رفضها المطلق للمبالغ المعلنة بالنسبة للعديد من المشاريع، والتي لا تغطي نصف تكلفة الإنتاج والترويج، في الحدود الدنيا لأي عمل مهني يراعي كرامة الفنانين وضمان الجودة.
وفي لقاء خاص مع الفنان مسعود بوحسين رئيس النقابة الوطنية لمهنيي الفنون الدرامية، صرّح ل"أندبندنت عربية" بأن النقابة لا توجه أية ملاحظة بخصوص نزاهة لجان الدعم باعتبارها "سيدة قراراتها"، وإنما تحتج على تراجع عدد الفرق المسرحية المستفيدة من الدعم، خصوصاً في ما يتعلق بمجال التوطين، وذلك قياساً مع الدورات السابقة. ويستطرد بوحسين: "لكن الإشكال الأساسي مرتبط بقيمة المبالغ المرصودة للدعم، فاللجان، على ما يبدو، لا تضبط حساباتها بالشكل الذي يتلاءم وتكلفة العروض، فالفرق التي ترغب في تقديم عرض مسرحي وازن لن يكفيها على الإطلاق المبلغ المخصص لها من الوزارة".
وحين سألنا رئيس نقابة المسرحيين إن كان السبب وراء ضعف مبالغ الدعم هو محدودية ميزانية الوزارة، نفى ذلك، وأكّد أن عددا من المسرحيين يستفيدون من الدعم خارج نظام التباري. ويتساءل: "كيف يعقل أن تتقدم فرق مسرحية بمشاريع وازنة وتحصل على دعم مالي أقل من الذي يُقدم لفرق أخرى من دون مباراة؟".
ويعتب بوحسن على الوزارة إقدامها على مراجعة دفتر التحملات، من دون استشارة المنظمات المهنية. فالسقف المالي المحدد للدعم في مائتي ألف درهم (حوالى عشرين ألف دولار) يفرض على الفرقة المسرحية –حسب بوحسين- ألا تظهر بأكثر من ممثلين أو ثلاثة على الخشبة، والحال أن هناك فرقاً من ستة أشخاص وأكثر تقدم عروضها بنصف هذا المبلغ، بصيغة عمل تبدو نضالية.
وطالب رئيسُ نقابة المسرحيين بتدخل وزير الثقافة كي تراجع لجان الدعم حساباتها، وأكد ضرورة الجلوس إلى طاولة الحوار من أجل إعادة النظر في دفتر التحملات، بما ينسجم والتحولات الحقيقية التي بدأ يعرفها المسرح المغربي.
وفي سياق مطالب النقابة يضيف مسعود بوحسين: "المسرح المغربي يتطور، ولا ينبغي أن نعود به إلى الوراء، وذلك ما يقع حين نغلق باب التنافسية ونفتح باب الريع. ولا بد أيضا من العناية بقدماء الفنانين ورواد المسرح، والانتصار للأعمال الحقيقية، وتوظيف المال العمومي لصالح الجودة ورقي الذوق، وعدم الانصياع لجهات تضغط على الوزارة قصد الاستفادة من الدعم خارج نظام التباري". وأكد بوحسين أن النقابة، ومعها الفيدرالية المغربية للفرق المسرحية المحترفة، حريصة على عدم مشاركة أعضائها في لجان الدعم، إذ بدا له ذلك تعارضاً للمصالح وضرباً في عامل النزاهة والحياد.