عززت أسعار النفط مكاسبها للأسبوع الرابع على التوالي، بعدما تجاوز خام برنت مستوى 73 دولاراً للبرميل، بعد توقعات بتباطؤ نمو الإمدادات الأميركية والتفاؤل بشأن الطلب. وأنهى سعر عقود برنت القياسي، تسليم أغسطس (آب)، الأسبوع على صعود بنسبة 1.12 في المئة تعادل 82 سنتاً ليغلق عند 73.51 دولار.
في حين زاد سعر عقد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم يوليو (تموز) 1 في المئة خلال الأسبوع، تعادل 73 سنتاً ليسجل 71.64 دولار للبرميل، وبحسب رصد لـ"اندبندنت عربية"، تصل مكاسب خام برنت في الأسابيع الأربعة الماضية، أكثر من سبعة دولارات بنسبة 10.1 في المئة، فيما بلغت الزيادة في الخام الأميركي بنحو ثمانية دولارات بنسبة 11.6 في المئة.
وبنهاية تعاملات الجمعة، ارتفعت أسعار النفط ماحية خسائر تكبدتها في وقت سابق من ذات الجلسة بسبب صعود قوي للدولار الأميركي على خلفية تكهنات رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي معدل الفائدة. وارتفع خام برنت أمس 43 سنتاً أو 0.6 في المئة، وزاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 60 سنتاً، أو 0.8 في المئة بعد أن قالت مصادر في "أوبك"، "إن المنظمة تتوقع نمواً محدوداً لإنتاج النفط الأميركي في 2021 على الرغم من ارتفاع الأسعار".
وكانت أسعار النفط قد تراجعت، الخميس، بضغط من قوة الدولار، ما جعل النفط أكثر تكلفة بالنسبة إلى حائزي العملات الأخرى. ويوم الأربعاء، سجل برنت أعلى سعر تسوية منذ أبريل (نيسان) 2019، وحقق خام غرب تكساس أعلى مستوياته منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2018 عند التسوية.
توقعات الإنتاج الأميركي
وقالت مصادر في "أوبك"، "إن مسؤولين في منظمة البلدان المصدرة للبترول حصلوا من خبراء في القطاع على توقعات الإنتاج الأميركي، ويمنح هذا المنظمة مزيداً من القدرة على إدارة السوق قبل زيادة قوية محتملة لإنتاج الخام الصخري في 2022".
وقال فيل فلين، كبير المحللين في "برايس فيوتشرز غروب" في شيكاغو، "أسواق النفط ترتفع لأن أوبك متشككة في أن الزيادة في إنتاج النفط الأميركي ستكون كافية لتغيير خطتها في دعم الأسعار".
وقالت مصادر لـ"رويترز"، "إن مسؤولين من مجلس اللجنة الاقتصادية لأوبك وممثلين خارجيين حضروا اجتماعاً يوم الثلاثاء يركز على الإنتاج الأميركي." وبينما ثمة اتفاق عام على نمو محدود للإمدادات الأميركية هذا العام، قال مصدر في القطاع "إن التوقعات لعام 2022 تتراوح من نمو قدره 500 ألف برميل يومياً إلى 1.3 مليون برميل يومياً". وقال مصدر في إحدى الشركات التي تقدم التوقعات لـ"أوبك" "الاتجاه بشكل عام في ما يخص (النفط) الصخري سيعود، إذ إن الأسعار ترتفع لكن ليس بسرعة فائقة". ودفع ارتفاع أسعار النفط بعض شركات الطاقة الأميركية إلى العودة لرفع نشاط الحفر.
اتفاق إيران النووي
وتعززت المعنويات السلبية بفعل تصريحات لكبير مفاوضي إيران، الأربعاء، الذي قال إن "المحادثات بين طهران وواشنطن بشأن إحياء اتفاق إيران النووي المبرم في 2015 اقتربت أكثر من أي وقت مضى من التوصل إلى اتفاق". وقال محللو "إيه أن زد" في مذكرة للعملاء، تجدد المفاوضات يثير القلق من أن هذا ربما يؤدي إلى رفع العقوبات الأميركية، ما يتمخض عن فيضان من النفط يضرب السوق، على الرغم من هذا، فإن العوامل الأساسية تشير إلى أن السوق لا تزال تشهد حالة تقارب بين العرض والطلب. وقالت شركة "بيكر هيوز" لخدمات الطاقة، إن عدد حفارات النفط، (وهو مؤشر مبكر للإنتاج المستقبلي)، زاد 8 حفارات هذا الأسبوع إلى 373، وهو أعلى مستوى منذ أبريل 2020.
ارتفاع عدد حفارات النفط الأميركية
وارتفع عدد حفارات النفط في الولايات المتحدة، (وهو مؤشر مبكر للإنتاج المستقبلي للأسبوع الثاني على التوالي) إلى أعلى مستوى منذ أبريل 2020 بفضل زيادة المنصات من أحواض خارج منطقة الصخري.
وأظهر التقرير الأسبوعي لشركة "بيكر هيوز" للخدمات النفطية، الجمعة، زيادة عدد حفارات النفط في الولايات المتحدة 8 حفارات إلى 373 منصة هذا الأسبوع المنتهي في 18 يونيو (حزيران) 2021.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وجاء ارتفاع عدد حفارات التنقيب عن النفط، مع إضافة 3 منصات في أحواض خارج منطقة الصخري، ليسجل الإجمالي 57 حفاراً، كما زادت حفارات التنقيب عن النفط في حقل "دي جي نوبرارا" بحوالى 3 حفارات، ليصل المجموع إلى 9 منصات. فيما أضافت الشركات الأميركية حفاراً واحداً للتنقيب عن النفط في حقل برميان، إلى 237 حفاراً.
وزاد عدد حفارات الغاز الطبيعي بنسبة طفيفة واحد في المئة، بما يعادل حفاراً واحداً إلى 97 حفاراً، فيما ارتفع إجمالي حفارات الغاز الطبيعي والنفط معاً، بنسبة 9 في المئة على أساس أسبوعي إلى 470 حفاراً.
"أرامكو": إتمام صفقة بنية تحتية بـ12.4 مليار دولار
أعلنت شركة "أرامكو" السعودية، وائتلاف دولي من المستثمرين يضم كلاً من "إي آي جي"، وشركة مبادلة للاستثمار، عن إتمام صفقة استحواذ الائتلاف على حصة 49 في المئة في شركة "أرامكو لإمداد الزيت الخام"، إحدى الشركات التابعة لـ"أرامكو"، التي تم تأسيسها أخيراً، مقابل 12.4 مليار دولار.
وبحسب بيان نشرته عملاق النفط السعودي على موقعها الإلكتروني، يشمل الائتلاف مجموعة واسعة من المستثمرين من أميركا الشمالية، وآسيا، والشرق الأوسط. وكجزء من الصفقة، التي أُعلن عنها في أبريل، دخلت شركة أ"رامكو لإمداد الزيت الخام"، و"أرامكو" السعودية، في اتفاقية استئجار وإعادة تأجير لشبكة أنابيب النفط الخام التابعة لـ"أرامكو" السعودية مدتها 25 عاماً.
وفي المقابل، ستحصل شركة "أرامكو لإمدادات الزيت الخام" بدورها على تعريفة مدفوعة من "أرامكو" السعودية عن كميات الزيت الخام التي تتدفق عبر الشبكة، وتكون تلك التعريفة مرتبطة بحد أدنى لحجم تلك الكميات. وستحتفظ "أرامكو" السعودية بحصة أغلبية نسبتها 51 في المئة في الشركة الجديدة.
وقال رئيس "أرامكو" السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين بن حسن الناصر، إن "الصفقة تعكس القيمة الكبيرة لأصولنا، وتمثل واحدة من أهم اللحظات التاريخية في رحلة "أرامكو" السعودية لتطوير محفظة أعمالها ومشاريعها الاستثمارية وتحقيق فرص النمو".
وبحسب البيان، يؤكد هذا الاستثمار طويل المدى من قبل الائتلاف على الفرصة الاستثمارية التي توفرها خطوط أنابيب "أرامكو" السعودية ذات الأهمية العالمية، وتطلعات الشركة القوية على المدى الطويل، إلى جانب كون المملكة وجهة جاذبة ومرغوبة للمؤسسات الاستثمارية.