Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

واشنطن تشكك بنزاهة العملية الانتخابية وبينيت: فوز رئيسي "جرس إنذار أخير"

الرئيس المتشدد تلقى تهنئة منافسيه وشريحة واسعة من الشعب أبدت "عدم ثقتها" بالنظام

ذكر موقع "واي نت" الإلكتروني أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت قال، إن انتخاب إبراهيم رئيسي رئيساً لإيران "جرس إنذار أخير" للعالم، وأضاف الموقع أن بينيت قال في إفادة للحكومة، إن على القوى العالمية إعادة النظر في المحادثات بشأن اتفاق نووي إيراني جديد بعد انتخاب رئيسي.

"عملية انتخابية حرة ونزيهة"؟

أميركياً، أعربت الولايات المتحدة، السبت 19 يونيو (حزيران)، عن أسفها لأن الإيرانيين لم يتمكنوا من المشاركة في "عملية انتخابية حرة ونزيهة"، وفي أول تعليق يصدر عن واشنطن بشأن فوز رئيسي، قال متحدث باسم الخارجية إن "الإيرانيين حرموا من حقهم في اختيار قادتهم في عملية انتخابية حرة ونزيهة"، وأضاف أن الولايات المتحدة ستواصل المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني والعمل إلى جانب حلفائها وشركائها في هذا الصدد.

رضائي يأتي ثانياً

وكان رئيس لجنة الانتخابات في إيران جمال عرف أفاد خلال مؤتمر صحافي، أن رئيسي (60 سنة) حصل على "أكثر من 17،8 مليون" صوت من أصل 28،6 مليون من أصوات المقترعين، علماً بأن أكثر من 59،3 مليون إيراني كانوا مدعوين للمشاركة في الاقتراع. ووفق النتائج الأولية، يتقدم رئيسي الذي يتولى رئاسة السلطة القضائية منذ عام 2019، بفارق كبير عن منافسيه. في وقت أعلنت إيران استدعاء مبعوث بريطانيا، السبت، للاحتجاج على "صعوبات" واجهت تصويت الإيرانيين في بلاده، وفق ما ذكرت وكالة رويترز.

وتفيد الأرقام التي أعلنها عرف، أن المحافظ المتشدد محسن رضائي يأتي ثانياً مع أكثر من 3،3 ملايين صوت، ثم الإصلاحي عبد الناصر همّتي مع أكثر من 2،4 مليون صوت، والمحافظ المتشدد أمير حسين قاضي زاده هاشمي مع نحو مليون صوت.


وكان رئيسي المرشح الأوفر حظاً للفوز بالانتخابات التي أجريت لاختيار خلف للرئيس المعتدل حسن روحاني، وأتت في خضم أزمة اقتصادية واجتماعية ورافقتها تساؤلات عن نسبة المشاركة.

وخاض حجة الإسلام رئيسي، رجل الدين الذي يعد مقرباً من المرشد الأعلى للجمهورية آية الله علي خامنئي، الانتخابات للمرة الثانية توالياً، وهو حصد 38 بالمئة من الأصوات في 2017.

تهنئة روحاني

وسبق ذلك بوقت قليل، إعلان الرئيس الإيراني حسن روحاني أن الدورة الأولى أفضت إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية لم يكشف اسمه، بينما تلقى رئيسي تهنئة منافسيه الثلاثة قبل صدور النتائج الرسمية.

وأُقفلت صناديق الاقتراع فجر السبت بعد تمديد الوقت.

وقال روحاني، في كلمة متلفزة، "أهنئ الشعب على خياره (...) سأوجه تهاني الرسمية لاحقاً، لكننا نعرف أن ما يكفي من الأصوات توافرت في هذه الانتخابات، و(ثمة) من تمّ انتخابه من قبل الشعب".

وعلى الرغم من أن روحاني الذي يتولى منصبه منذ العام 2013، لم يكشف اسم الرئيس المنتخب، جاءت التهاني التي وجّهها ثلاثة من المرشحين الأربعة، لتحسم بشكل نهائي النتيجة.

وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، السبت، إن رئيسي هو الرئيس المنتخب للبلاد وعلى الجميع العمل معه من الآن فصاعداً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف في تصريحات بعد يوم من تصويت الملايين في سباق انتخابي قاطعه البعض استياءً من المصاعب الاقتصادية والقيود السياسية أن رئيسي سيقود إيران بشكل جيد.

وقال ظريف أمام منتدى دبلوماسي في منتجع أنطاليا التركي إن القضايا المطروحة في محادثات إيران النووية مع القوى الغربية ليست عصية على الحل وإنه يأمل في تحقيق نتيجة قبل أغسطس آب.

وفي منشورات عبر مواقع التواصل أو بيانات أوردتها وسائل إعلام إيرانية، هنّأ المرشحان المحافظان المتشددان محسن رضائي وأمير حسين قاضي زاده هاشمي، إضافة الى الإصلاحي عبد الناصر همتي، رئيسي (60 عاماً) الذي كان الأوفر حظاً للفوز بالانتخابات.

وبقي في السباق أربعة من المرشحين السبعة الذين نالوا الأهلية من مجلس صيانة الدستور. وواجه المجلس انتقادات بعد استبعاده أسماء بارزة تقدمت بترشيحها، ما أثار هواجس من تأثير ذلك سلباً على المشاركة.

واستبعد المجلس مرشحين بارزين مثل الرئيس السابق لمجلس الشورى علي لاريجاني، ونائب رئيس الجمهورية إسحاق جهانغيري، ومحمود أحمدي نجاد الذي تولى رئاسة البلاد بين عامي 2005 و2013.

وأكد أحمدي نجاد موقفه بالامتناع. وقال في شريط مصور، الجمعة، إن الانتخابات تجرى بطريقة تعارض "مصالح النظام (السياسي)، وكواجب شخصي، لا أريد أن أكون جزءاً من هذه الخطيئة".

إمساك التيار المحافظ بمفاصل الحكم

وفي حين يؤكد مجلس صيانة الدستور الذي يهمين عليه المحافظون، التزامه القانون في درس الأهلية، أعطى استبعاده أسماء كبيرة، خصوصاً لاريجاني الذي كان يُتوقع أن يكون أبرز منافس لرئيسي، الانطباع بأن الانتخابات حسمت سلفاً.

وسيعزز الفوز المحتمل لرئيسي إمساك التيار المحافظ بمفاصل هيئات الحكم، بعد فوزه في انتخابات مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) العام الماضي.

ودعا كبار المسؤولين إلى مشاركة كبيرة في انتخابات يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها استفتاء على طريقة تعاملهم مع الضغوط الاقتصادية والاجتماعية المتزايدة بما في ذلك ارتفاع الأسعار والبطالة وانهيار قيمة العملة.

ونقلت وسائل إعلام رسمية عن رئيسي قوله بعد الإدلاء بصوته "أحث كل فرد أياً كانت وجهة نظره السياسية على التصويت". وأضاف "تظلمات شعبنا من بواطن الضعف حقيقية لكن إذا كان هذا هو سبب عدم المشاركة، فهذا خطأ".

وحصد رئيسي 38 في المئة من الأصوات في انتخابات 2017، وتولى مناصب عدة على مدى عقود، خصوصاً في السلطة القضائية، وكان سادن العتبة الرضوية في مسقطه مدينة مشهد (شمال شرق). وتطرح وسائل إعلام إيرانية اسمه كخلف محتمل للمرشد الأعلى علي خامنئي.

إقفال مراكز الاقتراع

وأقفلت، فجر السبت، مراكز الاقتراع للدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية بعد زهاء 19 ساعة من التصويت، وفق وكالة الأنباء الرسمية "إرنا".

ونقلت الوكالة عن متحدث باسم لجنة الانتخابات التابعة لوزارة الداخلية، أن أبواب المراكز أقفلت عند الساعة الثانية فجراً (21:30 ت غ الجمعة)، بعد تمديد مهلة التصويت ساعتين، على أن يُسمح للموجودين داخل المراكز عند الإقفال بالإدلاء بأصواتهم.

وفي حين أظهر التلفزيون الحكومي طوابير طويلة في مراكز الاقتراع في عدة مدن، نقلت وكالة "فارس" شبه الرسمية للأنباء عن مراسلها قوله، إن 22 مليوناً أو 37 في المئة من الناخبين أدلوا بأصواتهم بحلول الساعة 7:30 مساء (15:00 بتوقيت غرينتش). 

وتعد نسبة المشاركة موضع ترقب. وقالت وزارة الداخلية إنها لا تستطيع تأكيد نسبة الإقبال.

ودعا خامنئي، الجمعة، إلى المشاركة القوية في الانتخابات وقال بعد ما أدلى بصوته في العاصمة طهران "كل صوت له وزنه... تعالوا وشاركوا واختاروا رئيسكم... هذا أمر مهم لمستقبل بلدكم".

وفي سياق ذي صلة، ذكر موقع وزارة الخارجية الإيرانية الإلكتروني، أن الوزارة استدعت، اليوم السبت، سفير بريطانيا في طهران بسبب "صعوبات" واجهت الإيرانيين المقيمين بالمملكة المتحدة عند الإدلاء بأصواتهم في انتخابات الرئاسة التي أجريت أمس.

وجاء على الموقع، "أبلغت إيران المبعوث بأن لندن أخفقت في حماية مراكز الاقتراع الإيرانية بالمملكة المتحدة من عدد صغير من مثيري الشغب الذين هاجموا بعض الناخبين الإيرانيين".

ويحظى رئيسي  بدعم صقور الأمن في مسعاه لخلافة حسن روحاني، وهو براغماتي لا يمكنه بموجب الدستور خوض الانتخابات لولاية ثالثة مدتها أربع سنوات. ويشرف الرئيس على أعمال الحكومة اليومية ويرفع تقاريره إلى المرشد الأعلى.

ويخضع رئيسي، المدعوم من "الحرس الثوري" والحليف المقرب لخامنئي، لعقوبات أميركية بسبب مزاعم ضلوعه في إعدام معتقلين سياسيين قبل عشرات الأعوام.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

فقدت الثقة في النظام

وقالت مريم (52 عاماً)، وهي مصففة شعر في كرج قرب طهران، لوكالة "رويترز" إنها لن تصوت لأنها "فقدت الثقة في النظام".

وأضافت "في كل مرة أدليت فيها بصوتي في الماضي، كنت أتمنى أن يتحسن مستوى معيشتي. لكنني فقدت الأمل عندما رأيت أعلى مسؤول في البلاد لم يكن شجاعاً بما يكفي للاستقالة عندما لم يستطع تحسين الأمور"، في إشارة إلى روحاني.

وبسؤاله عن المرشح الذي يفضله، قال محمد (32 عاماً) في مركز اقتراع في قرية صغيرة بجنوب إيران "صراحة لا أفضل أحداً منهم، لكن ممثلنا في البرلمان يقول إن علينا التصويت لصالح رئيسي كي يتحسن كل شيء".

مراكز الاقتراع شبه خالية

وقالت فرزانة (58 عاماً) من مدينة يزد في وسط البلاد "صوتي هو لا كبيرة للجمهورية الإسلامية". وعلى النقيض مما عرضه التلفزيون الرسمي، قالت فرزانة "مراكز الاقتراع شبه خالية هنا".

وقال محمد (40 عاماً) وهو مهندس إنه لن يصوت لأن "النتائج معروفة سلفاً والأهم من ذلك، إذا كان السيد رئيسي جاداً في التصدي للفساد، لفعل ذلك".

ويحق لأكثر من 59 مليون إيراني التصويت. ورغم أن مئات من الإيرانيين، وبينهم أقارب لمعارضين قتلوا منذ "الثورة الإسلامية" عام 1979، دعوا لمقاطعة الانتخابات، فإن أنصار المؤسسة الدينية المخلصين من المتوقع أن يصوتوا لرئيسي.

ومن شأن فوز رئيسي أن يؤكد أفول نجم ساسة براغماتيين من أمثال روحاني الذي أضعفه قرار واشنطن الانسحاب من الاتفاق النووي وإعادة فرض عقوبات في خطوة قوضت التقارب مع الغرب.

العقوبات

وأدت إعادة فرض العقوبات إلى تقليص صادرات النفط من 2.8 مليون برميل يومياً في 2018 إلى ما يقدر بنحو 200 ألف برميل في بعض شهور 2020، رغم أن الأرقام في تزايد منذ ذلك الحين. وفقد الريال الإيراني 70 في المئة من قيمته منذ 2018.

وتحتاج القيادة الدينية، التي تتعرض لضغوط بسبب ارتفاع معدل التضخم الذي وصل إلى 39 في المئة والبطالة التي بلغت 11 في المئة، إلى إقبال كبير على المشاركة في التصويت لتعزيز شرعيتها التي تضررت بعد سلسلة من الاحتجاجات على الفقر والقيود السياسية منذ 2017.

وتشير استطلاعات الرأي الرسمية إلى أن نسبة المشاركة قد لا تتجاوز 44 في المئة، وهي نسبة تقل كثيراً عن الانتخابات السابقة التي سجلت مشاركة بلغت 73.3 في المئة.

ولخامنئي، وليس للرئيس، القول الفصل في سياسات البلاد النووية والخارجية، ومن ثم فإن فوز رئيسي لن يعطل محاولة إيران إحياء الاتفاق النووي والتحرر من وطأة العقوبات النفطية والمالية القاسية.

مصاعب اقتصادية

يقول محللون، إن سجل رئيسي كقاض من غلاة المحافظين متهم بارتكاب انتهاكات قد يثير قلق واشنطن والإيرانيين الليبراليين، لا سيما في ظل تركيز الرئيس الأميركي جو بايدن على حقوق الإنسان في مختلف أرجاء العالم.

وعين خامنئي في 2019 رئيسي، المنتمي لمرتبة متوسطة في تسلسل رجال الدين، رئيساً للسلطة القضائية.

وبعد بضعة أشهر من تعيينه، فرضت الولايات المتحدة عليه عقوبات بسبب انتهاكات لحقوق الإنسان تشمل إعدام معتقلين سياسيين في الثمانينيات وقمع اضطرابات في 2009، وهي أحداث لعب فيها دوراً، بحسبما تقول جماعات حقوقية. 

ونفى رئيسي سابقاً أي دور له في ذلك. ولم تقر إيران مطلقاً بتنفيذ أحكام إعدام جماعية.

والمنافس الأبرز لرئيسي هو محافظ البنك المركزي البراغماتي السابق عبد الناصر همتي الذي يقول، إن فوز أي مرشح من غلاة المحافظين سيؤدي إلى مزيد من العقوبات.

المزيد من الشرق الأوسط