Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حملة استنكار افتراضية لكتيّب "قدوتنا رئيسنا"

قرر الرئيس الفلسطيني محمود عباس توزيعه على المؤسسات التعليمية كافة في فلسطين

الرئيس الفلسطيني محمود عباس يلتقي طالبات ألفن كتيب "قدوتنا رئيسنا" (وفا)

قرر الرئيس الفلسطيني محمود عباس إعادة طباعة كتيب تحت عنوان "قدوتنا رئيسنا" وتوزيعه على المؤسسات التعليمية كافة في فلسطين عقب إطلاق وزارة التربية والتعليم الكتيب ضمن مبادرة "لأجل فلسطين نتعلم"، في خطوة لاقت استياء ورفض واستنكار معظم النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي.

 ويستلهم الكتيب الذي أعدّته مدرسة بنات البيرة الجديدة للبنات اقتباسات من كتب الرئيس عباس التي ألفها وأبرزها "الصهيونية البداية والنهاية" و"الحركة الصهيونية في أدبيات لينين" و"اللاجئون الفلسطينيون واليهود" و"المسيرة السياسية في الشرق الأوسط".

الرئيس عباس استقبل الأسبوع الماضي طالبات مدرسة بنات البيرة الجديدة الثانوية المشاركات في مبادرة تعزيز الوعي الوطني للشباب في المدارس وشكرهم على المبادرة "الهادفة لتعزيز الوعي الوطني لطالباتنا كمقدمة للتوسع في المبادرة لتشمل المدارس بدءًا من المرحلة الابتدائية وانتهاء بالجامعات الفلسطينية".

وقال الرئيس عباس إن "نضال شعبنا الممتد عبر التاريخ أنتم أمله، وبكم سننجح ونحقق آمالنا وطموحاتنا بإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة".

ويعتبر معارضو هذه الخطوة أن توزيع الكتيب يساهم في تعزيز عبادة الزعيم ويكرس حكم الفرد تقليداً للدول الشمولية واستنساخاً للكتاب الأخضر  للزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

شارك في حفل إطلاق الكتيّب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد ووزير التربية والتعليم مروان عورتاني ووزير الثقافة عاطف أبو سيف.

ونقل عريقات تحيات الرئيس محمود عباس إلى الحضور، مشيداً بمواقف الرئيس الثابتة التي تعكس التفاف الشعب الفلسطيني حولها، ومؤكداً دور العلم في الارتقاء بالأمم والشعوب من خلال خلق المبادرات التي تنم عن الإبداع والتميز.

  عورتاني من جهته أكد أهمية هذه المبادرة في تنمية مهارات الطلبة الإبداعية لإبراز الهوية الوطنية، مشيراً إلى المسؤوليات التي تقع على عاتق المؤسسات لإحداث التطوير والتغيير المنشود.

أما الأحمد، فشدّد على ضرورة صقل شخصيات الطلبة ورفع مستوى الوعي الوطني لديهم، لافتاً إلى أهمية معرفة المواطن لواجباته تجاه الوطن.

وفي ردها على موجة الانتقادات الواسعة التي اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي، أوردت مدرسة بنات البيرة الجديدة للبنات أن إطلاق الكتيب ليس سوى "مبادرة ريادية بحثية لطالبات المدرسة"، مضيفةً أنه "تقديراً لهذه المبادرة الطلابية، فإن المدرسة ستطبع هذا الإصدار، وتوزع نسخة منه لكل مكتبة مدرسية في "إطار دعمنا للمبادرات الطلابية وحرصاً على تشجيع الطالبات على القراءة الناقدة".

 

 

لكن الأكاديمي الفلسطيني خالد الحروب طالب بسحب الكتاب، احتراماً لكرامة الفلسطينيين، داعياً إلى تعليم الطلاب النقد وليس "التطبيل".

ووصف الحروب في منشور على "فايسبوك" إطلاق الكتاب بأنه "خطوة في منتهى الانحطاط الثقافي والسياسي والأخلاقي والتعليمي"، مضيفاً أن "أفكار عبادة وتقديس الفرد الحاكم ستالينية وبائتة ويمكن أن نتفهم حدوثها في كوريا الشمالية أو أشباهها، ولم تحدث عربياً إلا مع الكتاب الأخضر "الخالد" أيضاً للعبقري القذافي".

أضاف الحروب أن ذلك يُعتبر "إهانة لكل فرد فلسطيني حر وذي كبرياء يؤمن بالعمل الناقد. لا يستحق أي قائد أي شكر لأن خدمة شعبه هي مسؤوليته الأولى والأخيرة".

في سياق متصل، تنظم  مجموعة من الكتاب الفلسطينيين حملة توقيع رسالة على وسائل التواصل الاجتماعي تدعو إلى سحب الكتيب، مشددين على ضرورة "تربية الأطفال على قيم الحرية والكرامة والمساواة والتفكير النقدي..."، ومشيرين إلى "أن فلسطين ليست قطعة من الأرض فقط ... فلسطين معنى للحرية والكرامة".

 

في المقابل، قال الروائي والشاعر غسان زقتان إن المشكلة ليست في "اقتباس" أقوال الرئيس وطباعتها في كتيب، لكن في فرضه على المدارس وإرباك الطلبة بين الواقع الحقيقي والافتراضي، مضيفاً أن "هذه تجارب بائسة يمكن استعراضها من "شمس الشعب" والد السيد "كيم" في كوريا الشمالية التي كانت توزع بعشرات ملايين النسخ المترجمة، إلى "الكتاب الأخضر" لـ "معمر القذافي" في ليبيا وما بينهما.

وتنفي وزارة التربية والتعليم الفلسطينية فرض الكتيب للتدريس، مشيرة إلى أنه سيوزع على مكتبات المدارس ليطلع عليه من يشاء من الطلبة.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي