Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الأنكى من هيمنة طالبان..."عدم الوثوق بأميركا كحليف"

"التاريخ يعيد نفسه، أصحاب الأرض والعقيدة يستطيعون أن ينتصروا على الاستعمار"

قاعدة "باغرام" الجوية بعد أن أخلتها القوات الأميركية (رويترز)

باتت المشاهد والصور التي تأتي من أفغانستان منذ إعلان الولايات المتحدة انسحاب قواتها، والانهيار التام والسريع للحكومة والجيش الأفغاني، وسيطرة حركة "طالبان" على البلاد، حديث العالم لما شكلته الأحداث السريعة من جدل واسع وتفسيرات متباينة.

تنوع قومي

وقال الباحث العراقي سعد سلوم، "أفغانستان بلد يضم تنوعاً قومياً، ولا يقتصر الأمر على الاختلاف المذهبي، لذا من الصعب على طالبان، مع توزع هذه القوميات على الجغرافية الأفغانية التي تمتاز بتضاريس قاسية، أن تحكم قبضتها على كل أنحاء البلاد".

وتوقع سلوم أن تواجه "الحركة مشكلات في إدارة هذا التنوع الديني والقومي، ولا يمكن لها بأي حال من الأحوال أن تفرض نوعاً من المركزية الشديدة لا يأخذ بالاعتبار مثل هذا التنوع، ولا يمكنها أن تفرض هوية أحاديه على جميع السكان، ومستقبل طالبان يكمن في تغيير سياستها الأحادية في إدارة التنوع في البلاد، ومن دون ذلك، لا يمكن أن نتخيل بقاء أفغانستان كبلد موحد".

بدوره، قال مصطفى الشربيني، الكاتب المختص في الشؤون الأفريقية إن "صورة الخروج من قاعدة باغرام في جنح الظلام لن ينساها التاريخ، ونموذج مخز للاتفاقيات التي تمت سابقاً، والتخلي الأميركي عن أفغانستان على الرغم من أنه مبرر، له تأثير عميق في الشرق الأوسط، الذي يجاور أفغانستان، والعالم العربي الذي نجح بشكل عام في السنوات الخمس الماضية بمساعدة أميركية في تحييد الحركات الإسلامية المتشددة، سوف يخشى من أن تستلهم هذه الحركات نجاح طالبان، وتظهر مجدداً".

وأكد أن "استيلاء طالبان على البلاد مرة أخرى سوف يؤدي إلى تحويلها ملاذاً آمناً للإرهابيين، إذ يعتقد أنها تحافظ على علاقات متينة مع القاعدة، ما سوف يهدد أيضاً مسار التقدم المحرز في تأمين حقوق النساء، علاوة على ذلك، يمكن أن يكون عاملاً لتزايد عدم الاستقرار الداخلي، والنزوح الجماعي للاجئين، وسوف تؤدي الأزمة الإنسانية المتزايدة إلى تداعيات إقليمية، ومن المرجح أن تتنافس كل من باكستان والهند وإيران وروسيا على النفوذ في كابول".

مأساة إنسانية

أضاف الشربيني، "يمثل الوضع في أفغانستان مأساة إنسانية، وللأسف ستزداد سوءاً، عندما نفكر في التداعيات الاستراتيجية والجيوسياسية لاستيلاء طالبان على السلطة، يجب ألا نغفل التكاليف البشرية والأرواح التي فقدت، والحريات والأحلام التي دمرت، ويجب أن نتذكر دائماً أن الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية كبيرة عن هذه المحنة التي يعيشها الشعب الأفغاني، فبعد نحو عقدين من العمل الجاد وإعادة بناء المؤسسات التعليمية والمجتمع المدني والشركات التي تقودها أو تملكها النساء، تتعرض الأفغانيات لضياع معظم حقوقهن وحرياتهن الأساسية في ظل حكم طالبان".

انهيار أفغانستان

ماذا يعني انهيار أفغانستان لمصالح الولايات المتحدة؟ يجيب الشربيني، "إن سقوط حكومة أشرف غني مؤشر إضافي على تضاؤل النفوذ الأميركي، وسوف تفسر باكستان الأمر لجهة عدم الوثوق بأميركا كحليف، ومن المرجح أن تشعر الصين وروسيا بالرضى عن هذا الإذلال العلني لمنافسهما الرئيس، على الرغم من أن انتصار طالبان سيؤدي إلى تشجيع التطرف في أماكن أخرى في المنطقة".

في حين، قال سيد الجابري رئيس حزب "المصري" والخبير الاستراتيجي، "10 سنوات للسوفيات و20 للأميركيين، وفي النهاية، انتصرت إرادة الأفغان، في أطول حرب في تاريخ أميركا خارج حدودها، منذ عام 2002، خسرتها أميركا بخروج قواتها من أفغانستان".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أضاف رئيس حزب "المصري،" أن "أميركا عقدت مباحثات مع طالبان في الأعوام 2018 و2019 و2020، وتم التوصل إلى اتفاق على خروج القوات الأميركية بسلام من أفغانستان، مقابل عدم تعرض الحركة للمصالح الأميركية بأية أضرار، إذاً، عقيدة الأمس (أن طالبان منظمة إرهابية دينية) سقطت"، وقال، "هذه هي أفغانستان الدولة المسلمة الحبيسة بين الصين شرقاً، وإيران غرباً، وباكستان جنوباً، وطاجيكستان وأوزباكستان شمالاً، استطاعت أن تنتصر على المد الشيوعي، بدعم الدول الإسلامية والغربية، لكن اليوم، المسرح السياسي العالمي تغير".

التاريخ يعيد نفسه

وسأل سيد الجابري، "ماذا ينتظر العالم من أفغانستان؟ هل تصبح دولة دينية على غرار الفاتيكان، ويكون هذا مدخلاً لإعلان دولة يهودية في فلسطين؟ أم هل يتم تأجيج الصراع السني الشيعي من قلب آسيا؟ أم هل سيعود الاستقرار والسلام إلى أفغانستان، بعدما أعلنت طالبان تراجعها عن المبادئ الدينية المتشددة وعودتها إلى الفكر الإسلامي المستنير، لتكون نموذجاً للتطور الأخلاقي والعلمي للإسلام؟ وذلك بعقد تفاهمات مع إيران الدولة الشيعية المجاورة لها، والالتحام بباكستان كدولة سنية إسلامية كبرى"، ويجيب، "ستكشف لنا الأيام المقبلة، كيف تفكر القوى العظمى (أميركا، وإنجلترا، وروسيا) وكذلك القوى العظمى الصاعدة بقيادة الصين في استغلال الموقف في أفغانستان".

وختم، "التاريخ يعيد نفسه، أصحاب الأرض والعقيدة يستطيعون أن ينتصروا على الاستعمار".

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل