Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قد لا يتوفر للمعلنين قريبا أي خيار سوى العمل مع "جي بي نيوز"

إذا تمكنت "جي بي نيوز" من ترسيخ سمعة طيبة في إعداد التقارير المنصفة والقريبة من يمين الوسط والتي تجتذب المشاهدين ذوي الأوضاع المالية الطيبة ستصبح سوقا جذابة لا يستطيع المعلنون تجاهلها

"أظن أن العديد من عملاء إيكيا، الذين يحاولون تأثيث أول منزل لهم بميزانية محدودة، لن يكونوا جمهور القناة الطبيعي" (رويترز)

تثير مقاطعة المعلنين كثيراً من الدعاية، كما رأينا هذا الأسبوع مع قرار عدد من الشركات، بما في ذلك "إيكيا"، و"كوباربرغ" و"أوكتوبوس إنرجي"، حجب الإعلانات على قناة الأخبار البريطانية الحديثة "جي بي نيوز". لكن هل تنجح هذه الجهود؟

سيكون علينا الانتظار ورؤية ما يحدث لـ"جي بي نيوز". قد تقلقها الخسارة المؤقتة في العوائد، ولو أنها قد تستفيد من موجة الدعاية الإضافية التي ولدتها المقاطعة. فكروا في ذلك للحظة وانظروا إلى المثال الأكبر، أخيراً، على مقاطعة وسائل الإعلام على نطاق واسع– ما حدث لـ"فيسبوك" العام الماضي. فقد انسحبت أكثر من ألف شركة في يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) الماضيين، بما في ذلك شركات ضخمة مثل "والمارت"، و"كوكاكولا"، و"ماكدونالدز".

ودفعتها إلى ذلك جماعات ضغط مثل "وقف الكراهية من أجل الربح"، التي زعمت أن "خوارزميات المنصة توصي بنشر محتوى تحريضي ومثير للانقسام وغير دقيق من أجل تعزيز مشاركة المستخدمين ودفع عوائد الإعلانات إلى الارتفاع".

هل تغيرت الأمور؟ تفيد "وقف الكراهية من أجل الربح" بأن "فيسبوك" حقق بعض التقدم لكنها تعطيه في شكل عام تصنيفاً باللون الأحمر لإجرائه تغييرات تدريجية فقط.

ومن ناحية أخرى، إذا نظرتم إلى "فيسبوك" لجهة الأعمال، فقد استمر في الازدهار بقوة. لقد انخفض سعر السهم في نهاية يونيو من العام الماضي لمدة أسبوع أو نحو ذلك، لكنه ارتفع في أغسطس (آب) وبسعر 331 دولاراً للسهم، يكون زاد بنسبة تتجاوز 40 في المئة مقارنة بالسنة السابقة. وهذا من شأنه أن يقيم الشركة بنحو 939 مليار دولار، الأمر الذي يجعلها أكبر كثيراً من الشركات التي جمدت إعلاناتها. فـ"والمارت" تبلغ قيمتها 394 مليار دولار، و"كوكاكولا" 236 مليار دولار، و"ماكدونالدز" 177 مليار دولار. ولجهة القوة المالية، لدى "فيسبوك" الأسلحة الأكبر.

أما توازن القوى فيختلف تماماً في حالة "جي بي نيوز". فهي شركة جديدة يقودها صحافيون من بينهم أندرو نيل. وأكبر شركة دعم منفردة لها هي الشركة التابعة المسجلة في المملكة المتحدة لـ"قناة ديسكفري" في أميركا، لكن التمويل الأولي بنحو 60 مليون جنيه إسترليني (83 مليون دولار) ليس أموالاً كبيرة في عالم الإعلام.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأغلب المعلنين الذين انسحبوا من هذه الإعلانات هم في وضع أفضل. وتقود الحملة "وقف تمويل الكراهية"، وهي عملية صغيرة نسبياً أُسست عام 2016. لكن الشركات التي تؤثر فيها العملية هائلة. والعديد منها شركات أجنبية. وتُعَد "إيكيا" ضخمة ومثيرة للجدال حقاً. فقد أشار أندرو نيل إلى أن رئيسها التنفيذي الفرنسي صدر ضده حكم بالسجن لمدة سنتين مع وقف التنفيذ بتهمة التجسس على موظفي الشركة.

و"إيكيا" هي بالطبع سويدية، وكذلك هي "كوباربرغ"، الشركة الضخمة للمشروبات. أما "غرولش"، وهي شركة أخرى انسحبت، فهي هولندية. و"نيفيا"، التي انسحبت أيضاً من الإعلان على "جي بي نيوز"، مملوكة لشركة ألمانية؛ والمالك النهائي هو الملياردير الألماني مايكل هيرتز. أما "بوش"، وهي مجموعة التصنيع الألمانية التي ذكرت تقارير أيضاً أنها انسحبت، فربما تكون المجموعة الأضخم على الإطلاق، إذ يعمل فيها نحو 400 ألف موظف في مختلف أنحاء العالم.

وعلى النقيض من هذا، تميل الشركات البريطانية المنسحبة إلى أن تكون أصغر حجماً. فـ"أوكتوبوس إنرجي" مملوكة لـ"أوكتوبوس كابيتال"، وهي شركة لإدارة الثروات في القلب التجاري للندن تأسست عام 2000. وسحب "موني سوبرماركت"، وهو موقع إلكتروني لمقارنة الأسعار بقيمة 1.43 مليار جنيه، إعلاناته لكنه سرعان ما قلب القرار وسيكون من المثير للاهتمام أن نرى عدد الشركات الأخرى التي تحذو حذوه. والواقع أن الشركتين البارزتين حقاً، اللتين أفادت التقارير بانسحابهما، وهما "فودافون" و"كو أوب"، يبدو أنهما عادتا أدراجهما. ويبدو أن هناك أيضاً بعض التناقض في "أوكتوبوس"، مع أنباء تشير إلى أنها لا تنتظر إلا لكي ترى مدى تطور "جي بي نيوز" قبل اتخاذ القرار في شأن الإعلان أو عدم الإعلان.

وسيستغرق الأمر بعض الأسابيع قبل أن ينجلي. وإذا أثبتت مخاوف "وقف تمويل الكراهية" مبرراتها، ستجد "جي بي نيوز" صعوبة شديدة في الحصول على معلنين والاحتفاظ بهم. وفي المقابل، إذا تمكنت من ترسيخ سمعة طيبة في إعداد التقارير المنصفة والقريبة من يمين الوسط والتي تجتذب المشاهدين ذوي الأوضاع المالية الطيبة، ستصبح سوقاً جذابة لا يستطيع المعلنون تجاهلها.

لن تكون "جي بي نيوز" لكل شخص. وأظن أن العديد من عملاء "إيكيا"، الذين يحاولون تأثيث أول منزل لهم بميزانية محدودة، لن يكونوا جمهورها الطبيعي. وفي المقابل، ربما يكون المحترفون الأثرياء البالغون منتصف العمر جمهورها – وهم يتميزون بصعوبة الوصول إليهم. لكن سنرى.

أما جماعات الضغط، فمن المؤكد أنها كانت بمثابة قوة مفيدة تسعى إلى توجيه الشركات إلى ممارسات اجتماعية وبيئية أفضل. وهي تستحق الفضل في هذا. لكن مقاطعة الإعلانات سيف ذو حدين. فلكل عميل يدعمها، سيكون هناك عميل آخر يكرهها. وفي حالة "فيسبوك" على الأقل، يبدو أن مقاطعة الإعلانات تلك الصيف الماضي لم تخلف أي أثر في نجاح الشركة المالي.

© The Independent

اقرأ المزيد